للقطاع الخاص مشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، إذ عرضت شركة سوبر ستار مسرحية "بروباغندا"، تأليف وإخراج انتصار الحداد.
في البداية، نتوقف قليلا عند مصطلح "بروباغندا"، أي الدعاية، وتعني حسبما جاء في معجم مصطلحات الإعلام للدكتور أحمد زكي بدوي "التأثير على آراء ومعتقدات الجماهير لجعلها تتخذ اتجاها معينا نحو نظام أو مذهب بصورة إيجابية أو سلبية، كما تحاول تهيئة نفسيات الافراد لقبول وجهات النظر التي تدعو لها والتشبع بها، وقد تلجأ في ذلك إلى تشويه الحقائق وتحريفها، وتتعدد صور الدعاية بتعدد أغراضها، فقد تكون الدعاية سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو دينية وغيرها".ثم صارت "البروباغندا" أو الدعاية تطلق على كل ما من شأنه نشر فكرة جديدة، كالترويج لمنتج أو لمشاريع أدبية أو تجارية أو عمومية أو شخصية.وتنقسم "البروباغندا" حسب وضوح مصدرها وأهدافها إلى ثلاثة أقسام، الدعاية السوداء: مجهولة المصدر عادة وتنطلق من إذاعات سرية أو في شكل حملات هامسة من الإشاعات، والدعاية الرمادية: تستند إلى بعض الحقائق التي لا يمكن انكارها، لكنها توظف هذه الحقائق وتفسرها وتقدمها ممزوجة ببعض الأكاذيب مستهدفة بذلك تشويه هذه الحقائق وتكذيبها، ويجري ذلك بمهارة ودقة لكي لا ينكشف الأمر، والدعاية البيضاء: أي الدعاية مكشوفة المصدر وتعتمد على مخاطبة العقل في عرض الحقائق.بعد هذا التوضيح، نتفق تماما على الاختيار الصائب لاسم المسرحية، التي تدور حول استخدام التلفزيون أو الفضائيات، الوسيلة الأكثر سحرا في وقتنا الحاضر، ولما لها من قوة التأثير على المتلقين، ويستطيع من خلالها أصحاب القرار التلاعب بعقولهم وتوجيههم نحو ما يهدفون إليه، فهناك شخص يدعى "عربي" يقف بالمرصاد لكل من يحاول الحجر على فكر الآخرين أو كبح حرية الكلمة، كما يطالب بالاختيار الحر للقائد دون أي تدخلات من أحد، والمساواة، وبقومية تحترم إنسانيته وببطل يحمل سيفا لا يستخدمه ضد الشعب.بيد أن "عربي" لم يصمد طويلا أمام المغريات ليكون قائدا، متنازلا عن مبادئه التي سقطت معها كل شروطه، ويرتمي في أحضان البروباغندا لسلب عقول المتلقين. العرض قدّم بعض التأثيرات للدراما الأجنبية على المجتمع العربي مثل المسلسلات المكسيكية الطويلة وتفاهة طرحها عبر علاقة الحب بين أليخاندرو وماريا، وتنتهي بكشف الحقيقة من قبل العم "مكاريو" بأنهما شقيقان، إضافة إلى الأعمال التركية التي تحتل جزءاً كبيراً من خريطة البرامج على الفضائيات العربية.المؤلفة المخرجة استطاعت تقديم موضوع راهن، نعيشه ونتألمه، موجهة "السبوت" على الأيدي الخفية التي تتلاعب بعقولنا وتدخل بيوتنا دون استئذان، لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب بلداننا العربية.الفكرة جميلة وتحتاج إلى عملية حذف بعض المواقف، وتنمية الأخرى، ولابد من إعادتها، فهي صالحة للعرض الجماهيري مع إدراك بعض التعديلات.
توابل
«بروباغندا» تكشف زيف الإعلام المرئي وأكاذيبه
15-12-2013