تعترف مي حريري بأن الوضع الفني تغير في السنوات الأخيرة والدليل تراجع الأعمال والحفلات، وأن الأحداث السياسية في العالم العربي أرخت بثقلها على الفن، «بالكاد يعمل الفنان أو يحيي حفلات»، ملاحظة أن «عنوان الفن العريض أصبح «التسويق»، فإذا لم تسوق لعملك بحملة إعلانات تشمل الطرق ووسائل الإعلام، لا يمكن أن تتوافر لك فرصة نجاح».

Ad

تضيف: «بالنسبة إلي أنا راضية عن نفسي، واسمي كبير ولدي جمهوري وما يصيبني من ركود في العمل يصيب الآخرين أيضاً، فلماذا أتذمر؟» وعن سبب عدم وصولها بعد إلى النجومية التي تتمناها تقول: «لأنني فنانة حقيقية، فلا ألجأ إلى شراء المعجبين على المواقع الإلكترونية، ولا أجيد استعمال طرق غير سوية للوصول إلى مصالحي، بل أتحدى المصاعب وأتجاوزها بمفردي».

 

معاناة وخيبة

توضح مادلين مطر أن الفنان عندما يلاحظ أن بارقة أمل ولو خفيفة تلوح في أفق الأوضاع المتردية، يبادر فوراً إلى تحضير أعمال جديدة، لكنه في كل مرة يصاب بخيبة من عودة الاضطرابات، لا سيما أن الناس، في ظل هذا الوضع، يلهثون وراء تأمين لقمة عيشهم ولا يلتفتون إلى الفن.

تضيف: {أشعر بتعب نفسي وبأسى حين أشاهد ما يحصل حولي من دمار وقتل وتشرد، وأقول بيني وبين نفسي كيف لي أن أقدم عملا فنياً جديداً في هذه الأوضاع المأساوية. لكن في المقابل ليس علينا الاستسلام، خصوصاً أن الفن رسالة فرح وأمل للشعوب}.

تشير مطر إلى أن المواطن العربي اليوم مهموم بالسياسة ولا يلتفت كثيراً إلى الفن، ورغم أن النجوم يقدمون أعمالا جديدة من حين إلى آخر، فإنهم في قرارة نفسهم يدركون أن الظروف تبدلت.

بدوره يؤكد ربيع الأسمر أن أي فنان يتروى قبل طرح جديد له في الأسواق، على أمل ألا تطول الأحداث الأمنية والسياسية التي يشهدها بعض الدول العربية. يضيف: {أثبت النجوم في 2013 أن من واجبهم إذكاء الأمل بالمستقبل وتوجيه رسالة إلى كل من يحاول الاصطياد بالماء العكر، مفادها أننا كشعوب عربية نرفض الموت وسنكون موحدين وسيعود الفرح إلى ديارنا، الشعب تعب ويريد العيش بسلام}.

يتابع: {ليس من الخطأ طرح أعمال فنية في ظل الأحوال المتردّية، فالفن في النهاية رسالة أمل وسط بحر السياسة الهائج ومشاهد القتل والدم والدمار والتفجيرات، وغيرها من صور بشعة تزدحم بها الشاشات وتؤثر سلباً على الأذهان والعقول وتكسر القلوب}.

 

مواجهة وإيمان

"الفن رسالة حب، ونحن كلبنانيين لم نعد نخشى هذه التوترات التي اعتدنا عليها} تؤكد دومينيك حوراني موضحة أن الوضع الفني تراجع منذ اندلاع التوترات السياسية والأمنية في بعض الدول العربية، إلا أنها أكدت إيمانها بالشعب العربي الذي يرفض الموت ويصر على حب الحياة، والدليل أن ثمة إقبالا على الحفلات التي ستحييها في بيروت ليلة رأس السنة.

تضيف أن إصدارات كثيرة أبصرت النور خلال 2013، وأنها قدمت أعمالا عدة حققت نجاحاً وانتشاراً بين الناس الذين يتعطشون إلى أعمال جديدة تنسيهم همومهم ومشاكلهم، وتقول: «رغم كل ما حصل لنا فإننا مصرّون على العيش بفرح وسعادة. أتمنى أن تمرّ هذه الغيمة السوداء بأسرع وقت، وأن يعمّ الاستقرار البلدان العربية كافّة».

شيما هلالي التي طرحت ألبومها الجديد {ولا يهمك} في 2013، تؤكد أن الفن حاجة لدى الناس في أي وقت وأي ظرف، تقول: {أعلم مدى الحزن الذي ينتاب الناس بسبب الأحداث في بعض الدول العربية، إنما علينا ألا نفقد الأمل وأن نتسلّح بالفرح والإصرار على العيش والاستمرار. الفن دليل حي على أننا شعب يحب الحياة ويرفض الموت}.

عما إذا كانت تتابع الأخبار السياسة بشكل يومي تضيف: {ليست السياسة ضمن اهتماماتي، لكني كمواطنة عربية أتابع النشرات الإخبارية، لأكون على بينة مما يحصل في كل بلد عربي، كونه يؤثر علينا جميعاًً، على الأقل على المستوى الإنساني. أتمنى عودة السلام والهدوء إلى منطقتنا العربية بأسرع وقت}.