أجرت إيران محادثات بناءة مع واشنطن وتستعد للقاءات مماثلة مع فرنسا وألمانيا وروسيا في الأيام المقبلة في محاولة لإعطاء زخم للمفاوضات بين طهران و"5+1" التي ستستأنف في 16 يونيو الحالي، ويؤمل أن تتوصل إلى اتفاق نهائي لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني.

Ad

عقد مسؤولون أميركيون وإيرانيون أمس اليوم الثاني والأخير اجتماعاً ثنائيا في جنيف، في حين تجري طهران في الايام المقبلة سلسلة محادثات ثنائية مع فرنسا وروسيا وألمانيا قبل استئناف المفاوضات النووية بين طهران ومجموعة "5+1" الدولية التي تضم الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) إضافة إلى ألمانيا في 16 يونيو الجاري.

ومن المقرر أن تنطلق المفاوضات في 16 يونيو الجاري وتستمر حتى 20 يونيو على أن يتم التوصل الى اتفاق نهائي يحل أزمة الملف النووي الإيراني ويستكمل الاتفاق المؤقت (اتفاق جنيف) الذي توصل إليه الطرفان في نوفمبر المقبل.

وإذا فشلت هذه الجولة من المفاوضات فإنه يمكن تمديدها الى ستة أشهر أخرى حسب اتفاق جنيف.

وجرت المحادثات الإيرانية ــــ الأميركية غير المسبوقة بعيداً عن وسائل الإعلام في فندق الرئيس ويلسون على الضفة الشمالية لبحيرة ليمان في جنيف، إذ منع الصحافيون من دخوله ولم يتسرب شيء حول اللقاء الذي استمر خمس ساعات أمس.

وهذه هي المرة الاولى التي يخوض الإيرانيون والأميركيون خلالها محادثات مباشرة ثنائية رسمية منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 35 عاما اثر عملية احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران.

وعقد الطرفان عدة لقاءات منذ ذلك الحين لكن ليس بهذا الشكل الثنائي الرسمي. وجرت محادثات في 2013 في سلطنة عمان لكن لم يكشف عنها الطرفان إلا في مرحلة لاحقة.

وأبقيت الصحافة بعيدة عن هذا اللقاء بدون التمكن من التقاط الصور أو الحصول على تصريحات. وتثير هذه المحادثات جدلا في الولايات المتحدة مع انتقادات الصقور والمدافعين عن اسرائيل الذين يشككون في صدق نوايا طهران، وكذلك في ايران حيث يندد معارضو أي انفتاح مع واشنطن بأي تجاوز للخطوط الحمر من المفاوضين.

عراقجي

وأعلن كبير المفاوضين الإيرانيين مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي أمس أن الدورة الأولى من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في جنيف جرت في اجواء ايجابية وبناءة.

وقال عراقجي في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا): "المفاوضات استغرقت خمس ساعات، وقد حضرت هذه المفاوضات مساعدة المنسقة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي هيلغا اشميد"، مضيفا أنه "تم إجراء المشاورات في هذه المفاوضات بشأن المواضيع المطروحة في المفاوضات النووية".

واشنطن

من ناحيتها، لم تعلق مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف على اللقاء،  وتحدثت عن المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 موضحة: "نعتقد اننا حققنا تقدما في بعض الجولات، لكننا عند خروجنا من الجولة الاخيرة نرى انه غير كاف. فنحن لم نشهد قدرا كافيا من الواقعية". وأضافت هارف: "نعلم ان الوقت المتبقي ليس كبيرا، لهذا السبب اشرنا الى تكثيف الجهود الدبلوماسية. لابد من اتخاذ قرارات صعبة لكننا مركزون جدا على موعد العشرين من يوليو".

لاريجاني

بدوره، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أمس إنه "رغم الآراء المختلفة في البرلمان، فإن مجلس الشورى يدعم عموما الطريق المتبع في المحادثات النووية عبر البقاء في اطار حماية حقوق الايرانيين والانجازات السلمية للعلماء".

فرنسا وألمانيا

الى ذلك، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس ان باريس ستجري مباحثات ثنائية مع طهران اليوم في روما. وقال فابيوس أمس إنه "يجب على إيران أن تتخلى عن مطالبها بامتلاك آلاف من أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم إذا كانت تريد التوصل إلى اتفاق دائم مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي".

وفي تأكيد للهوة الكبيرة في المواقف التفاوضية قال فابيوس لمحطة الاذاعة الفرنسية إنه يجب ألا تملك إيران سوى بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي التي تعمل بسرعة تفوق سرعة الصوت لزيادة تركيز النظائر الانشطارية.

وأضاف: "من حيث الجوهر نحن نبحث هذه المسألة وهي بالتأكيد خطيرة. موقفنا هو انه يمكن للإيرانيين امتلاك طاقة نووية مدنية أما القنبلة فلا، لأن ذلك ستكون له عواقب مأساوية على المنطقة بأسرها".

وأعلنت ألمانيا أنها ستجري مفاوضات مع طهران يوم الأحد المقبل، ومن المقرر أن يلتقي الوفد الإيراني اليوم مع وفد روسي في روما بعد لقائه الوفد الفرنسي.

روحاني

من جهته، تعهد الرئيس الايراني حسن روحاني امس في أنقرة بأن إيران ستفعل كل ما بوسعها للتوصل الى اتفاق حول برنامجها النووي المثير للجدل مع مجموعة الدول الست.

وقال روحاني: "لقد أثبتت ايران انها تقوم ببرنامج نووي لغايات سلمية. وهي ستقوم بكل ما بوسعها للتوصل الى اتفاق نهائي مع مجموعة 5+1" التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا الى جانب ألمانيا".

وأضاف أن "إيران مستعدة للجلوس الى طاولة المحادثات من اجل الوصول الى حل. لقد اعتمدت ايران هذا الخيار عبر توقيعها اتفاق جنيف"، منددا بالعقوبات الظالمة التي يفرضها الغربيون على الجمهورية الاسلامية.

وكان روحاني افتتح أمس مع نظيره التركي عبدالله غول اجتماعا لرجال الأعمال الأتراك والإيرانيين لتشجيع لاستثمار المتبادل.

(جنيف، طهران، واشنطن ـــــ

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)