سورية: النظام يصعِّد في حلب... والمعارضة «تقاوم»

نشر في 10-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 10-11-2013 | 00:01
No Image Caption
«الائتلاف» ينتظر دعوة من الأمم المتحدة إلى «جنيف 2» ويرى أن الأسد ليس مستعداً لتفاوض جدي
تصاعدت حدة المعارك في مدينة حلب، في وقت تتواتر التقارير عن نوايا نظام الرئيس بشار الأسد لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية قبل انعقاد مؤتمر "جنيف 2. وبدا أمس ان الائتلاف السوري المعارض غير قادر على حسم موضوع مشاركته في المؤتمر، حيث ألقى بالكرة إلى ملعب الأمم المتحدة، متجاهلاً رعاة المؤتمر الحقيقيين موسكو وواشنطن.
شهدت مدينة حلب أمس معارك عنيفة وجولات من القصف المتبادل بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشارالأسد وقوات المعارضة، في وقت تمكت هذه الأخيرة من استعادة السيطرة على قاعدة عسكرية مكلفة حماية مطار حلب الدولي، كان الجيش النظامي قد تقدم في أجزاء منها اثر اشتباكات عنيفة، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.

وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة "فرانس برس" أن "اشتباكات عنيفة جرت مساء الجمعة بين القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وبين مقاتلي المعارضة وجهاديين ينتمون للدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة".

واضاف عبدالرحمن ان "مقاتلي المعارضة والجهاديين تمكنوا، اثر هذه الاشتباكات، من اعادة السيطرة بشكل شبه كامل على اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي والتي كانت القوات النظامية قد استولت في وقت سابق على اجزاء منه".

واشار الى ان هذه الاشتباكات اسفرت عن مقتل 53 شخصا بينهم 22 مقاتلا و11 جهاديا و20 عنصرا من القوات النظامية، ولم تتوافر لدى المرصد اي حصيلة عن قتلى حزب الله الشيعي اللبناني، حليف النظام السوري.

ولفت الى ان مقاتلي المعارضة انتهزوا فرصة حلول الظلام للقيام بهجوم على دبابات الجيش النظامي عبر قصفها بنحو عشرين صاروخا من طراز "غراد" كانت بحوزتهم.

وكان مقاتلو المعارضة قد اطلقوا في فبراير "معركة المطارات" في محافظة حلب، وهاجموا عددا من القواعد الجوية والمطارات، وتمكنوا من السيطرة على اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية الواقعة شرق حلب.

ولفت مدير المرصد الى ان النظام يحاول اعادة فتح مطار حلب الدولي، المتوقف عن الخدمة منذ الاول من يناير بسبب تعرض محيطه لعدة هجمات من قبل مقاتلي المعارضة، واستعادته لهذا اللواء تعتبر رئيسية للتوصل الى هذه الغاية.

واحرز الجيش النظامي تقدما في شرق محافظة حلب وبخاصة في مدينة السفيرة الاستراتيجية القريبة من اللواء والتي كان المقاتلون يسيطرون عليها منذ عام وتقع على الطريق التي تصل مدينة حلب بوسط سورية.

كما افاد المرصد، من جهة اخرى، عن مقتل 11 مدنيا بينهم اربعة اطفال تحت سن الثالثة، السبت في حيين يقعان في مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة.

وتنقسم عاصمة البلاد الاقتصادية التي تشهد منذ صيف 2012 معارك دامية الى قسمين يسيطر على جانبها الشرقي مقاتلو المعارضة فيما تبسط القوات النظامية نفوذها على جانبها الغربي.

ففي حي الاشرفية الذي يقع اغلبه تحت سيطرة النظام في شمال غرب المدينة قتل نحو خمسة مدنيين بينهم طفلان اثر "سقوط قذيفة هاون مجهولة المصدر على منطقة سوق الخضرة"، بحسب المرصد، في حين اورد التلفزيون الرسمي مقتل 6 اطفال متهما "ارهابيين" باطلاق القذيفة قرب مستوصف في الحي.

«داعش»

الى ذلك، رفض أمير تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) أبوبكر البغدادي، أمر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بحل التنظيم والعودة الى العراق مؤكدا أن "الدولة الإسلامية في العراق والشام باقية ما دام فينا عرق ينبض، ولن نساوم عليها أو نتنازل عنها حتى يظهرها الله تعالى أو نهلك دونها". وأضاف أن تنظيمه "لن ينحسر عن البقعة التي امتد إليها ولن ينكمش بعد نموه".

«الائتلاف»

في غضون ذلك، أكد رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري خالد الصالح‬ أمس في وقت كان الائتلاف مجتمعا في اسطنبول لحسم أمر مشاركته في المشاركة في اجتماع "جنيف 2" أن "الائتلاف عبر في مناسبات مختلفة عن استعداده الكامل لخوض أي عملية سياسية تحقق مطالب الشعب السوري".

وشدد في مؤتمر صحافي على أن ‫"الأمم المتحدة هي الراعي الرسمي لمؤتمر ‬جنيف 2، ومقرره، ومنظمه، ويتعاون الائتلاف مع الأمين العام بان كي مون والدول الأعضاء على إنجاح المؤتمر وفقاً لمطالب الشعب السوري، وهو ينتظر دعوة رسمية من الامم المتحدة لحضور المؤتمر".

وكشف صالح ان "رئيس الحكومة الانتقالية السورية احمد طعمة انهى عملية اختيار اعضاء الحكومة الانتقالية"، وأكد أن "مساعي ‬نظام الأسد‫ تدل على تخبط سياسي يبين عدم استعداده لخوض أي عملية تفاوضية جادة ‬سورية"، مشدداً على أن "‫مساعي ‬نظام الأسد‫ وحلفائه بإقحام معارضة متصالحة معه في العملية التفاوضية، تصب في مجموعة من الأفعال الرامية لشراء المزيد من الوقت وخلق الفوضى السياسية".

‫وقال: "المطلوب من ‬روسيا‫ اليوم هو الضغط على ‬نظام الأسد‫ للرضوخ لمطالب الشعب السوري، في حين يتخبط هذا الأخير وكل تصريحاته الأخيرة تدل على عدم جدية مشاركته في تفاوضات جدية ‬سورية". وأوضح ان "الائتلاف يضم معظم مكونات المعارضة السورية المتفقة على اسقاط الاسد وتشكيل نظام ديمقراطي". كما اعتبر الصالح أن "المعارضة التي تروج لها روسيا موالية للنظام".

(دمشق ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، كونا، الأناضول)

«منظمة التحرير» تتابع التنسيق مع «النظام»

ذكر عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة زكريا الأغا، أمس أن وفداً فلسطينياً سيزور سورية لمتابعة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وتحييد مخيماتهم عن النزاع الدائر هناك، مشدداً على أن «الجانب الفلسطيني يجري اتصالات دائمة مع الدول ذات التأثير على المعارضة السورية للضغط عليها لسحب مسلحيها من داخل المخيمات الفلسطينية خاصة (مخيم اليرموك) والقبول بمبادرة تحييد المخيمات».

وقال الأغا إن الزيارة تأتي لاستكمال متابعة اتفاقات مع الجانب السوري بشأن تشكيل لجنة ميدانية مع حكومة دمشق لتنفيذ مبادرة تتعلق بتحييد المخيمات الفلسطينية، وأضاف أن «الوفد سيتابع إطلاق سراح الموقوفين من أبناء المخيمات الذين لم يثبت تورطهم في الأحداث الجارية في سورية الى جانب رفع الحصار عن المخيمات وتأمين عودة آمنة للنازحين من اللاجئين إلى مخيماتهم».

وكان ممثل المبعوث الشخصي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي اثار جدلا فلسطينيا وعربيا واسعا خلال لقائه بشار الأسد قبل أسابيع واعلان «تضامن الشعب الفلسطيني مع سورية في مواجهة العدوان الذي تتعرض له»، موضحا أن «استهداف سورية هو استهداف للأمة العربية لأن ما يجري من استنزاف لمقدرات شعبها وجيشها يأتي في سياق مخطط أكبر يرمي إلى تقسيم دول المنطقة وإضعافها خدمة لمصالح إسرائيل»، مرددا بذلك التعابير التي يتبناها نظام الأسد.

back to top