خطوة أوباما التالية
![سلايت](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
أشار أوباما إلى أن الأصدقاء والحلفاء حول العالم "يتشاطرون أمناً مشتركاً ومجموعة واحدة من القيم التي تتأصل في ما يُعتبر نقيض داعش"، وأضاف: "بذلت الحكومات والشعوب في الشرق الأوسط جهوداً مشتركة بغية استئصال هذا السرطان كي لا ينتشر"، وأعلن أن ثمة "أمراً واحداً نجمع عليه كلنا"، ألا وهو أن "لا مكان في القرن الحادي والعشرين" لمجموعة مثل "داعش".كل هذا الكلام صريح وصحيح، لكن رئيس الولايات المتحدة لا يستطيع التكلم على هذا النحو ليقف بعد ذلك مكتوف اليدين دون أن يبذل جهداً "لاستئصال السرطان"، فما خطة عمل الرئيس أوباما إذاً؟ هنا ما عاد خطابه واضحاً، فقد ذكر أننا "سنقاتل" داعش، وأننا "سنقوم بكل ما هو ضروري لإحقاق العدالة"، لكننا "نقاتل" بالفعل، ونقلل من أهمية هذا القتال حين نقول إنه قتال من أجل "العدالة". في إحدى مراحل خطابه المقلقة، غاص أوباما في كلام عاطفي، فقال متحدثاً عن متطرفي "داعش": "لا شك أن أناساً كهؤلاء يخفقون، يخفقون لأن المستقبل ملك لمن يبنون لا يهدمون". أولاً، هذا ليس صحيحاً، إذ تُظهر كتب التاريخ أن المخربين ينتصرون غالباً على البناة، ثانياً، يُعتبر هذا النوع من الكلام خطيراً: إذا كنت تصدق حقاً أن التاريخ يتبع مساراً عالمياً ما ينتصر فيه الخير دوماً على الشر، فقد تنخدع بالتفكير في أنك تستطيع الوقوف مكتوف اليدين لأن كل الأمور ستسير للخير في النهاية.لا أظن أن أوباما يصدق حقاً المثالية التاريخية، فهو يتكلم ويتصرف دوماً كواقعي دولي، ويدرك جيداً (وأعلن ببلاغة خلال خطاب تسلمه جائزة نوبل للسلام عام 2009) أن البناة لا ينتصرون عادةً على المخربين، إلا لأنهم يقاومونهم.منذ الثامن من أغسطس، حين أمر الرئيس للمرة الأولى بتنفيذ عمل عسكري، شن قادة أوباما 84 هجوماً جوياً ضد مواقع "داعش"، وما زال هذا العدد يكبر، صحيح أن الضربات الجوية وحدها لا تحقق الكثير، لكن الأهم في هذه الضربات أنها تزامنت مع هجمات على الأرض نفذتها القوات الخاصة العراقية، والميليشيات الشيعية، ومقاتلو البيشمركة الأكراد. فدفع هذا قوات "داعش" إلى التراجع والتخلي عن سد الموصل، وبينما راح العراقيون والأكراد يتقاتلون بعد ذلك بشأن مَن يستحق الفضل في هذا النصر، بدا مذهلاً أو ربما غير مسبوق أن يتعاونوا في حملة برية ضد عدو مشترك.* فريد كابلان | Fred Kaplan