اعتصامات طلابية في المدارس لانعدام الخدمات
المعتصمون استنكروا تردي الأوضاع وتعطل التكييف وانقطاع المياه
اعتصم الطلاب في عدد من المدارس أمس احتجاجاً على تعطل أجهزة التكييف وانقطاع المياه وتردي معظم الخدمات في هذه المدارس وسط صمت مطبق من الجهات الرسمية في وزارة التربية.
نفذت طالبات ثانوية الجابرية بنات تهديداتهن التي اطلقنها الاسبوع الماضي بالاعتصام عقب انتهاء اختبار امس الاحد وذلك احتجاجا على سوء الاوضاع في المدرسة وعدم وجود تكييف او مياه باردة للشرب او حتى دورات مياه صالحة.وعلى الرغم من التصريحات النارية التي يطلقها مسؤولو التربية وعلى رأسهم الوزير احمد المليفي ووكيلة الوزارة مريم الوتيد بان الحلول قريبة وتوقيع عقود الصيانة بات وشيكا، فان المشكلة مازالت قائمة رغم انقضاء عامها الثالث حيث لاتزال المدارس تعاني نقصا حادا في كل شيء بما في ذلك مياه الشرب على اعتاب الصيف الحار.مصادر تربوية اكدت ان الوتيد كانت زارت ثانوية الجابرية واطلعت على مشاكلها في بداية العام الجاري ووعدت بحلها الا انها لم تف بوعودها بدليل ان المدرسة لاتزال تعاني نفس المشاكل التي تفاقمت بدل ان تحل.وفي هذا السياق، أكدت أوساط تربوية أن عددا من المدارس شهد مؤخرا عمليات اضراب جماعي للطلاب نتيجة تردي الأوضاع في المدارس بسبب أعطال اجهزة التكييف وبرادات مياه الشرب، مشيرة إلى أن هناك مجموعة من أولياء الامور حضروا الاضرابات وشاركوا ابناءهم في عملية التنظيم، خاصة بعد وقوع بعض الطالبات اللاتي يعانين الأمراض المزمنة ورصد عدد من حالات الاغماء خلال تأدية اختبارات الفترة الثالثة.وأوضحت المصادر ان مشكلة الصيانة في بعض المدارس بدأت منذ العام الدراسي السابق وامتدت خلال العام الحالي والآن تتضخم مع ارتفاع حرارة الجو كونها تعتبر من المباني المدرسية القديمة ولم يتم تجديد الاجهزة الكهربائية فيها، مؤكدة أن الادارات المدرسية قامت بدورها وطالبت مرارا وتكرارا بمعالجة المشكلة في كتب رسمية رفعت للمناطق التعليمية وأخرى وجهت لمكتب الوزير مباشرة ولكن لم تجد تفاعلا وتجاوبا من المسؤولين، مضيفة "الآن هي واقعة بين سندان مبررات الوزارة ومطرقة أولياء الأمور الذين حملوها كافة المسؤولية حتى اصبحت "حائط صد" عن قياديي التربية. وأشارت المصادر إلى أن أولياء الأمور كسروا القرار الوزاري الذي يقضي على ابقاء الطلبة في مدارسهم بعد الاختبارات، وذلك بتعطيل أبنائهم عن الدراسة بعد الانتهاء من تأدية الامتحان نظرا للمشكلات التي تعانيها مدارسهم وخوفا عليهم من حرارة الجو.وذكرت ان الادارة المدرسية رفضت التبرعات التي تقدم بها بعض أولياء الامور من توفير اجهزة التكييف وبرادات المياه، مبررة ذلك أنها لا تريد الوقوع أمام المساءلة القانونية في حال حدث الخطأ خاصة أن المنطقة التعليمية حرصت على عدم القبول بهذا الأمر باعتبار أن التيار الكهربائي في المدرسة ضعيف ولا يتحمل الأجهزة الحديثة.حلول بسيطة لمشاكل «عويصة»طرحت اوساط تربوية تساؤلات حول امكانية قيام الوزير باعطاء توجيهات الى وكيل القطاع المالي بايجاد مخرج وتوفير ميزانية طارئة من اي بند من بنود الميزانية ليوزع على المناطق لاجراء صيانات عاجلة عن طريق الشراء المباشر، لاسيما ان الوزارة تلجأ لهذه الاجراءات وتخالف تعليمات الجهات الرقابية في تشكيل اللجان وغيرها من الامور البسيطة، فلماذا لا تعتمد على ذلك في مشكلة "عويصة" كهذه؟