«حماس» وبيادق الشطرنج الإيرانية!

نشر في 16-07-2014
آخر تحديث 16-07-2014 | 00:01
 صالح القلاب كما في لبنان كذلك في العراق، "البرلمان" هنا وهناك كمن يمتطي صهوة دراجة متوقفة يواصل إجهاد نفسه والدراجة لا تتقدم ولا خطوة واحدة، والسبب هو أن هناك رؤوساً مؤتلفة، لكن العقول والميول والتوجهات والولاءات مختلفة، ففي بلاد الأرز هناك حسن نصر الله ليس وكيل "الولي الفقيه" وإنما وكيل قاسم سليماني، بينما في بلاد الرافدين هناك نوري المالكي بـ"طلته البهية" وبمرجعية سياسية هي مرجعية صاحب حزب الله نفسها وبالتزام كالالتزام نفسه وأكثر.

تسع جلسات عقدها البرلمان اللبناني دون أي نتيجة لأن النِّصابَ، وليس "النَّصَّابُ" بقي غائباً، وغير مكتمل وهكذا فإن هذه الدولة الجميلة بقيت دون رئيس دولة، ليس لأن هناك محاولة لاستنساخ "جماهيرية" القذافي بل لأن صاحب القرار في بلاد العجم يصر على أن رئيس الدولة المنشود يجب أن يكون ذلك الذي باع خمسة عشر عاماً في المنفى، وتاب توبة نصوحة، وذهب حاجاً أولاً إلى دمشق "المقاومة"، وثانياً إلى طهران "الممانعة"... والله على كل شيء قدير.

لأن مستشار "الولي الفقيه" قال إن حدود بلاده أصبحت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر ضاحية بيروت الجنوبية، وليس عبر الجنوب اللبناني كما ذكر، فإنه يجب الاستمرار في تعطيل البرلمان اللبناني ومنع اختيار أي رئيس لشواطئ البحر الأبيض المتوسط هذه، إلا الرئيس الذي قراره في دمشق التي تتلقى قراراتها ليس من حوزة "قم" المقدسة، وإنما من ثكنات فيلق القدس ودهاليز مراكز حراس الثورة.

وهكذا فقد جاء الدور على العراق الذي يبدو أن كبوته ستكون طويلة جداً، وأنه سيبقى يعقد اجتماعات وهمية لـ"مجلس الشورى" دون أي نتائج إلى أن يستسلم المعاندون للمعادلة البائسة التي تركها بريمر خلفه، والتي ألغت تعايشاً حضارياً ودينياً وقومياً عمره من عمر التاريخ العربي الذي بدأ في هذا البلد العظيم بـ"القادسية" التي بات محرماً على أي عراقي ذكرها أو الحديث عنها، لا بالخير ولا بالشر!

إن نوري المالكي يصر كإصرار حسن نصر الله على أنه صاحب الحق، ولتذهب الوحدة الوطنية إلى الجحيم ولِيَتحول هذا البلد العظيم إلى خريطة من قطع فسيفسائية، فالمهم أن تصل الحدود الإيرانية فعلاً إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، والمهم أن تتدثر هذه المنطقة بالراية الإيرانية، والمهم أن تطل خيول فرسان الفرس عبر شواطئ بلاد الشام على اليونان، وعلى ممر "الماراثون" وتهرس بحوافرها الحضارة اليونانية.

نحن لا نلقي كلاماً على عواهنه، وإلا ما معنى أن يصبح القرار العراقي قراراً إيرانياً؟ وما معنى أن يبقى انتخاب رئيس جديد للدولة اللبنانية متوقفاً على رمشة من طرف عين قاسم سليماني؟ وما معنى أن تقحم حركة "حماس" قطاع غزة الفلسطيني في جحيم القصف الإسرائيلي والغارات الإسرائيلية كي يُفهم الولي الفقيه أهل هذه المنطقة وفوقهم الإسرائيليين والأميركيين أن لا قرار في الشرق الأوسط إلا قراره، إن بالنسبة إلى الحرب وإن بالنسبة إلى السلام، وأنه هو الآمر الناهي، وأن الآخرين مجرد بيادق على رقعة الشطرنج الإيرانية.

back to top