"كانت أمي دوماً تقول لي في صغري: "يا بُني إذا اقتنعت بشيء فامض ولا تأبه لملامة الناس، ولذا لم أتردد حينما شعرت بحاجتي لاعتناق الإسلام أن أنطق بالشهادتين"، هكذا يقول البروفسيور جيفري لانج أستاذ علم الرياضيات لكل من يسأله عن كيفية اعتناقه الإسلام.

Ad

ويضيف: "قصة إسلامي تبدأ حينما أصبحت أستاذاً محاضراً في إحدى الجامعات الأميركية وكان من طلابي ثلاثة شباب مسلمون أحدهم أكثر حماساً لدينه من الباقين، دعوني مرة إلى الغداء، وحينما ودعوني أهدوني نسخة من القرآن الكريم مترجمة باللغة الإنكليزية، وذات يوم أخذت أتصفح هذه النسخة، فشدني القرآن المترجم، وأخذت أقرأ وأقرأ، أنهيت قراءة القرآن في ثلاث سنوات، وقد أمهلني ربي هذه السنوات الثلاث كلها، عشت فيها مع القرآن، فوجدته يتعامل مع قارئه على أنه أحد شخصين، إما أنه مؤمن به، فهذا يجد القرآن صديقاً حميماً، يحنو عليه، ويقربه ويدنيه، والنوع الثاني غير المؤمن به، وهذا يعلن القرآن العداء معه من أول لحظه، يحاوره، ويتحداه، ويجابهه بالحقائق التي تصدع أركانه، ويسخر منه سخرية مؤلمة، ويهدده، ويتوعده، ويحصره في زاوية ضيقة.

وبعد السنوات الثلاث في قراءة القرآن قررت زيارة البيت الذي يعبد فيه المسلمون ربهم ألا وهو المسجد، لم أكن ذاهباً لأسلم دخلت ولم أصلِّ، ولكنني تفرست في وجوه المصلين، وبعد الصلاة جلست مع الإمام وبعض المسلمين، وتبادلنا أطراف الحديث، أخبرتهم أنني لست من المسلمين، فحدثوني عن دينهم الذي عرفته من القرآن، وعرضوا عليّ الإسلام ووجدت نفسي أقول: كيف أكون مسلماً؟ فقالوا لي: قل أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن محمداً رسول الله! وحينما قلتها شعرت ببرودة عجيبة وراحة رائعة في صدري، شعرت كأن كابوساً خرج من صدري، وانطلقت في نوبة من البكاء! كانت المرة الأولى التي أذوق فيها طعم السعادة الحقيقية، وتعجبت لماذا لا يبكي كل واحد منهم مثلي، وهم يجدون الذي أجد من السعادة، وبدأت حياتي التي لم أعشها من قبل، ومازلت أحمد الله أن متعني بنعمة الإسلام، وهي تفوق نعمة العمر والحياة.