«كتلة قطر» في الائتلاف السوري تتراجع عن قرار الانسحاب

نشر في 11-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 11-03-2014 | 00:01
No Image Caption
• راهبات معلولا لم يتعرضن لسوء
• «العفو»: الجوع سلاح النظام
• «الجبهة» تخسر قيادياً و«داعش» 4
بعد ساعات من إعلان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي انتظار اكتمال «مؤسسات» المعارضة السورية لتسليمها مقعد دمشق الشاغر منذ أكثر من عامين، قرر المنسحبون من الائتلاف الوطني السوري العدول عن قرارهم والعودة إلى الائتلاف، في حين بدا حسم المعركة ميدانياً بعيد المنال في ظل استمرار تشرذم مقاتلي المعارضة.

عدلت كتلة كبيرة من المعارضة السورية تدعمها قطر مساء أمس الأول عن قرار الانسحاب من الائتلاف الوطني المعارض، في خطوة نحو لملمة الجراح وربما تمهد أيضاً الساحة لمواجهة مع رئيس الائتلاف أحمد الجربا المدعوم من السعودية.

وأكد الأعضاء، الذين انسحبوا من الائتلاف المكون من 120 عضواً قبل بدء محادثات السلام السورية في جنيف في يناير، أنهم سيعودون للتصدي لما يعتبرونه إقصاء غير عادل من عملية صنع القرار.

وقال الأعضاء البالغ عددهم الأربعين، في بيان: «قررنا نحن المنسحبين من الجلسة السابقة للهيئة العامة للائتلاف الوطني إضافة إلى الشخصيات التي أعلنت استقالتها استئناف نشاطنا السياسي في الائتلاف ككتلة واحدة بدءاً من الآن».

وأوضح المنسحبون السابقون أنهم اتخذوا هذا القرار نتيجة «الظروف الراهنة ‬‬‬والمتغيرات الخطيرة التي تمر بها الثورة السورية» في إشارة على ما يبدو إلى الانقسامات بين جماعات المعارضة المختلفة التي تقاتل النظام.

انقسامات

وأدت هذه الانقسامات داخل صفوف الائتلاف المعارض إلى تقويض جهود قوى المعارضة في مواجهتها مع القوات الموالية للرئيس بشار الأسد وجاءت أيضا في مصلحة الجماعات المسلحة الأكثر تشددا التي تضم بين صفوفها بعض الأجانب.

وكان رياض حجاب رئيس الوزراء السوري الأسبق المدعوم من قطر لرئاسة الائتلاف الوطني خسر بفارق ضئيل في يناير أمام أحمد الجربا الذي يحظى بدعم السعودية.

ويسعى الجربا للفوز مجددا برئاسة الائتلاف في يوليو. وقالت مصادر الائتلاف إن قرار الكتلة الانضمام مجددا للمعارضة يهدف على ما يبدو إلى الحد من صلاحياته.

وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أكد في ختام الاجتماع النصف سنوي لوزراء الخارجية العرب ان الجامعة العربية تنتظر اكتمال «مؤسسات» المعارضة السورية لتسليمها مقعد دمشق في الجامعة الذي مازال شاغرا منذ عام 2012.

الراهبات

ميدانياً، وصل فجر أمس 13 راهبة وثلاث مساعدات لهن من دير مار تقلا في معلولا السورية، بعد احتجازهن مدة أشهر على أيدي مجموعة مسلحة شمال دمشق، وذلك بفضل وساطة قطرية- لبنانية شملت إطلاق أكثر من 150 معتقلة في السجون السورية.

وبث ناشطون معارضون صباح أمس شريطاً مصورا يظهر نقل راهبات دير مار تقلا، وهن لبنانيات وسوريات، من مكان احتجازهن الى جرود بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، حيث تسلمهن الأمن العام اللبناني، وسلم المقاتلين في المقابل سيدة وثلاثة اطفال كانوا محتجزين في سورية.

رئيسة الدير

وقالت رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف للصحافيين: «نشكر الله تعالى الذي يسر الأمور وسيدنا (بطريرك الروم الارثوذكس لانطاكيا وسائر المشرق) يوحنا العاشر والسيد الرئيس بشار الاسد وتواصله مع أمير قطر (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) ومساعدتهما لنا، نشكرهما فوق الحدود»، موجهة الشكر أيضاً إلى «الوسيط الكبير اللواء عباس إبراهيم» الذي قاد المفاوضات مع مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي الذي زار بيروت أمس الأول.

وأكدت الراهبة أن أياً من المفرج عنهن لم تتعرض لسوء خلال فترة احتجازهن منذ ديسمبر الماضي. وقالت: «المعاملة كانت حسنة، حتى أن شخصاً يدعى جورج حسواني (أحد وجهاء يبرود) وضع في تصرفنا كل البناية» التي احتجزن فيها في يبرود، أبرز معاقل المعارضة في القلمون قرب الحدود اللبنانية.

سلاح النظام

إلى ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية أمس الجيش السوري باستخدام الجوع كـ»سلاح حرب» ولاسيما في حصاره لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.

وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير بعنوان «خنق الحياة في اليرموك: جرائم حرب ضد مدنيين محاصرين»، ان حوالي 200 شخص فارقوا الحياة في المخيم الفلسطيني بسبب نقص الغذاء والدواء، بينهم 128 جوعاً، منذ شدد الجيش السوري حصاره للمخيم في يوليو 2013 مانعا بذلك ادخال الاغذية والادوية الى آلاف المدنيين.

خسائر «الجبهة»

في غضون ذلك، أعلنت «الجبهة الإسلامية»، مقتل أحد قيادييها العسكريين البارزين، في قرية مورك التابعة لمحافظة حماة. وقال «مجلس قيادة جيش الإسلام في سورية- الجبهة الإسلامية»، في بيان مقتضب نشر ليل الأحد - الاثنين «تزف لكم الجبهة الإسلامية ـ جيش الإسلام ـ لواء ـ أهل البيت خبر استشهاد البطل قائد كتيبة الحق المبين الحاج أبو طارق الشحود، على تراب قرية مورك».

يذكر ان «الجبهة الإسلامية» تأسست في نوفمبر الماضي، وهي من تشكيلات «الجيش السوري الحر»، ويقودها مجلس شورى مكوّن من عدد من الأعضاء، يرأسهم قائد ألوية «صقور الشام»، أبو عيسى الشيخ، كما تضم الجبهة هيئتين، إحداهما سياسية ويرأسها حسان عبود قائد حركة «أحرار الشام الإسلامية»، والأخرى عسكرية يقودها زهران علوش قائد «جيش الإسلام»، والتشكيلات الثلاثة السابقة منضوية تحت لواء الجبهة.

... و«داعش»

في السياق، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أمس مقتل أحد قيادييه العسكريين أبو صهيب الليبي في مدينة الرقة ليصل عدد من قتل من قيادييه خلال أقل من 24 ساعة إلى أربعة.

وذكرت «مؤسسة الفرقان» التابعة لـ «داعش» أن «الاستشهادي أبو صهيب الليبي رحمك الله وتقبلك الله في الشهداء»، ووصفته بـ «مدمر حاجز البانوراما» في الرقة، التي يطلق عليها «ولاية الخير».

 وكان التنظيم أعلن أمس الأول، مقتل 3 من قيادييه العسكريين وهم أبو عوف الليبي الملقب بـ«الأسد الهمام»، وأميره العسكري، أبو مكرمة الأنصاري، بالإضافة الى من وصفته بـ«المساعد الأول للقائد أبو وهيب».

(دمشق، عمان، القاهرة -

أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top