للغجر... ملك وملكة!
بكعوب عالية وفساتين سهرة للنساء وبذلات أنيقة للرجال، ترشح عشرات الشباب في مدريد لمسابقة "ملك وملكة جمال الغجر" التي تعد الأولى من نوعها في إسبانيا.تبتسم ليبيرتاد بارول أمام عدسات المصورين، وتقول هذه الشابة البالغة من العمر 17 عاماً والتي تعيش في مدريد: "أريد أن أصبح عارضة أزياء".
وأتت ليبيرتاد للتسجل في هذه المسابقة مع والداتها روزاريو (50 عاماً) التي صرحت "إنها خطوة صغيرة تساعدهم على تحقيق طموحاتهم في الحياة. وهذه الفرصة لم تتسن لنا ونأمل أنهم سيكتسبون شهرة في مسيرتهم".ويحتشد المرشحون حول طاولات في فندق يقع وسط العاصمة الإسبانية، وهم يقدمون معلومات لمنظمي هذا الحدث عن أسمائهم ومستوياتهم التعلمية وهواياتهم وطموحاتهم.وقد أبصرت فكرة تنظيم مسابقة جمال مخصصة للغجر النور في بلاد الباسك (شمال إسبانيا) عندما نظمت ماريا خيمينيز من جمعية "فلامنكو ديل نورته" أول مسابقة محلية عام 2013 بهدف "منح استقلالية أكبر للنساء الغجريات". وقالت خيمينيز: "لا تقتصر المسألة على الجمال، إذ ينبغي أن تكون المرشحة مثقفة وذكية أيضاً".وتظهر البيانات ما يواجهه الغجر في إسبانيا من صعوبات، فأكثر من نصفهم (50.7%) لم يكملوا دراساتهم بعد السادسة عشرة، بحسب أرقام تعود إلى عام 2011 نشرتها منظمة "سيكريتاريادو جيتو" غير الحكومية التي تعنى بتنمية مجتمع الغجر. كما أن معدل البطالة يصل إلى 36% في أوساط الغجر، متخطيا بأشواط المعدل الوطني.وبالرغم من ارتباط تقاليد الغجر، من قبيل الأغنيات ورقصات الفلامنكو، بالثقافة الإسبانية في أنحاء العالم أجمع، يعد الغجر البالغ عددهم في البلاد نحو 725 ألف شخص من الفئات الأكثر تهميشاً على الصعيد الاجتماعي في إسبانيا.وستنظم مسابقة "ملك وملكة جمال الغجر" في مدريد في السادس من أكتوبر المقبل.(أ ف ب)