قوات الأسد تسيطر على المليحة... و«داعش» يقطع الرؤوس في حلب

نشر في 15-08-2014 | 00:07
آخر تحديث 15-08-2014 | 00:07
No Image Caption
• النظام يحصّن نقطة ارتكازه
• «الدولة» يحشد لمعركة فاصلة
بعد أشهر من المعارك الدامية، استعادت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني أمس السيطرة على أغلبية مدينة المليحة جنوب شرق دمشق، في وقت بدأ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ملاحقة عناصر المعارضة في حلب وقطع رؤوسهم.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن «المعارك لاتزال مستمرة» في هذه البلدة، التي تعد مدخلاً نحو الغوطة الشرقية لدمشق، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة، والمحاصرة منذ أكثر من عام وتتعرض بشكل يومي لقصف من القوات النظامية.

وإذ أوضح المرصد أن «استعادة المليحة تسمح للنظام بحماية بعض مناطق دمشق من قذائف مقاتلي المعارضة»، أكد مصدر أمني سوري أن «الجيش يواصل عملياته في المليحة، ويحقق نجاحات نوعية»، مشيراً إلى أنه قتل «عدداً كبيراً من الإرهابيين ولاحق فلولهم في المزارع الشمالية للمنطقة».

ولفت المصدر الأمني السوري إلى أن السيطرة على المليحة «تسرع في الإجهاز على ما تبقى من بؤر إرهابية في الغوطة الشرقية».

وتقع البلدة على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق دمشق، وقامت القوات النظامية وعناصر حزب الله بمحاولات منذ أبريل الماضي السيطرة عليها خسرت في إحداها (في مايو) قائد قوات الدفاع الجوي العميد حسين عيسى. وتحاول القوات النظامية منذ نحو عام، مدعومة بحزب الله، استعادة معاقل المعارضين في ريف دمشق، ودفعهم بعيداً من دمشق، المدينة الشديدة التحصين والتي تعد نقطة ارتكاز نظام الرئيس بشار الأسد.

يأتي ذلك في وقت واصل «داعش» تقدمه في ريف حلب، حيث تمكن من طرد مسلحي المعارضة من عدد من القرى خلال معارك أوقعت 52 قتيلاً.

وأكد المرصد أن التنظيم سيطر على قرى أرشاف وبلدة دابق، بريف حلب الشمالي عقب اشتباكات في معركة أطلق عليها التنظيم اسم «الثأر للعفيفات».

وفي وقت سابق تمكن تنظيم الدولة من السيطرة على بلدات أخترين وتركمان بارح ودابق وقرى أرشاف والمسعودية والغوز والعزيزية ودويبق، بريف حلب الشمالي الشرقي، كما لقي ما لا يقل عن 12 مقاتلاً من التنظيم المتطرف مصرعهم في الاشتباكات.

وأشار المصدر إلى وقوع ما لا يقل عن «خمسين مقاتلاً من الكتائب الإسلامية أسرى لدى «داعش». وأعلن قبلها مقتل نحو 40 مسلحاً في مواجهات أمس الأول، حيث سيطر التنظيم المتطرف على ست قرى في شمال مدينة حلب في منطقة غير بعيدة عن الحدود التركية.

وفي معركة «الثأر للعفيفات»، شحذ تنظيم الدولة همم مقاتليه وجيَّش عواطفهم، مدعياً أن هذه المعركة هي ثأر «للأخوات»، اللواتي اعتدي عليهن و»اغتصبن» من قبل مقاتلي الكتائب المقاتلة في مدينة حلب وبلدة تل رفعت، واللواتي لايزلن حتى اللحظة معتقلات لدى هذه الكتائب.

وفي دابق، نقل المرصد السوري عن مصادر موثوقة، أن تنظيم الدولة جهّز مقاتليه لـ»معركة دينية فاصلة» في هذه المنطقة، وطلب منهم «الثبات والإقدام» في الاشتباكات لأنهم اعتبروا «معركة دابق منطلقا للجيوش الإسلامية للسيطرة على العالم وقتال الروم».

إلى ذلك، أبلغ أحد الناجين من التنظيم في حلب المرصد، أن عناصره حينما سيطروا على بلدة أخترين بالريف الشمالي الشرقي، بدأوا بجمع الرجال المتبقين في البلدة، وطرحوهم أرضاً، تاركين إياهم في وضعية الانبطاح، لنحو 5 ساعات، باحثين عن الأشخاص الذي لهم أقارب أو أية صلة بالكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية، حيث انه عند الانتهاء من التحقيق وتدقيق البطاقات الشخصية، اعتقلوا نحو 5 أشخاص من أصل ما يقارب العشرين رجلاً، وأطلقوا سراح البقية، وخيروهم بين أن يلتزموا منازلهم، أو أن يخرجوا من البلدة ابتغاء لسلامتهم.

وأضاف هذا الناجي أن الجثث، كانت لاتزال موجودة في شوارع البلدة إلى حين خروجهم منها، وأنهم لم يستطيعوا دفنها، أو الاقتراب منها، خوفاً من ردة فعل عناصر الدولة، الذين قطعوا رؤوس الجثث الموجودة في شوارع بلدة أخترين عن أجسادها.

من جهة ثانية، أعلن الجيش الأردني في بيان أمس مقتل شخص حاول التسلل من سورية إلى المملكة برصاص حرس الحدود. ونقل البيان عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة قوله، إن «إحدى دوريات حرس الحدود تعاملت مع أحد الأشخاص حاول مساء الأربعاء اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة وطلبت منه تسليم نفسه، إلا أنه لم يمتثل لنداءاتها فتم اطلاق النار عليه حسب قواعد الاشتباك المعمول بها في مثل حالات كهذه مما أدى إلى مقتله».

وعززت السلطات الأردنية الرقابة على الحدود مع سورية، والتي تمتد إلى أكثر من 370 كلم، واعتقلت عشرات الاشخاص الذين حاولوا عبورها بشكل غير قانوني وحاكمت عدداً منهم.

 (دمشق، عمان - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top