في تطور «رئاسي» لافت في توقيته ومضمونه، صدرت مجموعة مواقف اتسمت بمرونة واسعة، وبدت كلها برسم رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، من قبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

Ad

وأطلق جعجع في حديث تلفزيوني مساء أمس الأول مبادرة تتضمن ثلاثة اقتراحات للخروج من أزمة الفراغ الرئاسي. وركزت هذه المبادرة على ضرورة انتخاب رئيس، وليس التوافق عليه خارج مجلس النواب كما كان يجري سابقاً.

والاقتراح الأول في مبادرة جعجع أن «ينزل العماد عون إلى الجلسة النيابية المقبلة في 18 الجاري، ونخوض الانتخابات جميعاً، ومن ينجح نهنئه».

والاقتراح الثاني ينص على «التفاهم كقوى 14 آذار مع قوى 8 آذار على اسمين يكونان بالحد الأدنى من اقتناعاتنا، وننزل إلى مجلس النواب لننتخب أحدهما».

وأما الاقتراح الثالث فقد ألمح فيه جعجع الى امكانية سحب ترشيحه، قائلا «أنا جاهز لأي اقتراح آخر إذا كان هناك أي اقتراح».

ورأى «حكيم القوات» أن عون «يرفض حتى الآن البحث في أي طرح آخر غير تأييد ترشيحه، وهناك اتصالات غير مباشرة معه».

وقالت مصادر مقربة من قوى «14 آذار» إن «مبادرة جعجع تدخل في دائرة إظهار استعداد رئيس القوات لمناقشة أي أمر من شأنه إخراج الأزمة الرئاسية من عنق الزجاجة».

وأضافت المصادر أن «جعجع أصاب عصفورين بحجر واحد، فهو رمى الكرة في ملعب الجنرال من جهة، وأعلن استعداده للتنازل أمام أي حل آخر فيه الحد الأدنى من قناعاته من جهة أخرى».

ولفتت المصادر إلى أن «عون سيرى نفسه محرجاً حيال هذا الطرح أمام الرأي العام وسيظهر بمثابة المعطل الأول لانتخابات الرئاسة».

وأشارت المصادر إلى أن «عون وضع في مواجهة مباشرة مع الموارنة بالدرجة الأولى، وأنه تمت تعريته أمام الجهات المحلية والإقليمية والدولية التي هي على تماس مباشر مع الاستحقاق الرئاسي».

في السياق، أعلن رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي أمس، أن «مؤسسة رئاسة الجمهورية هي أم المؤسسات وتفتح الباب لمعالجة الأمور الأخرى»، وقال ان «الدستور واضح جداً، والأولوية هي لانتخاب رئيس بعد شغور المركز».