في الوقت الذي تشهد شبه جزيرة سيناء هدوءاً نسبياً منذ نحو شهرين، بعد سلسلة عمليات متتابعة نفذها إرهابيون، فتحت الجماعات المتشددة المتمركزة حالياً في المنطقة الغربية لمصر، جبهة صراع جديدة، حيث تنامت أنباء عن تخريج المتشددين لأول دفعة مما يُسمى "الجيش المصري الحر" قوامها 700 فرد مقاتل.

Ad

وفي حين رصدت أجهزة الأمن المصرية، تحركات عناصر إرهابية في الأراضي الليبية قادمة من دول جوار تُعاني اضطراباتٍ سياسية وأمنية، تستهدف تشكيل كيانات مسلحة تحت اسم "الجيش المصري الحر"، قال مصدر أمني مسؤول إن نقل العناصر الإرهابية التي تنتمي إلى تنظيم "القاعدة" يتم بدعم من دول تستهدف زعزعة استقرار مصر، مؤكداً لـ"الجريدة" أن الأجهزة الأمنية في يقظة دائماً خاصة على المنافذ الحدودية، بغية رصد أي محاولات عدائية تستهدف النيل من سيادة الأمن القومي.

استعدادات الجيش المصري عززتها زيارة قام بها مطلع أبريل الجاري، وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي إلى المنطقة الغربية.

من جهته، قال القيادي السابق في تنظيم الجهاد، صبرة القاسمي إن "الجبهة الوسطية" التي يترأسها حالياً، أعدت ملفاً كاملاً عن محاولات الجماعات المتشددة النيل من أمن واستقرار مصر، عبر تأسيس ما يُسمى بـ"الجيش المصري الحر"، موضحاً في تصريحات لـ"الجريدة" أن المتشددين يتخذون من مدينة "مصراتة" الليبية مرتكزاً لتدريب تلك العناصر، وأن الدفعة الأولى من تلك الجماعات التي تم تخريجها مؤخراً قوامها 700 مقاتل، وهي قدمت عروضاً عسكرية في ليبيا قُرب الحدود المصرية.

وتابع القاسمي: "النواة الأولى لعناصر الجيش المصري الحر، تنتمي إلى أصول عربية وإفريقية وآسيوية"، منوهاً إلى وجود ضباط جيش قطريين يساعدون تلك العناصر على فك وتركيب الأسلحة، بخلاف المصري شريف الرضواني الذي يتولى قيادة أحد ألوية هذا الجيش، والقيادي الجهادي المصري محمد الصوَّان، وعبداللطيف محمد وشهرته أبوعبدالله مؤسس ألوية "الشيخ عمرعبدالرحمن" مؤسس الجماعة الإسلامية، وإسلام الغمري القيادي الجهادي المتورط في العملية الفاشلة لاغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995.

ولتنظيم "الإخوان" دور فعال في دعم الجماعات المنضوية تحت "الجيش المصري الحر"، حيث يوضح القاسمي أن الجماعة الإرهابية تدعم تلك العناصر المسلحة، تحت إدارة وتمويل النائب الثاني للمرشد العام للإخوان محمود عزت، الهارب حالياً إلى "اليمن"، حيث تربطه علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة هناك، الأمر الذي رفضه القيادي البارز في تحالف "دعم الشرعية" مجدي قرقر، مؤكداً لـ"الجريدة" أن الأمر جملة من الشائعات التي تستخدمها "سلطة الانقلاب" بحسب وصفه، لضمان استمرار فرض الأوضاع الأمنية في البلاد، مستبعداً علاقة محمود عزت بهذا الجيش.

الخبير الاستراتيجي، اللواء حمدي بخيت، قال إن الجيش المصري يمتلك من القوة والاحترافية ما يؤهله لإحباط أي مخططات تهدد الأمن القومي المصري، معتبراً ما يسمى بـ"الجيش المصري الحر" يدخل ضمن حرب المعلومات، التي تشنها أجهزة استخباراتية ضد مصر، موضحاً لـ"الجريدة" أن قوات حرس الحدود ترصد بدقة تطورات الأوضاع الأمنية على الحدود، مطالباً الحكومة الليبية بالقيام بدورها في فرض الأمن على أراضيها.

في المقابل، نفت الخارجية الليبية ما تردد عن تشكيل جهاديين ما يُسمى بـ"الجيش المصري الحر" على الأراضي الليبية، حيث أكد وزير الخارجية الليبي، محمد عبدالعزيز، أن الدولة الليبية لن تسمح بوجود مثل هذه الكيانات على أرضها، واصفاً في تصريحات له تلك الأنباء بـ"الشائعة التي لا أساس من الصحة".