«دهشة»... دراما صعيدية تبرز جحود الأبناء
ما الذي يجب على الأب فعله ليقرب أبناءه منه ويضمن لكل واحد حقه؟ هل يدفع طمع الأبناء إلى نكران والدهم والجحود بما قدمه لهم؟ وكيف يمكن للأب السيطرة على هذا الطمع؟ تجيب دراما «دهشة» عن هذه التساؤلات.
المسلسل سيناريو وحوار عبد الرحيم كمال، إخراج شادي الفخراني، بطولة يحيى الفخراني، ومجموعة من النجوم الشباب من بينهم: يسرا اللوزي، حنان مطاوع، ياسر جلال، ياسر المصري، فتحي عبد الوهاب، نبيل الحلفاوي، وسعيد طرابيك... ويعكف الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي على كتابة رباعيات شعرية له.
تمصير الملك لير أحداث المسلسل مأخوذة من نص مسرحية «الملك لير» لوليم شكسبير، لكن بعد تمصيرها وتعديل صراعها ليدور في الصعيد، وفي قرية بنيت خصيصاً لتصويره، على أن يُعرض في شهر رمضان المقبل.تدور الأحداث حول رجل يوزع ثروته على بناته، وهو على قيد الحياة، لكنه يفاجأ بعقوقهن وتخليهن عنه بعدما نالت كل واحدة منهن نصيبها في الثروة، وتتوالى الأحداث في قالب درامي مشوّق يتطرق إلى طمع النفس وجحود الأبناء.يجسد يحيى الفخراني شخصية الباسل، أب لثلاث بنات (يسرا اللوزي، حنان مطاوع وسماح السعيد)، متزوجات ولديهن أولاد، عاني من ظلم أشقائه، من بينهم علام (نبيل الحلفاوي) الذي نال من نصيب الفخراني في ميراث والدهما، ما دفعه إلى توزيع ثروته على بناته، رغم أنه ما زال على قيد الحياة، ولا يعاني أمراضاً تُنذر بوفاته، إلا أنه سرعان ما يصاب بخيبة كبيرة من بناته اللواتي يأخذن الأموال، ويبتعدن عنه ليتابعن حياتهن مع أزواجهن.حب وسلطةيوضح المؤلف عبد الرحيم كمال أن المشاهد سيلاحظ بوضوح الجديد في الدراما الصعيدية التي يقدمها في «دهشة»، فهو يكتب القضية التي يشعر بأنها ملائمة للطرح، وستجد مردوداً جماهيرياً مقبولا.يضيف: «تتمحور الفكرة حول الحب والسلطة، وكيف يمكن أن يجتمعا معاً، مع الأخذ في الاعتبار أن السلطة زائلة، والحب هو الذي يستمر في أي علاقة»، مشيراً إلى أن المسلسل لا يتناول قضية جحود الأبناء بشكل واضح، وإنما هي خط باطني بينما الخط الرئيسي قائم على إبراز العلاقة بين العقل والقلب والسلطة؛ فحينما يكون الأول هو المتحكم، يصبح الثاني في أمان بغض النظر عن الثالثة.يؤكد سعادته بتعاونه الثالث مع الفخراني، نظراً إلى التفاهم الكبير بينهما، لا سيما أن الفخراني فنان كبير ولا يقبل إلا الأعمال التي تتناول قضية مهمة، ومشيراً إلى أنهما اتفقا بعد نجاح مسلسل «الخواجه عبد القادر» السنة الماضية على تقديم عمل جديد، ومن ثم بدأ مرحلة البحث عن فكرة مختلفة حتى عثر على «دهشة». لا شك في أن إعجاب الفخراني بالقضية التي يناقشها المسلسل، والسيناريو الذي كتبه عبد الرحيم كمال دفعاه إلى تقديم المسلسل الزاخر بأحداث متلاحقة ومفاجآت؛ إذ يستعرض حالتين؛ الأولى الوالد الذي ترك أبناءه يتقاسمون تركته حسب الشرع، لكن الطمع يفتح الأبواب لمن ينهب حق الآخر، والثانية الوالد الذي منح أبناءه كل ما يملك منعاً للخصام والعداوة، إلا أن التجربتين لم تنجحا.أدوار جديدةفي تصريح لـ «الجريدة» تبدي حنان مطاوع اعتزازها بالعمل مع الفخراني الذي تعتبره أحد رموز الدراما المصرية، والوقوف أمامه فرصة لاكتساب الخبرة، ولعل ذلك ما حمّسها للمشاركة في المسلسل، إلى جانب المعالجة التي كتبها عبد الرحيم كمال، والرؤية المتميزة التي يتمتع بها المخرج شادي الفخراني.تجسد حنان شخصية رابحة ابنة الفخراني، فتاة شريرة تسعى إلى الاستيلاء على ثروة والدها رغم أنه لم يمت، وتدخل معه في صراع طويل مع شقيقاتها. تتمنى مطاوع أن تكون على قدر المسؤولية، وينال العمل استحسان المشاهدين. بدورها تعبر يسرا اللوزي عن سعادتها بالمشاركة في المسلسل الذي يجمعها للمرة الأولى بالفخراني، مؤكدة أنه نقلة ومحطة مهمة في حياتها الفنية، كونه دراما صعيدية مختلفة عن الأعمال الدرامية التي سبق أن قدمت على الشاشات العربية. تجسد شخصية نعمة، إحدى بنات الفخراني، وشقيقة نوال (سماح السعيد)، لافتة إلى أن روح الود والمحبة التي تسيطر على أجواء التصوير تجعل الممثلين يخرجون أفضل أداء لديهم.أما أزواج بنات الفخراني فهم أبو زيد (ياسر المصري)، راضي (فتحي عبد الوهاب)، عامر (ياسر جلال).يوضح جلال أن الدور سيكون مفاجأة للجمهور، لأنه يختلف عن الأدوار التي سبق أن قدمها، مشيراً إلى فرحته بتكرار التعاون مع النجم يحيى الفخراني بعدما شاركه في بطولة مسلسل «يتربى في عزو» الذي حقق نجاحاً لدى عرضه منذ سنوات.إنتاج ضخم«دهشة» إنتاج شركة «إيغل فيلم» لصاحبها المنتج جمال سنان، و{شركة المتحدين للإنتاج الإعلامي صبّاح إخوان» لصاحبها المنتج صادق الصبّاح، الذي أوضح أنه بمجرد انتهاء فريق العمل من التصوير في إحدى القرى بمنطقة المنصورة، انتقل إلى تصوير المشاهد في الديكور الرئيس، وهو قرية «دهشة»، التي بُنيت على أرض صحراوية خالية تماماً بأعلى تكلفة، وقد أمضى مهندس الديكور خالد أمين ثلاثة أشهر لإنجاز الديكور الخاص بها، كي تبدو الأحداث أكثر واقعية ومصداقية وتقترب من القرية بتفاصيلها وملامحها، ووفقاً لرؤية المخرج شادي الفخراني لا سيما أن التصوير فيها سيستمر حتى نهاية الأحداث.