الرشدان... وجه من بلادي

نشر في 29-05-2014
آخر تحديث 29-05-2014 | 00:01
 عبدالمحسن جمعة في زحمة الأزمات والفضائح والصراعات السياسية والسلطوية والنكسات التنموية في البلد، تبرز بين فترة وأخرى وجوه لشخصيات كويتية تعيد لنا الأمل، وتذكرنا أن هذه الأرض الطيبة بظروفها البيئية والمناخية الصعبة عاش عليها أخيار الناس منذ ما يزيد على ثلاثة قرون وصنعوا رغم كل ظروفها ومحدودية مواردها دولة بكفاحهم وجَلدهم وتراحمهم وفكرهم النير بسبب انفتاحهم على العالم، دون تعصب أو تمييز أو إقصاء لفكر أو معتقد.

الطبيب الاستشاري د. إبراهيم رشدان الرشدان المتخصص في علل القلوب الإكلينيكية، أحد تلك الوجوه الكويتية التي تجعلنا نُبعد عن نفوسنا اليأس من إصلاح عللنا السياسية والإدارية والاجتماعية. وتكريمه من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حدث مميز يجب أن يوقظ كل من هو غارق في علله السياسية بالاستحواذ على السلطة والمال العام والصراع العبثي من أجل شهواتهم تلك، ليعالجوا أنفسهم ويكفوا عن ذلك، ويتلفتوا حول أنفسهم ليروا الوجوه المشرفة التي تجتهد من أجل خدمة وطنها والإنسانية أيضاً.

تكريم د. الرشدان جرعة تفاؤل لنا جميعاً، وبصفة خاصة المحبطون من الجيل الجديد، وهناك أكثر من وجه كويتي له إسهامات وعطاءات مميزة تمثل جرعات أمل أخرى في مجالات عدة من الرجال والنساء من أهل الديرة، ولكن صخب الأزمات وعدم الاستقرار والفساد الإداري الذي يطغى على الصورة العامة في البلاد يطمسهم ويهمشهم، ليستبدلوا بغير الأكفاء الذين يتصدرون المراكز القيادية.

كما يتصدر القطاع الطبي بعض الأطباء التجار الذين يستغلون مهنتهم وعياداتهم الحكومية لاصطياد الزبائن وإرسالهم إلى العيادات الخاصة لنهب أموال المرضى، والطبيب والصيدلي اللذان يتحولان إلى موزعين ومروجين لأدوية لا يحتاج إليها المريض من أجل الكسب المادي، فنجدهما يتصدران المشهد في وسائل الإعلام المختلفة، وأحياناً المراكز الحساسة في القطاع الصحي.

الكويت بلا شك مليئة بالعقول النيرة والوجوه المشرفة، لكن زمان تسيدها للمشهد الوطني وقيادتها للبلد إلى المكانة المميزة التي يستحقها في إقليمه والعالم، وحمايته من المخاطر بكافة أنواعها الأمنية والاقتصادية تحتاج لكي تبدأ، أن تشرع السلطة في عملية إصلاح حقيقية مؤمنة بها وداعمة بجدية لها حينها سنجد عشرات ممن هم بعقلية وتميز د. الرشدان يتصدرون المشهد في بلادي، ويكونون الوجه والواجهة المشرقة لكويت النهار، كما كانت دائماً وجهة ووجه التنوير والريادة والتميز في المنطقة.

back to top