قال مدير ادارة البحوث في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عصام السيد عمر ان الكويت كانت ضمن عدد محدود من الدول التي اختارتها وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) لاجراء بحوث عن نسبة الرطوبة في التربة بسبب توافر المعدات والقدرات اللازمة لهذه المشاريع المهمة.

Ad

واكد السيد عمر لوكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا اليوم على هامش محاضرة نظمتها المؤسسة عن ذلك المشروع تحت عنوان (رصد ورسم الخرائط المناخية للبيئة الصحراوية لدولة الكويت وشبه الجزيرة العربية) حرص المؤسسة على تطوير قدرات الباحثين في الكويت في مجال الابحاث العلمية ودعم جميع المشاريع التي من شأنها ان تدفع الى التطور لتصبح البلاد في مصاف الدول المتقدمة.

واوضح ان المشروع الذي يعمل على قياس نسبة الرطوبة في التربة وتموله المؤسسة جاء ضمن اتفاقية مبرمة بين المؤسسة وجامعة (ام اي تي) في امريكا تولي المؤسسة بموجبها اهتماما كبيرا للمشاريع العلمية خصوصا ذات التعاون المشترك مع الجامعات العالمية او المحلية.

واضاف ان المشروع يعد الاول من نوعه في البلاد وتتمحور فكرته حول التأكد من المنهجية التي يستخدمها الباحثون بشكل عام من خلال قياس كمية الرطوبة الموجودة في تربة الكويت ومقارنتها بنفس القياسات المأخوذة من الاقمار الصناعية للتأكد من دقة قياس الاقمار لكمية الرطوبة في التربة.

وقال ان المحاضرة التي القتها الاستاذة في قسم الفيزياء بجامعة الكويت الدكتورة هالة الجسار جاءت تمهيدا لاعلان اطلاق وكالة (ناسا) لقمر صناعي جديد في نهاية هذا العام وتمكينه من القيام بنفس القراءات بشكل دقيق.

وذكر ان هذه البيانات ستكون متوافرة للباحثين والمعنيين لتمكينهم من اجراء ابحاث في هذا الشأن لافتا الى ان المشروع اثبت نتائج جيدة تمهد الطريق الى تطبيق مشاريع مماثلة على نطاق اوسع.

واشار الى مشاريع اخرى تبنتها المؤسسة وجار اعدادها حاليا بالتعاون بين جامعة (ام اي تي) ومعهد الكويت للابحاث العلمية وبدعم من المؤسسة منها مشروع (اعداد دراسة خاصة للمباني المستدامة) يوضح المواد التي تستخدم في البناء بحيث يكون هيكلها متحملا للزلازل ولديها كفاءة المحافظة على الطاقة.

من جانبها قالت الدكتورة الجسار ل(كونا) ان فريق الابحاث من قسم الفيزياء بجامعة الكويت برئاستها يعكف على اجراء القياسات الحقلية والبحوث المشتركة مع (ناسا) التابعة لمشروع القمر الصناعي الجديد (سماب) وهو مشروعهم الثاني الذي تموله المؤسسة مبينة ان الفريق يعمل على اجراء تلك القياسات والحقول استعدادا لاطلاق هذا القمر في نوفمبر المقبل.

واوضحت الجسار ان هذا القمر سيرصد رطوبة التربة في جميع أنحاء العالم بواسطة جهازي الرادار والراديوميتر اللذين يعملان على التقاط الأشعة الكهرومغناطيسية ووفق تردد الموجات الميكروية من سطح الأرض مبينة ان الفريق العلمي يتعاون مع وزارة الدفاع وجامعتي (ام اي تي) و(نيويورك) في هذا البحث.

واضافت ان محاضرتها اليوم تناولت شرحا مفصلا لمشروع انتهى منه الفريق العلمي المكون من جامعة الكويت وادارة مركز الكويت وجامعة (ام اي تي) والممول من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي حول (رصد ورسم الخرائط المناخية للبيئة الصحراوية للكويت وشبه الجزيرة العربية) من خلال استخدام تقنية الاستشعار عن بعد بواسطة القمر الصناعي (موديس).

ولفتت الى انها استعرضت خلال محاضرتها نتائج تلك الأبحاث التي تهدف الى دراسة التغيرات المناخية للبلاد والجزيرة العربية والتي من أهمها قياس رطوبة التربة الصحراوية ودرجات حرارة السطح بواسطة تقنية الاستشعار عن بعد.

وبينت ان قياس رطوبة التربة يعتبر من التغيرات البيئية المهمة التي تتأثر بدرجة الحرارة والتبخر والأمطار ولها تطبيقات كثيرة ومهمة للكويت في القطاعات الحيوية والتنموية ومنها التنبؤات الجوية والمناخية التي تؤثر على العواصف الترابية التي تشهدها البلاد.

وذكرت الجسار ان انخفاض نسبة الرطوبة وعوامل اخرى تؤدي الى جفاف التربة وتفككها مما يسهل من قدرة الرياح على حمل الغبار واثارة العواصف الترابية والتي لها أضرار صحية بالغة كما ان ازدياد العواصف الترابية يؤثر على كفاءة اللوحات الشمسية.

وافادت بأن معرفة الأماكن المناسبة التي يجب أن تكون أقل عرضة للعواصف الرملية مهم جدا لاستخدامات الطاقة الشمسية كطاقة بديلة في حين ان رصد رطوبة التربة في التطبيقات الزراعية يساعد على اتخاذ القرارات السليمة في تطوير الزراعة في الكويت وتقليل تكاليف التشغيل من حيث العمالة والطاقة والاستخدام الأمثل للمياه.

واكدت اهمية قياس رطوبة التربة في ايجاد مصادر المياه فضلا عن التطبيقات العسكرية لإيجاد انسب المواقع لهبوط الطائرات العمودية في الصحراء وتجنب الاماكن الاكثر جفافا والتي قد تسبب تلفا كبيرا لتلك الطائرات.

وبينت ان الكويت دولة متطورة وفيها تقنيات حديثة تستخدم في هذا المجال كما تتوافر فيها كفاءات وقدرات من المهم توظيفها في هذا المجال مشددة على ضرورة ان يكون للبلاد قمر صناعي خاص بها يساعدها في رصد بيانات البيئة البحرية والصحراوية يوميا لايجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تعاني منها البيئة.