أكد الأمين العام للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) د.عبدالوهاب السعدون أن صناعة البتروكيماويات في دول الخليج العربي تواجه تحديات عدة في الأسواق العالمية، ومن بينها ظاهرة «الغاز الصخري» في الولايات المتحدة التي تجسد مثالا حيا على دور التقدم التقني في الوصول إلى احتياطيات كانت سابقا غير مجدية اقتصاديا.

Ad

وقال السعدون في تصريح لـ»الجريدة» قبل افتتاح الدورة الثامنة من المنتدى السنوي للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات الذي ينظم خلال الفترة 19-21 نوفمبر الجاري، ان ظاهرة الغاز الصخري أثرت في تعزيز تنافسية شركات البتروكيماويات الأميركية، الأمر الذي سيترتب عليه زيادة حدة المنافسة في الأسواق العالمية. واوضح انه على الرغم من أن الغاز الصخري ظاهرة أميركية في الوقت الحاضر فإن احتمالات تطوير احتياطياته القابلة للاستخراج في الصين وأوروبا وأميركا اللاتينية تبقى قائمة وإن في المدى البعيد نسبيا، مشيرا الى انه وفقا لتقديرات حديثة من شركة بي بي فإن تطوير تقنيات إنتاج الغاز والنفط الصخري سيجعل الولايات تنتج 99 في المئة من احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2030 وسيشكل حينها إنتاجها من النفط والغاز الصخري حوالي 72 في المئة من إنتاجهما العالمي.  

الابتكار والتطوير

واشار السعدون الى أن صناعة البتروكيماويات من الصناعات ذات المحتوى التقني العالي، ومن خلال الابتكار والتطوير التقني المستمر تضيف الصناعة منتجات جديدة تساهم في رفع مستوى المعيشة لمجتمعاتنا وتساهم أيضا في تقديم حلول للعديد من التحديات التي يواجهها المجتمع في المجالات البيئية على سبيل المثال لا الحصر، لافتا الى ان الإنفاق على البحث والتطوير بين الشركات العاملة في قطاع الكيماويات وعدد براءات الإختراع المسجلة باسمها تعد مؤشرات تدل على مكانتها في هرم الابتكار.

وأوضح أن حجم الإنفاق العالمي على البحث والتطوير من قبل الشركات الكيماوية بلغ في عام 2012 نحو 49 مليار دولار أميركي بزيادة قدرها 10 في المئة مقارنة بمستويات عام 2011، مضيفا ان الشركات الأوروبية والأميركية استحوذت على ما يقارب نصف الإنفاق على البحث والتطوير في العالم عام 2012 أي 22.9 مليار دولار أميركي. في المقابل بلغ حجم الإنفاق في عام 2012 على البحث والتطوير من قبل شركات البتروكيماويات الخليجية 380 مليون دولار وتمثل أقل من 1 في المئة من إجمالي الإنفاق العالمي.

وذكر انه على الصعيد العالمي، تسجل صناعة الكيماويات في المتوسط ما بين 150 و200 ألف براءة اختراع سنويا، مع معدل نمو سنوي يعادل 7.4 في المئة. في المقابل تراوح عدد براءات الاختراع المسجلة باسم الشركات الخليجية للكيماويات خلال السنوات الثلاث الماضية ما بين 550 و750 براءة اختراع. وعند المقارنة مع العدد الكلي لبراءات الاختراع التي منحت عالميا خلال نفس الفترة، سنجد أن براءات الاختراع المسجلة لشركات الكيماويات الخليجية تشكل 0.4 في المئة من الإجمالي العالمي.

الإنفاق على البحث

وأشار السعدون الى ان هذا الرقم المتواضع يؤكد الحاجة الماسة إلى رفع مستوى الانفاق على البحث والتطوير والأهم من ذلك بلورة استراتيجيات للابتكار في بيئة العمل وإيجاد البنية التحتية للابتكار في هذه الصناعة لتعزيز تنافسيتها عالميا.

وعلى صعيد المنتدى اوضح السعدون أن الدورة الثامنة للمنتدى ستقدم 16 من قادة الأعمال الذين سيشاركون في 6 جلسات عمل يتقدمهم مساعد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وتضم 15 رئيسا تنفيذيا لكبريات الشركات العالمية في مقدمتها: «إكسون موبيل»، و»ليونديل باسل»، و»داو كيميكال»، و»كلارينت»، و»بوريالس»، و»جنرال الكتريك جلوبال»، و»هانوا كيميكال» الكورية، و»تيجين» اليابانية، ولانكسس الألمانية.

واشار الى ان برنامج المنتدى هذا العام سيتضمن تنظيم ورشتي عمل تديرها  شركات استشارية عالمية تركز أجندتها على أثر إمدادات الغاز الصخري على صناعة البتروكيماويات العالمية مع التركيز على الصناعة في منطقة الخليج العربي.