ما قل ودل: حَملة المباخر وضاربو الدفوف

نشر في 22-12-2013
آخر تحديث 22-12-2013 | 00:01
 المستشار شفيق إمام  البلاغة

سمع خالد بن صفوان رجلاً يتكلم ويكثر في الكلام فقال له:

اعلم- رحمك الله- أن البلاغة ليست بخفة اللسان، وكثرة الهذيان، ولكنها بإصابة المعنى، والقصد إلى الحجة.

- حول شخصية العام

لا يزال الفريق عبدالفتاح السيسي في قلوب محبيه ومريديه من أبناء الشعب المصري والشعب العربي بوجه عام، شخصية العام، رغم أنف الشامتين، والأرقام لا تكذب، فقد صوت له 493 ألف شخص متفوقاً على مَن يليه في عدد الأصوات بستين ألف صوت وهو أردوغان، وقد حصل الاثنان على نصف عدد الأصوات التي أعطيت الـ42 شخصية، وهذا يعني أن الـ50 في المئة الباقية من الأصوات قد حصل عليها 40 شخصية.

ولكن لمجلة "تايم" حسابات أخرى هي حقها الذي لا جدال فيه، في أن تختار على غلافها مَن تراه من هذه الشخصيات أكثر تأثيراً في الأحداث في العالم سلباً أو إيجاباً، فأصحاب الحق المطلق في هذا الاختيار هم محررو المجلة، كما هو معلن على صدر الاستفتاء، بأن التصويت هو عنصر مضاف لا يؤثر في النتيجة، التي تخضع لقرار هيئة تحرير المجلة، الذي يدخل في اتخاذه عوامل الإثارة والتشويق لدى القارئ الأميركي وعامل توزيع المجلة، ولهذا كان من بين الشخصيات العشرة التي اختارتها المجلة لتنشر على غلافها تباعاً، بشار الأسد وإدوارد سندوين ومايلي سايروس، فالأول، قتل الآلاف وشرد الملايين من أبناء شعبه ودمر مدناً سورية بأكملها. والثاني، كان عميلاً لوكالة الأمن القومي الأميركي، وفجر بنشره وثائقها السرية أكبر فضيحة في العالم كله. والثالثة، مغنية أميركية ذائعة الصيت أثار تعاطيها المخدرات ضجة كبيرة في أميركا.

- حَملة المباخر من جماعة "الإخوان"

أما مَن صوتوا لعبدالفتاح السيسي ولأردوغان وأغلبهم من أبناء العالم العربي والإسلامي، فلهم أسبابهم الخاصة التي اخترت منها أربعة عشر سبباً في مقالي المنشور على هذه الصفحة في 8 ديسمبر الجاري كان من بينها سبب رئيسي، أنه أنقذ مصر من أتون حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس، عندما أعلن فصيل جماعة "الإخوان" في رابعة يوم 21/ 6 أن سيارات مفخخة، وأن آلافاً من القوات الخاصة لخيرت الشاطر ينتظرون من ينزل في 30 يونيو لسحقهم وإبادتهم.

وما زالت عند كل كلمة كتبتها في هذا المقال، فللكلمة قداستها، وليس لمن بلغ هذا العمر، أن يكون من حملة المباخر وضاربي الدفوف، وفقاً للوصف الذي وصف به كتاب الجماعة الكتّاب والمفكرين الذين أصابتهم السعادة من نتيجة التصويت الإلكتروني الذي أجرته مجلة "التايم" على شخصية العام.

فكل ما كتبته في هذا المقال لم يكن حلماً بل حقائق ثابتة على أرض الواقع، وتنطق بأن الشعب المصري كله قد أصبح مديناً لهذا الرجل، عبدالفتاح السيسي، بالعرفان بالجميل.

ولم أكن أحلم، بما حلم به أحد حاملي المباخر وضاربي الدفوف من جماعة "الإخوان"، بأنه كان في جمع من جماعته ومعهم الرسول عليه الصلاة والسلام والرئيس د. محمد مرسي، وعندما نودي للصلاة، طلبوا من الرسول أن يؤمهم، فأبى وقال لهم صلى الله عليه وسلم، كيف أكون الإمام، والرئيس د. محمد مرسي حاضر؟ وتنحى الرسول صلى الله عليه وسلم جانباً، ليؤمه ويؤم المصلين الرئيس محمد مرسي!

ولم أزعم أن الحشود التي خرجت بالملايين في 30 يونيو، كان من بينها الملائكة التي قال حاملو المباخر وضاربو الدفوف من جماعة "الإخوان"، إنهم كانوا يشاركون المعتصمين في "رابعة العدوية" صلاتهم.

- نعم... للسيسي رئيساً لمصر

ولا أعتقد أن أحداً يمكن أن يتهم الكاتب السياسي الأردني صالح القلاب، وزير إعلام ووزير ثقافة ووزير دولة سابق وعضو مجلس الأعيان في المملكة الأردنية الهاشمية لأربع مرات ورئيس مجلس إدارة والمدير العام السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الأردني. كاتب عمود يومي في صحيفة "الرأي" الأردنية منذ سنوات وكاتب مقال أسبوعي في صحيفة "الشرق الأوسط اللندنية، لا يمكن أن يتهمه أحد بأنه من حملة المباخر وضاربي الدفوف للسيسي، وقد كتب على صفحات الجريدة أمس الأول، تحت هذا العنوان، يقول إن غالبية الشعب المصري تعتبر الفريق الأول عبدالفتاح السيسي رمزاً وطنياً بمستوى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما كان في ذروة تألقه قبل 1967، ولهذا فليس ضرورياً أن تكون هناك عمليات تحشيد للترويج لترشيحه للرئاسة المصرية في الانتخابات المقبلة، التي ستكون محطة الانطلاق الأولى لقطار المرحلة المقبلة التي ستكون بالتأكيد حداً فاصلاً في مسيرة هذا البلد، العريق العظيم، الحضارية، وبالطبع السياسة والاقتصادية.

ولذلك فإنه يجب النظر إلى ضرورة ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة على أنه مطلب للشعب المصري بغالبيته الكاسحة، وهنا لابد من إدراك أن امتناع هذا الرجل الرمز الذي أصبح عنواناً لمرحلة واعدة مقبلة عن الترشح سيؤدي إلى انتكاسة كبيرة.

وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.

back to top