حذرت جامعة الدول العربية من التداعيات الخطيرة للحرب الممنهجة التي تقودها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته والعملية التعليمية ومقدراته الاقتصادية مؤكدة أنها تدفع بجهودها لانجاح المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيلية واعطاء الولايات المتحدة الفرص الايجابية للدفع قدما بهذه المفاوضات.

Ad

جاء ذلك خلال كلمة الامين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح التي ألقاها أمام اعمال الاجتماع المشترك ال23 بين مسؤولي التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) ومجلس الشؤون التربوية لابناء فلسطين في دورة انعقاده ال69 الذي بدأ أعماله هنا بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم.

واضاف صبيح ان اجتماع اليوم يأتي للتباحث حول قضية مهمة وأساسية في حياة أبناء الشعب الفلسطيني سواء من هم داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة او في الدول العربية المضيفة الا وهي العملية التربوية والتعليمية التي تواجه الصعاب والعراقيل في ظل الانتهاكات الاسرائيلية والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني وارضه وكرامته الانسانية .

وحذر من خطورة استهداف الاحتلال المتعمد تدمير البنى التحتية الاساسية للاقتصاد الفلسطيني والحاق الدمار بالحياة الفلسطينية مما ادى الى "تدهور في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية والتعليمية" .

واعتبر صبيح ان الحصار الاسرائيلي لا يزال متواصلا على قطاع غزة رغم المراوغة الاسرائيلية بالادعاء بتخفيفه اضافة الى تواصل الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بوتيرة متسارعة مع ارتفاع وتيرة وحدة عدوان المستوطنين .

كما أشار الى الاثار المدمرة لجدار الفصل العنصري الذي انعكس بضرر بالغ على العملية التعليمية في الاراضي الفلسطينية موضحا انه يعرقل حركة الطلبة ويؤدي الى نقص الادوات والكتب المدرسية والنقص الحاد في عدد المدارس الذي تعاني منه دولة فلسطين ومدارس (انروا) وعدم القدرة على الوصول الى المدارس في الضفة الغربية المحتلة بسبب الحواجز الاسرائيلية والاغلاقات التي تفرضها قوات الاحتلال.

وأوضح صبيح ان مدينة القدس الشرقية المحتلة يعاني قطاع التعليم فيها ايضا من تمييز عنصري إسرائيلي وتدني الحصة المالية المخصصة للطلبة الفلسطينيين فيها لاقل من نصف معدل الميزانية المخصصة للطلبة الاسرائيليين في المدارس اليهودية الدينية او في مدارس التعليم الرسمي في المدينة المحتلة فضلا عن النقص الحاد في الغرف المدرسية للطلبة المقدسيين في القدس الشرقية .

وشدد على خطورة الاستهداف الاسرائيلي المحموم للهوية والتاريخ والثقافة الفلسطينية وسن القوانين واصدار القرارات لتغيير المنهاج الفلسطيني وتحريفه وحذف كل ما يتعلق بالتاريخ الفلسطيني في المناهج .

وبين صبيح ان الحقائق والبيانات تؤكد ان "إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة لتحقيق تهجير صامت لاهالي الطلبة والطلبة المقدسيين انفسهم عن مدينتهم وخلق جيل مقدسي غير متعلم لمن يتبقى في المدينة ادراكا منها ان العلم والتعليم اهم وسائل الدفاع عن الوجود الفلسطيني وعن حقه في المطالبة بحقوقه الثابتة وغير القابلة للتصرف".

ودعا صبيح الى ضرورة توفير دعم عربي للصمود المقدسي وتوجيه المساندة المالية الى المدينة المحتلة واهلها وطلبتها كأحد اساليب النضال ضد الاحتلال وافشال مخططاته لتهويد المدينة وتهجير أهلها.

وأعرب صبيح عن أمله في بذل المزيد من الجهود الحثيثة من قبل (انروا) والمؤسسات التعليمية العربية لدعم وحماية العملية التربوية والتعليمية لخلق جيل فلسطيني واعد وقادر على ادارة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

كما طالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة وتوفير حقه غير القابل للتصرف في موارده البشرية والاقتصادية وضمان حق التعليم أسوة بشعوب العالم وتفعيل قرارات مجلس الامن .

ويناقش الاجتماع الذي يشارك فيه ممثلو بعض الدول العربية والمنظمات والاتحادات العربية والاسلامية المتخصصة على مدى اربعة ايام الجهود التي تبذلها الدول العربية و(اونروا) لدعم العملية التعليمية لابناء الشعب الفلسطيني والعراقيل التي تواجهها في مناطق عملياتها الخمس وهي الضفة وغزة والاردن وسوريا ولبنان .