إلى السادة النواب... هل وصلت الرسالة؟

نشر في 09-12-2013
آخر تحديث 09-12-2013 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من شهر نوفمبر عام 2013 كان يوما غير عادي في الحياة السياسية والنيابية في الكويت، حيث قام مجلس الأمة الموقر بمناقشة ستة استجوابات، يعني "نص درزن" مع طرح الثقة بوزير الصحة الذي اجتازه، ومع طلب طرح الثقة بوزيرة التنمية والتخطيط والذي تم تأجيله، وقد استمرت جلسة الاستجوابات من الساعة التاسعة صباح الثلاثاء إلى صباح يوم الأربعاء، وأعتقد أنه قد تم تسجيلها في موسوعة غينس للأرقام القياسية.

إن تقديم الاستجواب ممارسة ديمقراطية سليمة، وهو حق  للنائب بلا منازع، ولكن هل هذا ما يريده المواطن؟ أمن أجل هذا انتخبكم؟ ماذا كسب الوطن من تلك الاستجوابات التي لا تغني ولا تسمن من جوع؟

لقد لاحظت ولعلكم لاحظتم أن هناك عزوفاً عن متابعة هذا الحدث أو الظاهرة غير الطبيعية، ولم يكتف بهذا العزوف بل تعداه إلى إطلاق التعليقات الساخرة من هذه المسرحية التي لم يتقن المخرج إخراجها، فجاءت بلا ألوان، بل اختفى منها حتى اللونان الأبيض والأسود، أما الممثلون فقد بدا عليهم الملل والقلق لعدم وجود طوابير على شباك التذاكر كما هي العادة.

بعد يومين من انتهاء الاستجوابات قمت بجولة على بعض الدواوين التي عادة ما تعكس ردود فعل الشارع، وكم ذهلت بأنه لم يتطرق أحد لموضوع الاستجوابات، وأخذ الحديث منحى آخر بإطلاق التعليقات الساخرة على بعض المواقف، سألت أحد رجالات الكويت عن سبب عزوفه عن الحديث عن الاستجوابات فأجابني بعبارة كويتية في الصميم مفادها "يا خوي الدوب يقطع"، سايرناهم مشينا معهم انتخبناهم وصلناهم للمجلس وكل مرة نقول إن شاء الله يطلع منهم خير للوطن، ولكن أملنا دايما يخيب، والآن نراهم في حلبة المصارعة كل منهم يدافع عن مصالح معينة أو أجندات بعضها غير معروف أو جماعات وتكتلات، نسوا الكويت وأهلها، ثم اختتم حديثه بطرح وجهة نظر أنقلها كما سمعتها:

مع اعتذاري للجميع "نحن ندرك أن عضو مجلس الأمة أو أي مجلس منتخب يمول حملته بمبلغ يتجاوز المئة ألف دينار من أجل الوصول إلى عضوية المجلس، فهل يدفع ذلك المبلغ خدمة للوطن والمواطن؟". والآن وبعد انقضاء ذلك الحدث نتساءل: ماذا كسب الوطن من ذلك الصراخ والتجريح المتبادل، وفي اعتقادي أنه مخطئ من يقول إن الخلاف لا يفسد للودّ قضية، وصدق الشاعر العربي حين يقول:

وقد يرجى لجرح السيف برء

ولا برء لما جرح اللسان

جراحات السنان لها التئام

ولا يلتام ما جرح اللسان

وجرح السيف تدمله فيبرى

ويبقى الدهر ما جرح اللسان

ولكن وعلى الرغم من هذه الآراء السلبية تجاه مجلس الأمة فإن هناك إجماعاً على التمسك بالديمقراطية كنظام، ومخطئ من يظن أنه يستطيع أن يوصل الشعب الكويتي إلى الكفر بالديمقراطية، فهي غرس تجذر في أعماق النفس الكويتية من الصعب بل من المستحيل اقتلاعه، فلا يمكن أن نتصور الكويت بدون مجلس أمة.

من ناحية أخرى تألمت كما تألم المخلصون من أبناء الوطن من توجيه استجواب لذكرى الرشيدي وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تسير في الطريق السليم لمعالجة الكثير من الأمور في الوزارة.

دعاؤنا من القلب بأن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

انشغال وانشغال

انشغل مجلس الأمة بدولة الكويت وعلى مدى يومين بمناقشة "نص درزن" من الاستجوابات التي لا تغني ولا تسمن من جوع... وفي ذات الوقت انشغلت دولة الإمارات العربية المتحدة بالاحتفال بفوز مدينة دبي بتنظيم معرض "إكسبو 2020"، فغدت مدينة دبي عاصمة العالم بأسره، وعلى مدى سبع سنوات قادمة، فتهنئة من القلب للإخوة في الدولة الشقيقة... ولا عزاء للسادة النواب الكرام.

back to top