في وقت تُدق الأجراس احتفالاً بأسبوع آلام السيد المسيح في العالم، جاء خبر سفر مئات الأقباط إلى القدس المحتلة، للحج وزيارة كنيسة القيامة وبعض المزارات المقدسة، ليعيد الجدل مجدداً بشأن التطبيع مع إسرائيل، خصوصاً أن دخول الأقباط إلى فلسطين جاء عبر تأشيرات إسرائيلية.

Ad

وبينما أعلنت الأجهزة الأمنية في مصر أمس حالة الاستنفار قُرب عدد من الكنائس، مع احتفال المسيحيين بأعيادهم، قالت مصادر في مطار القاهرة، إن «4 رحلات اتجهت إلى تل أبيب، وتحمل 547 مسيحياً مصرياً في طريقهم إلى القدس، للاحتفال بعيد القيامة المجيد».

مؤسس التيار العلماني القبطي كمال زاخر، أكد لـ»الجريدة» أن زيارة الأقباط إلى القدس لا تعد مخالفة لتعاليم الكنيسة، وليست تعدياً على الثوابت الوطنية، بل على العكس هي إحياء لتقليد قديم يعود إلى سنة 325م، مضيفاً: «الكنيسة لا تملك إلا التحذير من الزيارة، وهو ما عبر عنه صراحة البابا تواضروس، الذي انحاز إلى موقف البابا السابق، بالتحذير من الزيارة دون إنزال عقوبة الحرمان بمن يقوم بها».

بدوره، قال المفكر القبطي سليمان شفيق، لـ«الجريدة» إن «سفر الأقباط للقدس لا يعد دعماً لإسرائيل ضد القضية الفلسطينية، فهو طقس ديني بحت، خصوصا أن إسرائيل تشترط على المسافرين للقدس ألا يقل عمرهم عن خمسين عاماً، وهذه الشريحة العمرية لا تهدف إلا العبادة وزيارة الأماكن المقدسة».

في المقابل، شنّ الناشط الحقوقي، نجيب جبرائيل هجوماً حاداً على الأقباط المشاركين في السفر للقدس بتأشيرات إسرائيلية، ما يعد تطبيعاً صريحاً، مشيداً بقرار البابا شنودة الثالث بمنع سفر الأقباط قبل تحرير القدس.

وقال جبرائيل: «لابد من عقوبات كنسية توقع على الأقباط المسافرين، لأنهم خرجوا على الإجماع الوطني الرافض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لأنه يُعد تطبيعاً مجانياً مع العدو الإسرائيلي، الذي يستهدف طرد المسيحيين قبل المسلمين من القدس».

يُذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية، تتخذ موقفاً واضحاً منذ سبعينيات القرن الماضي برفضها القاطع لحج الأقباط، طالما ظلت القدس محتلة من قبل إسرائيل، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تنامياً لظاهرة حج مئات الأقباط، في مخالفة صريحة لقرار الكنيسة السياسي، في وقت التزم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الحالي، الصمت.