أحبه أكثر من نفسي!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
ظللت على هذه التساؤلات بيني وبين نفسي لفترة من الزمن، حتى سمعت الشيخ الشعراوي، رحمه الله في واحدة من تسجيلاته القديمة وهو يتحدث عن هذا المعنى، فأشرقت الدلالات أمام ناظري كشمس النهار. يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: أنت تحب ابنك ولو كان غير مجتهد وبليد بعاطفتك، ولكنك تحب ابن جارك الذكي بعقلك، وتتمنى لو أن ابنك مثله في الذكاء، وحين تحضر حاجة "حلوة" ستعطيها لابنك وليس لابن جارك. والإنسان يحب الدواء المر. أيحبه بعاطفته؟ لا إنه يحبه بعقله لأن هذا الدواء المر هو الذي يأتي له بالعافية، ويسر لمن يأتي له بالدواء المر، وإن كان لا يجده في الصيدلية فسيسر كثيراً عندما يحضر له. (انتهى كلامه).هذا هو المقصود الذي أدركه عمر في ذلك الموقف مع رسول الله، وهو الذي جعله، وفي لحظة واحدة، يتغير من فكرة أنه يحب رسول الله أكثر من كل الناس، إلا من نفسه، إلى أن يحبه حتى أكثر من نفسه. إنه إدراكه معنى المقصود ألا وهو الحب العقلي.إذن فالحب الذي يستند إليه هو حالة عقلية موضوعية تقوم على أساس، وليس مجرد اختلاجات شعور يمكن لها أن تزيد أو تنقص وربما تتلاشى، كما قد تكون نشأت أول مرة دون سبب موضوعي وجيه، وبالتالي فإن حبنا لرسول الله، يجب أن يكون حباً عقلياً. إنني أحب الرسول أكثر من نفسي لأنه هو الذي هداني للإسلام فأنقذني من الظلمات إلى النور، وهو الذي أعطاني الخير كله. إذاً أنا أحبه بعقلي، بإدراكي، بإرادتي، وهذا هو الحب المستقر الراسخ ولا شيء سواه!