مكي لـ الجريدة•: «3 يوليو» انقلاب... والقضاء ليس مستقلاً
«لست إخوانياً ولم أكن مؤيداً لمرسي... والسيسي ودود ومثقف والرئاسة محسومة له»
وصف وزير العدل الأسبق في حكومة «الإخوان» أحمد مكي عزل الرئيس السابق محمد مرسي في «3 يوليو» بالانقلاب، متهما القضاء المصري بعدم الاستقلال طوال تاريخه، بسبب تدخل السلطة التنفيذية في عمله. وأكد المستشار البارز، في حوار مع «الجريدة»، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر 26 و27 مايو المقبل، محسومة للمرشح المحتمل وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي، موضحا أنه ليس من المعقول معاداة الجيش للإخوان، ومنعهم من ممارسة حقهم في العمل السياسي، وفي ما يلي نص الحوار:
• أين المستشار أحمد مكي حاليا وماذا عن ملابسات تحويلك للتحقيق؟- أنا الآن متقاعد، بعد بلوغي السن القانونية، وبالنسبة للاتهامات التي وجهتها النيابة لي تدور حول انتمائي لجماعة إرهابية جماعة «الإخوان»، وهو أمر غير صحيح، فلم أنتم للإخوان، كما لم أكن مؤيدا للدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة، بل كنت مؤيدا للدكتور محمد سليم العوا، ولم أذهب للتحقيق، ومن لديه دليل ضدي فليقدمه، فلقد تعرضت للكثير من الأكاذيب في وسائل الإعلام، لكنني لن أرد عليها.• هل شعرت بالندم لقبولك منصب وزير العدل في ظل حكم مرسي؟- إطلاقا، فهي تجربة أضافت لي الكثير من الخبرة، وفهمت من خلالها مدى سوء العمل بالسياسة، فضلا عن اكتشافي حقيقة الإعلام الذي تميز في قلب الأمور تماما، فكنت أشعر بإحساس من يصارع طواحين الهواء.• كيف ترى الاتهامات الحالية للقضاء بأنه مسيس؟- القضاء المصري طوال تاريخه ليس مستقلا، وطالبنا باستقلاله عن السلطة التنفيذية، ولذلك ظهر ما سماه الإعلام «تيار الاستقلال» الذي أتشرف بالانتماء إليه، فيجب إبعاد القضاء العادي عن القضايا السياسية، وتحويل هذه القضايا إلى محاكم خاصة حتى يبتعد القضاء عن تدخل الحكومة، ويعفي نفسه من الحرج، فهناك آلاف المحبوسين احتياطيا، الأمر الذي لم يحدث في التاريخ، فضلا عن قرار إحالة 529 من عناصر «الإخوان» لمفتي الديار المصرية، وهو الأمر الذي يعد سابقة لم تحدث في تاريخ البشرية. فالقضاء يحتاج إلى حزمة إجراءات لكي يكون مستقلا، وطرحت مشروع قانون السلطة القضائية خلال فترة وجودي كوزير للعدل، وبادرت بإرسال خطاب إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى لنقل تبعية التفتيش القضائي من وزارة العدل.• ما حقيقة وصفك للثورة الشعبية في 30 يونيو بالانقلاب؟- لم أصف 30 يونيو بالانقلاب، لكنني وصفت 3 يوليو بأنه هو الانقلاب، بعد أن تدخل الجيش في المشهد السياسي، والاتحاد الأوروبي والإفريقي، لايزالان يعتبران ما حدث في 3 يوليو انقلابا.• كيف ترى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟- الانتخابات محسومة للسيسي، والجيش هو من سيحكم في كل الأحوال، فلا توجد قوة مدنية قادرة على مواجهة الجيش، ولا توجد أحزاب سياسية حقيقية في مصر غير «الإخوان».• ما رأيك في السيسي أثناء مرافقتك له في الحكومة؟- شخصية ودودة وكلامه طيب وذو ثقافة واسعة.• ماذا عن أنباء وساطتك بين «الإخوان» والحكومة؟- لم أقم بذلك، وكنت على يقين من أنه لا يمكن أن يحكم «الإخوان» بدون موافقة الجيش، لكن لابد أن يتم السماح للإخوان بأن يمارسوا حياتهم كحزب سياسي، ولا يُعقل أن يكون جيش مصر في خصومة مع أقوى تنظيم سياسي على الأرض وهو «الإخوان».