أجَّلت محكمة جنايات القاهرة أمس قضية محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة «الإخوان»، بتهمة قتل متظاهرين قرب قصر الاتحادية إلى جلسة بعد غد 4 فبراير، لتشكيل لجنة لفض أحراز القضية.

Ad

واستهلت المحكمة الجلسة بإثبات حضور المتهمين الثمانية المحبوسين احتياطيا على ذمة القضية وإثبات حضور المحامين عن المتهمين.

وأودع المتهمون قفص الاتهام في العاشرة و40 دقيقة صباحاً، وتم الفصل بين مرسي وبقية المتهمين في قفصين زجاجيين منفصلين بداخل قفص الاتهام، أعقبها بدء الجلسة بعشر دقائق، حيث قام المتهمون بإعطاء ظهورهم للمنصة وهيئة المحكمة، عدا المتهم جمال صابر الذي أصر على مخالفة تصرفات بقية المتهمين والجلوس في الصف الأول من المقاعد لمتابعة الجلسة.

ووسط تكثيف أمني في محيط المحاكمة وفي ظل غياب تام لأنصار مرسي عرضت المحكمة 13 مقطعاً مصوراً من بين 34 مقطعاً تضمنتها الأسطوانة الأولى من بين الأحراز، تضمنت عمليات الضرب والاعتداء والاحتجاز والاستجواب والتعذيب التي ارتكبها أفراد جماعة «الإخوان المسلمين» بحق المعتصمين المناهضين للإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره محمد مرسي، نوفمبر 2012.

وفي حين طالب عضو هيئة الدفاع محمد سليم العوا ببطلان المحاكمة بسبب عدم اختصاص المحكمة في قضية أحداث «قصر الاتحادية» بصفته الرئيس الشرعي للبلاد حتى الآن، رفض الفقيه الدستوري شوقي السيد دفع العوا بعدم اختصاص المحكمة، وقال: «هذا كلام غير قانوني لأن مرسي ليس رئيساً حالياً، وإنما هو مواطن متهم بالقتل ودستور 2014 يشترط أن يكون الرئيس مازال في الخدمة ليحاسبه في هذه الحالة أغلبية في مجلس النواب، بعد ذلك يقوم النائب العام بالتحقيق معه وإذا ثبتت التهمة يتم إيقافه عن العمل وإحالته إلى محكمة خاصة، وكل ذلك لا ينطبق على مرسي».

في غضون ذلك، وبينما ينتظر أن تستكمل محاكمات رموز «الإخوان» في عدة قضايا خلال الشهر الجاري قضت محكمة جنح الإسماعيلية أمس بحبس 13 إخوانيا مدة 6 سنوات بتهمة إتلاف منشآت وإثارة الفوضى، أجَّلت محكمة جنايات شبرا الخيمة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة أمس أولى جلسات محاكمة 48 متهماً بينهم 12 من قيادات «الإخوان» في قضية قطع الطريق الزراعي في قليوب خلال شهر يوليو الماضي إلى جلسة غد 3 فبراير لتعذر حضور المتهمين نظراً لدواع أمنية، وأصدرت محكمة مستأنف مستعجل عابدين حكما يقضي بتأييد حكم حظر أنشطة جماعة الإخوان، والتحفظ على أموالها وممتلكاتها، ورفض كل الطعون على الحكم.

في المقابل، وبالتزامن مع إحياء الذكرى الثالثة لـ»موقعة الجمل» 2011 ومذبحة بورسعيد، 2012، اللتين وقعتا يوم 1 فبراير، وكان ضحاياهما عشرات القتلى والمصابين، جدد أعضاء جماعة «الاخوان» - خلال بيان نشرته إحدى أشهر الصفحات التابعة لشباب الإخوان «حركة مولوتوف» ـ تهديداتهم باستهداف عناصر الأمن، وقالوا في البيان «احترسوا فقد اقترب موسم الصيد»، في حين دعا تحالف دعم الشرعية إلى تحريك المسيرات وتدشين الفاعليات المناهضة للسلطة الحالية.

من جانبه، أعلن «تحالف دعم الشرعية» الإخواني في محافظة الغربية النفير العام بالمحافظة بعد القبض على 6 فتيات عقب انتهاء مسيرة في مدينة طنطا، ووجه التحالف في بيان أصدره رسالة إلى جهاز الشرطة قال فيه: «نساؤنا خط أحمر، واعتداؤكم على الفتيات اليوم لم ولن يمر مرور الكرام، ولكل حادث حديث ولكل فعل رد فعل».

جدل سلفي

في الأثناء، تقلد وزير الدفاع المصري، عبدالفتاح السيسي، رسمياً أمس «نياشين» رتبة المشير، تنفيذاً لقرار الترقية الذي صدر عن رئيس الجمهورية، ليصبح تاسع وزير دفاع مصري يحصل على هذه الدرجة التي تعد أعلى منصب في الجيش المصري.

تقلد الرتبة الجديدة، زاد الجدل حول احتمالات ترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة، فبينما رجحت مصادر في مجلس الوزراء، إجراء تعديل وزاري، منتصف الشهر الجاري، قال الكاتب السياسي القريب من دوائر صنع القرار، عبدالله السناوي، إن المشير سيلتقي جميع القوى الوطنية وفي مقدمتهم الشباب، عقب استقالته وإعلان ترشحه رسمياً. وقال السناوي: «المشير سيتقدم بهذه الاستقالة منتصف فبراير الجاري، وسيعلن ترشحه رسمياً عقب الاستقالة، قبل بدء الإجراءات الرسمية للاستحقاق الرئاسي، 18 من فبراير الجاري، حسب الدستور الجديد».

في السياق، نفى رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي، ما نسب إليه من تصريحات، بشأن إعلان  السيسي ترشحه لرئاسة الجمهورية، مؤكداً أن هذا الأمر يحدده وزير الدفاع فقط وفقاً لرؤيته وبما يحقق المصلحة العليا للوطن.

وزاد الجدل بين الأوساط السلفية، حول دعم المشير مرشحاً للرئاسة، بعد إعلان النائب الأول لرئيس «الدعوة السلفية» ياسر برهامي، لجريدة «السفير» اللبنانية، أن السلفيين لن يدعموا السيسي ولن يمنعوا ترشحه للرئاسة، ففي حين نفى أمين عام حزب «النور» السلفي المهندس جلال مرة ما نُشر على لسان برهامي، مؤكداً أن برهامي سافر إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة الأربعاء الماضي، ولم يُدلِ بأحاديث صحافية منذ غادر القاهرة، أكد برهامي في اتصال هاتفي من السعودية - نقله المركز الإعلامي لحزب «النور»- أنهم سيحددون المرشح الذي سيدعمونه في الرئاسة بطريقة مؤسسية، عقب إغلاق باب الترشح للانتخابات، مشدداً على أن البعض يردد شائعات كاذبة.

سيناء

ميدانياً، واصلت قوات الجيش المصري عملياتها في سيناء أمس السبت، ضد البؤر الإرهابية هناك، بتدمير 46 بؤرة إرهابية و11 دراجة وسيارة ومزرعتين، كما عززت القوات من وجودها بمحيط معسكر «الزهور» أحد أكبر معسكرات القوات المسلحة في الشيخ زويد، والذي تنطلق منه حملات مكافحة الارهاب، وذلك بعدما شن مسلحون هجوما عليه بثلاثة صواريخ من طراز جراد سقطت جميعها خارج سياج المعسكر. وأوضحت مصادر أمنية لـ«الجريدة»، أن إرهابيي سيناء انتقلوا خلال الفترة الماضية إلى طور جديد من المواجهات، حيث استخدموا لأول مرة صواريخ جراد، وصواريخ 107 قصيرة المدى، فضلاً عن استخدام صاروخ سام 7 المضاد للطائرات، الذي استُخدم في إسقاط طائرة عسكرية الأسبوع الماضي، ما يعتبر تحولا يعزز احتمالية وجود عناصر أجنبية على درجة عالية من التدريب.