أحيت فرقة "إن خورذس" اليونانية للآلات الوترية حفلا موسيقياً أمس الأول على مسرح عبدالعزيز حسين بمشرف، بتنظيم من السفارة اليونانية في الكويت بمناسبة مرور خمسة عقود على انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين الكويت واليونان، وحضر الأمسية الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، وسفير جمهورية اليونان لدى الكويت د. ثيودورس ثيودرو، وصباح الريس من دار الآثار الإسلامية.

Ad

لغة عالمية  

في البداية تحدث السفير اليوناني د. ثيودورس ثيودرو مؤكداً أن "الرابط الثقافي بين الشرق والغرب، هو الموسيقى، لأنها لغة عالمية، دعونا نسافر عبر السجادة السحرية نحو عالم الأحلام مع موسيقانا عبر أوروبا والشرق الأوسط والخليج العربي".

وأضاف السفير: "نحن على ثقة بأن فرقة "إن خورذس" ستقودنا إلى عالم هارموني باستخدام أصواتهم والآلات الموسيقية القانون والكمان والطبلة والعود وكلها معروفة لدى العرب"، خاتماً حديثه بتوجيه الشكر إلى المهندس علي اليوحة وصباح الريس.

ترانيم الكنسية

ثم انتقل الحديث إلى قائد الفرقة د. كيرياكوس كالايتزيدس الذي قدم شرحاً مفصلاً عن التبادل الثقافي والموسيقي بين اليونان والعرب على مدى العصور، مشيراً إلى الرحلات الموسيقية لماركو بولو، ويوحنا الدمشقي الذي كان يعمل أثناء حقبة الدولة الأموية وألف عدداً من الترانيم الكنسية التي لاتزال تستخدم حتى اليوم، وكذلك العصر العباسي وما تم من تعاون موسيقي بين اليونانيين والعرب.

وأكد التشابه في الإحساس الموسيقي بين اليونانيين والعرب، إضافة إلى استخدام آلتي القانون والعود الموسيقيتين، لافتاً إلى أن طريقة العزف والألحان التي تنتهجها فرقته تنبع من الموسيقى الشعبية التقليدية لأهالي البحر الأبيض المتوسط ومن الفن البيزنطي الذي يمتزج بشكل مباشر مع الموسيقى والألحان العربية.

من وحي الفنار

ثم بدأ برنامج الأمسية الذي احتوى على الأعمال التالية: بيكوس، وتايذونياتس اناتوليس (عندليب الشرق)، وأغنية شعبية بعنوان إلبيزا كايبالي إلبيزو (كان لدي أمل ومازال) من مخطوطات دير إيفيرون في مطلع القرن السابع عشر الميلادي، وأغنية يونانية من حي الفنار في اسطنبول (تأليف غريغوريوس بروتوبسالتيس، من مخطوطات دوخياريو ومن مؤلفات بساخوس وجيناديوس)، وأغنيات تقليدية من آسيا الصغرى من القرنين 19 وأوائل 20، وتس ترياندافيلاس تافيلا (أوراق الورد)، وماتيا مو (يا عيوني)، وباريا ياناكاكس (رقصة تقليدية)، وبوليتيسامو اومرفي (غادة القسطنطينية)، ونو باليامبلو (الكرم لقديم)، وأي بولي كيوفوسبوروس بوليتيكي سوستا (رقصة القسطنطينية والبوسفور)، والليل، والمنفى، وحزمة الوقت الذهبية مستلهمة من قصيدة أدونيس (تم إنتاجها في قرص مدمج بعنوان الرحلات الموسيقية لماركو بولو).

تراث موسيقي

تضم "إن خورذس" خمسة عازفين، وتشتهر ببحثها الدائم والواسع النطاق عن مقطوعات وألحان فنية نابعة من الارث الموسيقي في تراث دول شرق البحر الأبيض المتوسط، وقدمت ما يزيد على 400 حفلة في جميع أنحاء العالم، وتعاونت مع كبار الموسيقيين من اليونان وإيران وتركيا والصين وكندا وغيرها.