تتضمن قضية فيروز في حب أمين عام {حزب الله} حسن نصرالله كثيراً من العقد والتأويلات والتفسيرات، فنصرالله في عرف جمهوره مقدّس وبطلٌ كاريزماتيٌ للمقاومة على ما نعلم، هذا قبل أن ينزلق ويتحوَّل قائداً لحزب متهم بالإرهاب والقتل في رأي خصومه. في المحصلة، لم يعد نصرالله اسماً جامعاً، بل في غالبية مواقفه دلالة واضحة على الانقسام في الربوع اللبنانية، إن بسبب السلاح أو بسبب قرارات إدارة الدولة وقرارات الحرب والسلم.
أما فيروز فتعيش في وجدان الجمهور العربي، وتعتبر في عرف محبيها ركناً من أركان تأسيس الجمهورية اللبنانية، ولها في الفن من عمر استقلال لبنان. كانت رمزاً جامعاً على مدى عقود، ليس بسبب مواقفها بالطبع بل انطلاقاً من صوتها، وهي وإن كانت مسرحياتها مع الأخوين رحباني عرضت برعاية السلطات (اللبنانية أو غيرها)، بدءاً من مهرجانات بعلبك في آواخر الخمسينيات في زمن الرئيس كميل شمعون، مروراً بعهد الرئيس فؤاد شهاب... عدا عن رعاية الجمهورية اللبنانية للفن الرحباني، وكان الرحابنة مقربين من آل الأسد في سورية بشكل من الأشكال، لكن فيروز كانت حريصة دائماً على الابتعاد عن المواقف السياسية أو الإفصاح عن توجهاتها السياسية، ربما لأنها في أي مقابلة هي مقلة في الكلام، ولا تصرِّح بأي موقف. حتى جاء نجلها «العبقري» زياد، وربما من باب النكاية أو من باب بيع الكلام السياسي، ليقول لموقع «العهد» التابع لـ{حزب الله» إن «والدته «تحبّ السيد حسن كثيراً». بل ذهب أبعد وأخطر من ذلك بكثير، ليقدّم رؤيته السياسية الخاصة عن الأوضاع في سورية، مجدداً تأييده لما يقوم به الرئيس السوري (بشار الأسد)، ومتذرعاً أنه لو كان مكانه لفعل الأمر نفسه.هذه التصريحات ليست غريبة عن نجل فيروز، فهو في مرحلته الشيوعية واليسارية كان يقول إنه لا يمانع أن يقتل ستالين 20 مليون شخص لأجل الاتحاد السوفياتي، وهو يبدو في معظم إطلالته حاقداً وموسوساً وتكفيرياً وإن كان من دون سلاح، يوجه الاتهامات إلى الآخرين بأي ذريعة، يخون هذا ويسفه ذاك، لا يزن مواقفه بأي ميزان، يقول كلامه الفج متسلحاً بنكات سمجة مكررة وممجوجة، وثمة من الكتَّاب والشعراء من يصفق له ويعطي تفسيرات لإطلالته ومواقفه، كأن ابن الفيروز هو العارف وهو صاحب الرؤية والموسيقي الأوحد، وينظر إليه بعض «المثقفين» باعتبار أنه «يفش الخلق»، ويبرر له بعض الجمهور الدهمائي كل شيء مع أنه يحتقر هذا الجمهور خلال الحفلات. وهو في مواقفه الأخيرة بدا مثل «حزب الله»، اتهم من يهاجم «السيد» (نصرالله) أو السيدة» (فيروز)، بأنهم مع إسرائيل. وقال إنه مع خيارات «حزب الله» القتالية حتى لو ذهب إلى مصر...اللافت في الرحباني أنه في كل مرة يقدر أن يجرّ الإعلام والفيسبوك إلى جدل عقيم وفي غير محله، مع أن الناس والمعلقين والكتاب باتوا يحفظون مواقفه عن ظهر قلب، لكنهم ينجرون إلى جدل من جديد معه كأنهم يجادلونه للمرة الأولى، يستهلكون وقتاً لأجل اللاشيء، ويصفون عبارات وتعليقات لأجل لا شيء، ربما يكون المستفيد الأبرز هنا زياد الرحباني نفسه الذي لا ينفك يرضي حقده الدفين، وربما «حزب الله» الذي رغم مواقفه الرافضة للفن والغناء قدر أن يجعل من «الشيوعي» زينة له في المهرجانات وفي بعض الإطلالات الإعلامية.صدارة الصحففي المعركة الأخيرة بسبب «حب» فيروز الجديد، اشتعل الفيسبوك بين المرحِّب والمدين والمنتقد لفيروز ونجلها، وانتقلت المعركة السخيفة إلى صدارة الصحف العربية عموماً واللبنانية خصوصاً، وحتى إلى بعض القنوات الفضائية، واستعملت فيها شتى الاتهامات الرنانة والإرهابية من كلمات «الداعشية» إلى «الغوبليزية» إلى الشارعية وصولاً إلى اتهام فيروز بعلاقات وطيدة بالمكتب الثاني في أيام عزه. هي ليست معركة فنية ولا هو جدال حول حفلة هنا أو هناك، ولا حول الموسيقى أو كلمات الأغاني الركيكة التي كتبها الرحباني الابن، بل معركة واجهتها مواقف نسبت إلى فيروز، وباطنها غليان في الشارع اللبناني، انقسام عبثي بين رهط «حزب الله» وخصومه، هو انقسام عبثي- قبلي في الثقافة والسياسة بل في العلاقات الاجتماعية، ولا مجال لتقييم الأمور هنا لأن المواقف حاضرة وجاهزة، لا مجال للاستفسار عن سبب حب فيروز لنصرالله ولا مجال للاستفسار إن كانت تكرهه، المتاريس جاهزة قبل المواقف. بالطبع يحق لفيروز أن تحبّ نصرالله، فهي حرة في ذلك وهذه أمورها الخاصة، ويحق لكتاب الرأي أن ينتقدوها فهذا أمر عادي، خصوصاً أن فيروز شخصية عامة ولديها أغانيها، ولكن ما جرى أبعد من ذلك، إذ بدا كأنه نابع من تغليف الرموز بقناع مقدس. ثمة من سأل أين الخطأ إذا أحبت فيروز نصرالله؟ وثمة من أجابه، أين الخطأ إذا تعرَّضت فيروز للنقد؟! لا شك في أن فيروز في هذه المرحلة في أي اتجاه سياسي ذهبت ستجد كثيراً من المدافعين عنها أو الشاتمين لها، ستسمع الكثير من ردود الفعل السيئة. فالخطير ليس في موقفها بل في هذا الانقسام المدمر في لبنان. لنتخيَّل ردود الفعل بسبب تأييد إليسا لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس فؤاد السنيورة، فكيف الحال بتأييد فيروز لنصرالله! لنتخيل لو أن فيروز أعلنت تأييدها لسمير جعجع، فكيف سيكون رد فعل ابراهيم الأمين وكل المنضوين تحت راية «حزب الله»؟ مهزلة أول ما تبادر إلى ذهن المنتقدين للموقف الفيروزي في حب نصرالله، أن «حزب الله» يمنع أغانيها في مؤسساته الإعلامية (المنار والنور)، ويمنع الأغاني كافة حتى الثورية منها، حتى إن بعض الزملاء نقل أن طلاب «حزب الله» يمنعون أغانيها في المؤسسات الجامعية التعليمية، حتى الرسمية منها، وهم منعوا أغنية لجوليا بطرس من كلمات حسن نصرالله وتتحدث عن «حرب تموز»، هذه المفارقة الأولى التي لم يستوعبها كثيرون من محبي فيروز. وفي مقابلة لزياد الرحباني على قناة «المنار» بُترت مقاطع كثيرة، وغضَّ ابن فيروز النظر عما حصل في كلامه لأسباب معروفة.المهزلة الأخرى، وبعيداً عن أهمية صوت فيروز و{مدرستها» أو عدم أهميتهما، ثمة من يضع هذه الفنانة في خانة الأقنوم والمقدس، سواء كانوا ممن انتصروا لمواقفها الممانعة أو ممن انتقدوها. ثمة مشكلة دائمة في تناول فيروز سواء في الكتابة عنها من الشعراء والكتاب أو حتى من الصحافيين، من يراجع الكتابات حولها منذ الستينيات من القرن الماضي إلى الآن، يظن أنها ليست امرأة من لحم ودم ولديها حواسها وتحب وتكره وتعيش وتغني وتتحدث وتخطئ وتصيب... تغيب عن الكتابات لتتجسد في صوتها الذي انزلق إلى درجة صار دينياً في أذهان كثيرين. لا شك في أن فيروز ساهمت في تكوين هذه الصورة بسبب عزلتها وابتعادها عن الرأي العام ووسائل الإعلام، أو من خلال توظيف بعض الكتّاب لتدوين «الأساطير» و{الأعاجيب» حولها وحول أغانيها وحفلاتها، إلى جانب أن اللبنانيين، ربما بسبب الفراغ والترهل الذي يعيشونه منذ بداية الحرب الأهلية وحتى في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف، فهم يفتعلون السجالات الفراغية من لا شيء. الآن ثمة ضجيج حول أن فيروز تحبّ حسن نصرالله، ويظهر الجهابذة المؤيدون لهذا التوجه للقول «طقوا وموتوا»، ولكن ليتذكر هؤلاء أن فيروز نفسها غنت ذات يوم من عام 1994 في منطقة سوليدير برعاية الراحل رفيق الحريري ولـ{إعادة إعمار بيروت»، يومها أقيمت حملة عليها من المعادين للحريرية السياسية من حراس الذاكرة اللبنانية، ووزعت دار «الجديد» لافتات بعنوان «قولي لا واهزمي الملك»، و{فيروز قتلتنا مرتين». لم تأبه فيروز للمعترضين وغنَّت في وسط بيروت بعد غياب. وقبل سنوات قليلة وفي خضم أزمة العلاقات اللبنانية السورية والاغتيالات التي كانت تحصل في لبنان والتي اتهمت بها سورية، ذهبت فيروز وغنَّت برعاية النظام الأسدي في دمشق، ووزعت دعوات في بيروت تدعو إلى مقاطعة فيروز المهرجانات السورية النظامية، وحصل جدل سقيم حولها، كانت القضية في البداية ثقافية وسرعان ما تحوَّلت سياسية...فيسبوكيات فيروزيةلا يسعُ المتأمّلَ في الجدل الذي نٓشٓب في اليومين الماضيين حول فيروز ألا يرى فيه تتمةً لاضمحلال الحكومة وإغلاقِ مجلس النواب وتضعضع الإجماع حول الجيش واهتزاز الثقة بقوى الأمن، إلخ. وتقع المسؤوليةُ في ما جرى على زياد الرحباني. كانت رعونةُ هذا الأخير ظريفةً حين كان موقعُه في السياسة يتراءى خلْفها من غير أن يكون موضوعاً لها. ثم أصبحَت هذه الرعونةُ ثِقٓلٓ ظلٍّ وتفاهةً حين تحوّلت إلى إعلانٍ مستمرّ لهذا الموقع. ولعل المعلِنَ ساورَه شعورٌ ما بالإفلاس فمدّ يده إلى صورة والدته لتجديد الإثارة. وكان معلوماً أن لفيروز، بدورها، موقعاً في السياسة يُمْكِنُ التكهن به، بلا صعوبة، ولكنها لا تعلنه لئلا يصبحَ زنزانةً لصورتها الفنية. وهو ما فعله عنها ابنها البار. وبفضله حصل لبنان على فيروزٍ ممدّدٍ لها أو على فيروزٍ لتصريف الأعمال. ما الذي تبقّى؟ أحمد بيضونقليلاً ما تجتمع على هذا النحو الموهبة الفنّيّة، وهي حقيقيّة، بالبله، وهو حقيقيّ أيضاً، كما يجتمعان في زياد الرحباني. أغلب الظنّ أنّ أحد مصادر ذاك البله إعجاب بالأقوياء (ستالين، نصر الله...) ممّا ينقل النقاش إلى سويّة بسيكولوجيّة محضة. الموضوع ربّما تعلّق بعجز النرجسيّة عن تلبية ذاتها، أو بعدم إشباعها.حازم صاغيةكنت مع كاتيا سرور والمئات في لقاء البكاديللي ودفعت بيدي إلى زياد الرحباني على المنصة، عريضة:{فيروز قولي لا واهزمي الملك». وكنا بالملك ندل على الرئيس رفيق الحريري. فوقعها «الابن الرهيب» (لنفاجأ لاحقاً بأنه من وزع وشارك في إعداد أغاني حفل فيروز السوليديري نفسه!). من يصف منتقدي أو مستغربي موقفها السياسي الأخير بالغوبلزيين والداعشيين، كان يومها كاتباً في منبر صار يصفه اليوم بالوهابي. لم أنتظر بصراحة من صديق ومثقف علماني سبق أن ثار على طائفته، كما ثرت بدوري، رشقي أو التحريض علي لأني طرحت سؤالاً ثقافياً عن علاقة فنانة ورمز وطني جامع بمشروع سياسي وديني ما عاد كما في السابق يحظى بالإجماع نفسه. أما فيروز، فإنها بقفزها من الشركة إلى الثكنة تلتزم أبداً صمت «الأيقونة» «الرهيب». ألم يتولى ابنها الرهيب النطق عنها؟جوزيف عيساوي أن تكون فيروز {تحبّ السيّد} حسن نصرالله حسبما صرّح زياد الرحباني لجريدة {العهد}، فهذا شأنها. وهو أمر لا يفاجيء كثيراً. ففيروز والرحبانيان كانوا دوماً على صلة وثيقة بحكم بيت الأسد وبالنظام البعثي السوري. فلا عجب أن تنسحب تلك الصلة القديمة {حبّاً} لأمين عام الحزب الذي يقاتل الآن في سورية للحفاظ على نظام الأسرة والحزب.ولا يفاجيء أن يسّرب زياد هذا {الحب} وما فيه من استغلال رخيص لشعبية أمّه لأغراض سياسية. فالولد المتشيوع (من شيوعي) معبوده ستالين فلا عجب أن تنسحب هذه العبادة على النسخ العربية من أنظمة الاستبداد الدموية.ولكن في ما يتعدّى الشجب أو الاستحسان السياسيين لقولة زياد، نقطة تتعلّق بالفن والغناء والحرية.قد تُطرَب السيدة فيروز لسماع خطابات أمين عام حزب الله. المشكلة أن السيد نصر الله لا يستطيع أن يُطرَب أو حتى أن يتذوّق أغاني فيروز لأنه على رأس حزب يمنع الاستماع إلى الموسيقى والأغاني إلا على شكل الأناشيد الدينية أو الحماسية وهو يمنع الاستماع، خصوصاً للأغاني التي تغنيها النساء بعامة. وليشرح لي أحدٌ الفارق بين القاعدة التي يعتمد عليها هذا المنع وبين القاعدة التكفيرية التي تقول بأن {صوت النساء عورة}.فهل يسرّ السيدة فيروز، الفنانة الكبيرة والصوت العظيم، أنها {تحب} رجلا يمنع أغانيها على الإذاعة ومحطة التلفزة التابعتين لحزبه وعلى الجمهور الذي يرتضي التقيّد بالتكاليف الشرعية الصادرة عنه؟فواز طرابلسي في مطلع التسعينيات شاهدت زياد الرحباني على مسرح البيكاديللي مرتدياً بدلة عسكرية نازية بخوذتها المميزة. منذ ذلك الحين... عرفت أن عقله {زينة}. زينة وحسب.يوسف بزيعندما يقول زياد رحباني إنه لو كان مكان الأسد لتَصرَّف مثله فهو يدين نفسه ويدين زمرته وزمرة المهبولين بطرافته و{تحشيشته}. تأييد القتل ليس طرفة تروى وتُضحِك. ما كان معروفاً به أيام الحركة الوطنية من معارضة للوصاية الأسدية انقلب رأساً على عقب. من رجلٍ ضد البسطار العسكري إلى عابدٍ له. لا شك أنه يخفي تطوراً غير صحي في شخصيته بالذات قبل أن يكون سبب ذلك خارجه. ومع ذلك فليس لنا أن نحاكم أعماله الفنية وتطورها سواء سلباً أو إيجاباً من زاوية موقفه البري.بشير هلالعلى الهامشعلى هامش الجدل البيزنطي حول الحب الويكيليكسي الفيروزي، لا بد من التذكير بأن محنة أهل الثقافة والصحافة والفن في العالم العربي أنهم ينزلقون نحو الحاكم كأنه المثل الأعلى. في الغرب نلاحظ أن رجل الدولة يتقرَّب إلى الممثل أو الفنان أو الأديب وحتى الصحافي، تجعل لعبة الميديا رجل الدولة يستفيد من المشاهير وليس العكس، ونادراً بل من المستحيل أن نجد الرئيس الأميركي باراك أوباما محاطاً بشعراء يقدمون له المديح من خلال قصائد أو حتى أغانٍ. في العالم العربي، تبدو الأمور ويكيليكسيات بين السلطة والفنانين والشعراء والصحافيين... هل كان ضرورياً أن يقول الراحل وديع الصافي إن بشار الأسد لو «طلب عينيه لقدمهما له»؟! وأن يقبل الشاعر محمود درويش أوسمة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي؟! وهل كان ضرورياً من الشعراء جوزف حرب ونزار قباني وطلال حيدر أن يمدحوا آل الأسد في بعض القصائد... وأن يوجِّه أدونيس رسالة إلى الأسد، يبدو فيها كأنه عبد مطيع؟! وماذا لو فتحت ملفات صدام حسين وعلاقته بالشعراء، أو ملفات القذافي وعلاقته بالكتاب والروائيين؟ ولا يختلف الأمر في الصحافة، فكثيراً ما يُرسل بعض الصحف اللبنانية مندوباً إلى طرف سياسي فيتحول خادماً عند هذا الطرف وناطقاً باسمه ومدافعاً عنه... لنتخيَّل كيف ينتقل بعض نجوم البرامج الحوارية في لبنان من تأييد هذا الفريق إلى تأييد ذاك، وكيف أن الرحباني الابن انتقل من اللينينية الستالينية إلى الخمينية؟لا بد من إعادة النظر في جوهر الثقافة كلها وليس في مسألة الحب والكره فحسب، فالقضية تبدو أزمة مجتمعات وأزمة دولة، وكم من أزمات تفضحنا في كل مرة!فضل شاكرانتحر فضل شاكر فنياً لأجل أن يكون مع أحمد الأسير، ذهب وجهه الحضاري والراقي لأجل سواد الجهاد وقتامته. فضّل فضل شاكر الهذيان والسلاح على الرومانسية والمايكروفون وعاش في المجهول، وحين نسمع صوته الآن يغني للمسيح نشعر بحزن شديد، بل نكاد ننسى رهاب الفنان أمام دفء صوته، هو الذي ذهب في التهور القاتل واختفى. كأن فضل شاكر حين يلجأ إلى تقديم أناشيد إسلامية أو للمسيح يعرف أنه يتلقى الاستياء لأنه ضيّع على الجمهور فرصة سماع صوته الرومانسي، هذا الأمر الذي يصعب فهمه حتى الآن، بل يجعلنا نتساءل كيف أن البعض يتوسَّل للظهور في برنامج ترفيهي، فيما أن فضل شاكر، صاحب ملايين المعجبين، يهجر الفن لأجل الجهاد!
توابل
عن فيروز وزياد وحسن نصرالله... ويكيليكس العشق السياسي السوريالي
21-12-2013