باسم كريستو: «رقص النجوم» تحدٍّ كبير ونجاح لافت

نشر في 16-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 16-12-2013 | 00:02
بفضل مهنيته وقدرته على التجديد في الإخراج والصورة، أضفى المخرج اللبناني باسم كريستو تنوّعاً لافتاً على برامجه، وهو يتوّلى راهناً إخراج برامج موسيقية، استعراضية، حوارية وراقصة من بينها: {رقص النجوم}
و{حديث البلد} ({إم تي في} اللبنانية)، {تاراتاتا} ({إم تي في} اللبنانية وتلفزيون دبي)، نوّرت ({أم بي سي}) {عالأكيد} ({المستقبل}).
عن برامجه وتجدده الدائم، تحدث كريستو إلى {الجريدة}.
ما سرّ هذه المسيرة المكثفة من الأعمال؟

عندما يُفسح في المجال أمامي لتولي إخراج أعمال تلفزيونية أحبها وتستهويني، لا أتردد في استلامها، أمور كثيرة أستطيع تقديمها في المجالات المتنوعة والمختلفة سواء على صعيد البرامج التلفزيونية الحوارية أو الموسيقية أو الحفلات الضخمة.

لكل واحد من برامجك هويته الخاصة، فكيف تحقق هذا التنويع من دون الوقوع في التكرار؟

يمكن لأبسط تفصيل أن يشكّل هوية البرنامج الخاصة، لذلك أفصل بين برامجي، آخذاً في الاعتبار عدم تكرار ولو أصغر تفصيل فيها. لسوء الحظ، يستخدم بعض المخرجين تفاصيل سبق أن استخدمتها في برامجي الخاصة، فيما أحافظ على مصداقيتي مع ذاتي أولا، ولا أنسخ عن أعمالي. هنا أتمنى على الآخرين ألا ينسخوا عن أعمالي. من جهة أخرى، ما إن استلم مشروعاً حتى أصبّ فيه تركيزي واهتمامي ووقتي وأنسى كل شيء آخر.

من الطبيعي أن تعتبر كل عمل من أعمالك جزءاً منك، فأي منها يستقطب جمهوراً أوسع؟

أولا، ليس بالضرورة أن يستهويني البرنامج الأكثر استقطاباً للجمهور، لأن لا علاقة بين رأيي الشخصي ورأي الجمهور تجاه أعمالي، علماً أنني لا أستلم إلا البرامج التي تلفتني وأحبها.

مع أن لكل برنامج نكهته الخاصة بالنسبة اليّ، إلا أنني أحب {تاراتاتا} الذي تابعته في التسعينيات عبر المحطات الفرنسية، وتمنيت آنذاك إخراج عمل مماثل، كذلك أحب {حديث البلد}، وتستهويني البرامج الموسيقية أكثر من غيرها، فأشعر حين أقطّع الصور على الأنغام الموسيقية كأنني أعزف على آلة موسيقية.

انطلاقاً من تعاونك مع الشاشات العربية عموماً واللبنانية خصوصاً، هل ثمة علاقة بين هوية المحطة ونسبة نجاح البرنامج؟

برامج كثيرة يمكن أن تحقق نسبة مشاهدة أكبر في حال عرضت عبر شاشة أخرى، بسبب عدد المشاهدين الملتزمين متابعة برامج في محطات أكثر من غيرها. فضلا عن أن نسبة مشاهدي الشاشة المحلية أقل بطبيعة الحال من نسبة مشاهدي الشاشة الفضائية المنتشرة في الدول العربية على غرار {أم بي سي}. علماً أن ثمة من يلحق برنامجه المفضّل أينما حلّ بغض النظر عن هوية المحطة.

هل حقق أحد برامجك اللبنانية نسبة كبيرة من المشاهدين العرب؟

أحدث {رقص النجوم} مفارقة لتحقيقه نسبة مشاهدة عالية في الدول العربية، رغم عرضه على محطة {أم تي في} اللبنانية. أحب هذا البرنامج لأنه يشكل تحدياً جديداً  بالنسبة إليّ، ذلك أن تصوير الرقص المحترف يختلف عن تصوير البرامج الموسيقية والحوارية.

يتطلّب هذا البرنامج اهتماماً بالتفاصيل، فهل هذا النوع يظّهر قدراتك الإخراجية؟

طبعاً، فكل ما نراه في الحلقات، بدءاً من حركة الكاميرا وصولا إلى اللقطات تم احتسابه بالثواني وحُضّر في أثناء التمارين، ولم يأتِ وليد الصدفة. فضلا عن أن المشتركين يتمرنون طيلة الأسبوع لتقديم حركة معيّنة في لوحاتهم الراقصة، لذا لا يمكن أن يذهب تعبهم هدراً، بل يجب أن نكون في الزاوية المناسبة واللحظة المناسبة لتصوير تلك اللقطة.

ما المعايير التي أدت إلى تحقيق البرنامج نسبة مشاهدين مرتفعة في الدول العربية؟

أعتقد أنها التوليفة الكاملة والناجحة التي افسحت في المجال أمام الناس لاكتشاف ماهية فنّ الرقص من خلال اللوحات التي نقدمها، وغيّرت نظرتهم إلى ما اعتبروه سابقاً متناقضاً مع مبدأ الرجولة. ثم تركيبة البرنامج المؤلفة من ثنائية الراقص المحترف والنجم الهاوي، فضلا عن الغرافيكس واللوحات التي تضفي جواً خاصاً على المسرح، وجودة الإخراج... كلها عناصر أدت إلى تكامله.

يعرض {تاراتاتا} لبنانياً عبر {أم تي في} وعربياً عبر تلفزيون دبي، فهل يحظى بالاقبال الجماهيري نفسه لبنانياً وعربياً؟

ليس {تاراتاتا} برنامجاً جديداً في الدول العربية، لأنه عرض على مدى سنوات عبر تلفزيون دبي، لكنه جديد بالنسبة إلى الجمهور اللبناني الذي يكتشفه عبر محطة {أم تي في} وبحلته الجديدة التي تحوي خليطاً موسيقياً ومجموعة جديدة من الشباب المشاركين فيه. لذلك يجب منحه بعضاً من الوقت ليأخذ مكانه ويثبّت نفسه، من ثم نقيّم مدى إقبال الجمهور اللبناني عليه، علماً أنه لفت الانتباه منذ حلقاته الأولى، وحظي بنسبة لا بأس بها من المشاهدين الذين تفاعلوا معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

انطلاقاً من تجربتك، هل تلاحظ اختلافاً في الاهتمامات بين الجمهور العربي واللبناني؟

يجب ألا نفصل بين الجمهور اللبناني والعربي، إنما الحديث عن جمهور محددّ في كل بلد عربي، أي أن ثمة جمهوراً يفضّل برامج من دون أخرى، فيما لدى البعض الآخر اهتمامات مشتركة مثل الدراما، وهي مطلوبة في البلدان العربية مثلا. أما البرامج الحوارية فمرغوبة أكثر في مصر، ويفضّل الجمهور اللبناني برامج الاستعراضات الغنائية. لذا عندما نكون في صدد التحضير لبرنامج جديد لعرضه عبر فضائية عربية، نأخذ في الاعتبار إرضاء شرائح المجتمعات العربية كافة، تماماً مثلما نأخذ في الاعتبار اهتمامات الجمهور اللبناني عندما نحضّر برنامجاً محلياً، خصوصاً أننا في لبنان يمكننا بلوغ سقف من الحرية أبعد، سواء في الصورة أو المضمون.

تستمر برامجك لمواسم عدّة، كيف تتفادى الوقوع في التكرار؟

أنا في بحث مستمر عن التطوير لأن ذلك يفرحني شخصياً ويبعد الملل عن المشاهد، ففي كل موسم أضيف تعديلات إلى البرنامج وأحسّن في بعض الأمور، لإضفاء التجديد من دون ضرب هوية البرنامج.

هل تلحظ اهتماماً عربياً ببرنامج {حديث البلد}؟

بالطبع، ولمسنا، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الجمهور العربي مع حلقاته، فضلا عن الاهتمام بمقدمة البرنامج منى أبو حمزة ومتابعة أخبارها عبر الـ {فايسبوك} والتواصل معها كإحدى نجمات العالم العربي.

ما التغيير الذي تحقق في برنامج {نوّرت} بعدما أصبحت الفنانة أروى مقدمة موسمه الجديد؟

من الطبيعي أن تختلف طريقة التقديم لأن أروى مغنية، لذا استعنا بفرقة موسيقية في الاستوديو، وغيّرنا في بعض الفقرات وزدنا فقرات جديدة. يحظى البرنامج بنجاح كبير وبرضى شاشة {أم بي سي}، وهو يتجدد من موسم الى آخر.

هل استمرار نجاح برنامج من موسم إلى آخر، دليل نجاح المقدّم أو نجاح ثنائية المقدم والمخرج؟

لا أريد حصر النجاح بثنائية المقدم والمخرج، لأن كل عنصر من فريق العمل مهم لنجاحه، بدءاً من الديكور مروراً بالإضاءة والإعداد، وصولا إلى التقنيين والإخراج والتصوير. صحيح أن المقدم هو واجهة البرنامج، إلا أن ثمة جهداً يبذله  فريق العمل الذي يقف خلفه لتكون إطلالته مميزة. كذلك الأمر بالنسبة إلى المخرج الذي تُنسب إليه صورة البرنامج، لكنه لا يستطيع تحقيق أي شيء من دون  فريق عمل مهني وقوي.

تُخصَّص أموال طائلة لإنتاج البرامج التلفزيونية فيما تعاني الدراما من قلة الإنتاج، كيف تفسّر ذلك؟

يجب ألا نكون متشائمين تجاه الدراما لأنها تحقق نقلات جيّدة، خصوصاً بعدما أصبحت محطّ ثقة المنتجين، سواء كانت لبنانية أو خليطاً عربياً، مع الإشارة إلى أن هذا الخليط العربي انعكس إيجاباً على النوعية. أمّا تخصيص أموال طائلة لإنتاج البرامج الاستعراضية الكبيرة، فهو نتيجة دائرة متكاملة، أي أن تقديم برنامج استعراضي مبهر يحتاج إلى موازنة مرتفعة يؤمنها المعلنون، وكلما زاد طلب المشاهدين على الأعمال الضخمة وزادت نسبة المتابعين لها، احتاج إنتاجها إلى موازنة أكبر، وبالتالي مزيدٍ من المعلنين. في مطلق الأحوال، يبقى المشاهد المستفيد الأكبر من هذه العملية، إذ تقدَّم له برامج أجمل ومستواها أفضل.

تتعاون مع محطات عدّة تتنافس ببرامجها، فإلى من يعود ولاؤك؟

لا يمكن اعتبار هذا الأمر ولاء لمحطة تلفزيونية، إنما للبرنامج الذي أتحمل مسؤوليته. علاقتي جيّدة مع المحطات في غالبيتها، فانطلاقاً من تجاربها السابقة معي تثق بمهنيتي، وتعلم أنني متى استلم برنامجاً أولي كل اهتمامي بنجاحه، فلا أكرر نفسي ولا أستنسخ، وتأتي النتيجة مترجمة لفكرة البرنامج وهويته الخاصة.

هل يملك المشاهد ثقافة تلفزيونية تخوّله اختيار الأنسب والأفضل في ظل كمّ البرامج المعروضة أمامه؟

من دون أن يدري ومن دون أن يحلل الأسباب، أصبح المشاهد يتمتع بثقافة تلفزيونية تخوّله اختيار الأنسب، وعدم مشاهدة العمل الذي يكرر نفسه أو الممل. وبات قادراً على تمييز نوعية الصورة، لأن ذوقه تطوّر واعتاد متابعة أعمال تتمتع بمستوى رفيع، فلم يعد ينبهر بأي شيء معروض. كذلك ألاحظ اهتمام بعض المشاهدين بقراءة جنريك البرامج، فيما يفضل آخرون ممارسة هوايات أخرى، مثل القراءة أو مشاهدة أفلام سينمائية.

 ما رأيك بالحركة السينمائية اللبنانية الراهنة؟

هي {بركة}، ثمة أفلام جيدة ونحن في انتظار المزيد. اعتبر هذا المجال أحد أرقى الفنون وجميعنا نحلم بتحقيق صناعة سينمائية لبنانية حقيقية.

متى فيلمك السينمائي {بالصدفة}؟

يفترض بدء تصويره في مارس المقبل. نحن في مرحلة التحضير وقريباً نعقد مؤتمراً صحافياً للإعلان عن تفاصيله بحضور الكاتبة كلوديا مرشليان والجهة المنتجة والممثلين المشاركين.

back to top