د. رمضان مصطفى اختصاصي الأطفال: الصوم المبكر يقوي مناعة الأطفال

نشر في 08-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 08-07-2014 | 00:01
ما الذي يجعل طفلاً دون طفل آخر يتحمل متاعب الصوم؟ هل هي الفوارق البدنية أم كمية وطريقة التغذية؟ يعتبر الاختصاصي في أمراض الأطفال الدكتور رمضان مصطفى أن نجاح طفل دون آخر في الصوم المبكر يرجع إلى الفروق البدنية والجسدية، وليس بالضرورة ناجماً عن المرض كما يعتقد البعض.
ويضيف أن التمر والعسل والفواكه من أهم الأغذية التي تزيد المناعة لدى الأطفال والكبار
على حد سواء.
يعاني بعض الأسر من رغبات أطفالهم في صيام شهر رمضان كيف يمكن التعامل معهم؟

يمكن البدء في تدريب الأطفال على الصيام  من سن سبع سنوات، ويمكنهم الصيام تدريجاً تمهيداً للصيام الكامل. ومن الناحية الطبية، فإن قدرة الأطفال على الصوم لا بد من أن تتناسب مع القدرات البدنية والجسدية، فثمة اختلافات بين طفل وآخر في قدرته على تحمل الجوع أو المعاناة. ولا بد من الإشارة إلى ضرورة أن تكون مسألة الصيام بعيدة عن الضغط والقهر كي لا تتسبب في مشاكل صحية ونفسية للطفل.

هل ثمة أضرار صحية من صيام الأطفال في سن مبكرة؟

الطفل في سن مبكرة يكون أكثر عرضة لانخفاض مستوى السكر في الدم، وبالتالي للإحساس بالدوخة والغثيان، والتعرق والهبوط  وهذه من أبرز العلامات على خطورة الصوم بالنسبة إلى الطفل في سن مبكرة، خصوصاً أن تلك المرحلة العمرية مرتبطة بالحركة والمرح. كذلك من الممكن أن يتعرض الطفل للإصابة بالجفاف حيث يفقد الجسم السوائل بسرعة مع عدم وجود تعويض من الخارج، ما يؤثر على أنشطته اليومية فيصاب بالهزال والضعف وعدم التركيز. بالتالي، فإن التدرج في صوم الأطفال هو الذي يجنب هذه الأعراض كافة والمخاطر.

ما هي الأمراض التي يمكن أن تمنع صيام الأطفال في رمضان؟

يمنع الصيام للأطفال في حاﻻت سوء التغذية والإصابة بنقص نسبة السكر باستمرار في الدم، وسوء التمثيل الغذائي والأنيميا الشديدة، كذلك في حالات الفشل الكلوي واضطرابات المناعة وحاﻻت الأمراض الحادة مثل الالتهاب الرئوي والنزﻻت المعوية، وفيها يفقد الجسم السوائل من خلال القيء والإسهال.

ما النصائح الغذائية اللازمة في هذه الحالات؟

بشكل أساسي، يجب أن تحرص الأسرة على تقديم السلطة والخضار الطازجة لأطفالها وكبارها في جميع الوجبات، وليس في رمضان فحسب، فهي تعتبر “منجم ذهب غذائي” متكاملاً، وكلما تعددت العناصر المكونة لطبق السلطة ازدادت فوائدها، فنجدها مصدراً للفيتامينات والألياف والأملاح المعدنية، والميزة الفريدة أنها لا تحتوي على سعرات حرارية كبيرة، وبالتالي فإنها ميزة لمن يعانون السمنة أو يخافون من إصابتهم بها.

كيف يمكن التغلب على مشكلة عطش الأطفال نهارا؟

يمكن التغلب على تلك المشكلة عن طريق الإكثارمن تناول الجبن وشرب اللبن واستهلاك مشتقاته مثل الزبادي، والإكثار من الخضار وأبرزها الخيار والخس والبطيخ والكانتلوب، والفول المدمس، ضمن وجبة السحور. في مقابل، التقليل من الموالح والأملاح. كذلك يجب الابتعاد قدر الإمكان عن حرارة الشمس المباشرة، كي لا يفقد الجسم السوائل التي يحتفظ بها.

هل ثمة أطعمة يفضل ألا يتناولها الأطفال؟

ﻻ يمكن القول إن ثمة أطعمة ممنوعة باستثناء الحالات المرضية، ويراعى التوازن في الأطعمة بين النشويات والبروتينات والدهون، ولكن يجب تجنب الأطعمة الثقيلة على المعدة أو التي تسبب العطش، خصوصاً للأطفال حتى لا يكون لديهم انطباع عن متاعب الصيام، ومثال ذلك الأطعمة الدسمة أو عالية الدهون أو تناول الحلويات بكثرة والأطباق الحارة.

يشعر بعض الأطفال بالدوار خلال فترات الصيام هل ثمة علاقة بين ذلك وبين نقص بعض العناصر في الدم؟

ثمة أسباب عدة للشعور بالدوار أهمها نقص نسبة السكر في الدم وكذلك الإصابة بالأنيميا، ويمكن استغلال الشهر الكريم  في إمداد جسم الأطفال بالعناصر المختلفة بشكل منتظم في صورة شهية مثل التمر وسلطة الفاكهة،  وكذلك لا يمكن إغفال أن حركة الأطفال المستمرة وما يعتبره الأهل “شقاوة” من مسببات الدوار في حالة صيامهم.

هل ثمة أطعمة يمكن أن تسهم في زيادة مناعة الأطفال؟

كلما كان الطعام  في صورته الأولية بعيداً عن الطهو المعقد والأكل الدسم المشبع بالدهون والكولسترول، كان ذلك أفضل في الحصول على أكبر فائدة من الفيتامينات والمعادن، عن طريق الخضار والفاكهة والعسل، وبالتالي زيادة المناعة، وهذه النصائح تنطبق على الأطفال وكبار السن أيضاً.

ما يجب أن تراعيه الأم في الوجبات للمساعدة في نمو الأطفال بشكل سليم؟

يمكن تقديم التمر عند الإفطار وتناول فواتح الشهية مثل حساء الخضار أو لسان العصفور، بينما يجب أن تكون الوجبة متكاملة العناصر الغذائية وتحتوي على بروتينات من اللحوم والدواجن والكربوهيدرات مثل الأرز أو المعكرونة، والدهون أيضاًـ ولكن بنسب غير كبيرة.

back to top