شدد السفير الإيراني لدى الكويت علي رضا عنايتي على أهمية زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد المرتقبة لإيران، مشيراً إلى أن «المنطقة بحاجة إلى هذه الزيارة المباركة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية».

Ad

وقال عنايتي، خلال مؤتمر صحافي أمس، في مقر السفارة الإيرانية، بمناسبة تسلمه مهامه، «تأتي هذه الزيارة بعد العديد من الجهود التي بذلت في الفترة الأخيرة بين الطرفين، والتي تمثلت في اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، واجتماعات لجنتي القنصلية والاقتصادية والتجارية وخفر السواحل»، واصفا هذه الزيارة بـ»المباركة والتي ستشكل منعطفا مهما في سبيل تطوير العلاقات بين الجانبين».

علاقات اجتماعية

ورأى أن «العلاقات بين إيران ودول المنطقة، لاسيما الكويت، لا يمكن اختصارها بكلمة جيرة فقط، لأن هذا هو الحد الادنى الذي يمكن الاتفاق عليه، لكن ما يربط إيران بدول المنطقة أكثر من الجغرافيا، بل يتعدى ذلك ليصل الى العلاقات التاريخية والدين والعلاقات الاجتماعية»، مضيفا: «نتطلع إلى مستقبل مشترك مشرق يعتمد على العمل الجماعي ويتعلم من الماضي ليعم السلام والامن والازدهار في المنطقة».

وعن المواضيع التي ستتم مناقشتها خلال زيارة سمو الأمير لطهران، قال: «اتوقع أن تتطرق الزيارة الى كل القضايا والعلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصا بعد تفعيل اجتماع اللجنة العليا المشتركة».

واوضح انه «تجرى حاليا استعدادات لتقديم ومناقشة محاضر الاتفاقات ومذكرات التعاون ليتم اعتمادها خلال الزيارة، ومن بينها اتفاقية للنقل الجوي لزيادة عدد الرحلات واتفاقات سياحية ورياضية لتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين»، مضيفا أن «الطرفين سيبحثان القضايا الإقليمية والدولية».

أبواب مفتوحة

وزاد عنايتي: «التقيت خلال اليوم الثاني لوصولي الى الكويت النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وقدمت له أوراق اعتمادي، ووجدت ان ابواب الكويت مفتوحة امامي».

وتابع: «لقيت كل الحفاوة والترحيب واهتماما من قبل كبار المسؤولين في البلاد، كما أن سمو الأمير غمرني بلطفه ووعدني خلال لقائي مع سموه بفتح الابواب على مصاريعها».

وأشار الى أن «سمو الامير زار طهران غداة الثورة الإسلامية كوزير خارجية، واهلا وسهلا به أميرا في إيران»، معتبرا ان «زيارة سموه تمثل أول الغيث الذي سينهمر منه الخير».

الجرف القاري

وبخصوص قضية الجرف القاري بين البلدين، أوضح عنايتي أن «هذا الملف موجود منذ زمن، وان هناك مناقشات سابقة، وهي ضمن اختصاص اللجنة العليا المشتركة»، مضيفا ان «العلاقات الايرانية الكويتية لا تقتصر على بعض المساحات السياسية او الاقتصادية، بل تشمل جميع المجالات منها الثقافية».

وعن السياحة، اردف ان هناك مذكرة تفاهم في المجال السياحي ستوقع خلال زيارة سمو الأمير، مشيرا إلى أن «عدد السياح الكويتيين الذين يزورون ايران سنويا يبلغ 200 الف، في الوقت الذي تصدر القنصلية بين 500 و700 تأشيرة يوميا».

وحول الملف النووي الايراني وموقع مفاعل بوشهر، ذكر ان «موقع المفاعل على الخليج تم اختياره من قبل مختصين، وايران طمأنت الجانب الكويتي، وما يهم الطرف الكويتي يهم الطرف الايراني».

علاقة السعودية وإيران

وفي ما يتعلق بالعلاقات الإيرانية - السعودية وما يتم تداوله عن انفراجة بين البلدين، اكتفى عنايتي بالقول إن «العلاقات موجودة بالأساس، لأن هناك سفراء ومباحثات جارية»، مؤكدا أهمية توطيد العلاقات وتطويرها.

وأوضح أن «زيارة سمو الأمير ستساعد بلا شك الجميع على التعاون بين جميع الأطراف في المنطقة، من أجل تحقيق المصلحة العامة وتبادل الزيارات».

الأزمة السورية

وحول رؤية إيران لحل الازمة السورية، قال: «منذ بداية الازمة ونحن ننادي بنبذ العنف والتطرف والتوجه نحو الرؤية السلمية، والآن بعد سنوات نرى أن الجميع ينادون بنفس الرؤية ويطالبون بالحل السلمي ونبذ التطرف والإرهاب».

واشار إلى أن «الانتخابات الرئاسية القادمة في سورية ستحدد فكرة من سيحكم سورية وتحدد مستقبل هذا البلد»، واصفا الانتخابات بـ»الحق الذي يحترم ونقطة انطلاق لصفحة جديدة ونهاية مرحلة العنف والارهاب».

وعما اذا كان للتقارب السعودي - الإيراني تأثير على حدوث انفراج في الازمة السورية، اشار الى أنه «كلما كانت العلاقات القائمة جيدة بين دول المنطقة ادى ذلك الى المشورة والتباحث ومناقشة القضايا».

وتعليقا على خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله أمس الأول، الذي قال خلاله إن «محور المقاومة الذي يضم ايران وسورية وحزب الله سينتصر»، اجاب السفير: «هذا المحور نعتز به ولابد أن تقوى شوكته لأنه ضد الاحتلال الصهيوني، وبالتالي التعاون بين مكوناته يزيد قوته».