تقلا شمعون: حريصة على صورتي كلبنانية في المسلسلات العربية

نشر في 04-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-07-2014 | 00:01
No Image Caption
في كل عمل درامي تطلّ الممثلة اللبنانية تقلا شمعون بصورة مغايرة، حرصاً منها على التجدد، وهي لطالما رفضت أدواراً تبقيها في الصورة النمطية، وإن كانت أعمالا عربية مشتركة بإنتاج ضخم. رهانها على التجديد في الأدوار انعكس إلى مزيد من النجاح والانتشار، فصدّقها الناس امرأة فقيرة ومتواضعة في «روبي»، وفاجأت جمهورها كامرأة ارستقراطية في «جذور». وها هي تطلّ في رمضان في دور ليلى في المسلسل العربي المشترك «اتهام» (كتابة كلوديا مرشليان، إخراج فيليب أسمر، إنتاجMedia 7 revolution، يُعرض عبر {الجديد}

و{أبو ظبي الأولى} وشبكة قنوات {النهار})  وفي دور {لورا}، في {عشرة عبيد صغار} (كتابة طوني شمعون، إخراج إيلي حبيب، إنتاج مروى غروب، يعرض على شاشة {أم تي في} اللبنانية). عن أعمالها تحدثت تقلا شمعون إلى {الجريدة}.

كيف تصفين شخصيتك في مسلسل {عشرة عبيد صغار}؟

غامضة ومقلّة في الكلام، أكتفي بهذا القدر لأن المسلسل تشويقي ومثير، وبالتالي نترك للجمهور لذّة متابعته لاكتشاف الأحداث والشخصيات.

بدأ عرضه قبل شهر رمضان، هل هي وسيلة لجذب الجمهور قبل انطلاق المسلسلات الرمضانية الأخرى؟

طبعاً، إنها فكرة تسويق ذكيّة ليتعلّق الجمهور بالشخصيات، فيرصد المسلسل بعد انطلاق كمّ هائل من المسلسلات الرمضانية، ما يحول، بطبيعة الحال، دون متابعة الأعمال كافة.

 

استمرّ التصوير أشهراً طويلة، فما الصعوبات التي واجهت فريق العمل؟

أعتبره أكثر المسلسلات صعوبة في التنفيذ، ذلك أن الممثلين، في غالبيتهم، صوّروا، بشكل يومي، لاعتماد المخرج أسلوب تصوير المشاهد وفق مجريات النص، وليس تصويراً متقطعّاً للأماكن، ما انعكس مصداقية أكبر في الأداء، مع أنه تطلب تفرّغاً كاملا من الممثلين الذين عاشوا في أجواء من الضغط والتعب.

هل انعكس هذا التعب نتيجة فنية جميلة؟

لا يمكن الحكم من الحلقة الأولى، لكننا، في أثناء التصوير، شعرنا بأن النتيجة ستكون جميلة لأن العمل صُوّر بتأنٍ، وكان المنتج داعماً لمتطلبّات دقّة العمل،  فالتسرّع عدّو الفنّ، فيما التأني في التحضير والتنفيذ ينعكس دائماً نتيجة فنيّة جميلة.

رغم اتجاه غالبية المسلسلات نحو الحب وقضاياه، يطغى الغموض والتشويق على هذا المسلسل، هل يفرض الذوق العام على الكاتب مضمون نصّه، أم هذا الأخير يسيّر الذوق العام؟

من المتعارف عليه عالمياً أن خمسة مواضيع درامية تتكرر في الأعمال كافة وتختلف في طريقة معالجتها من بينها: الحب والخيانة والبطولة. في هذا المسلسل، لن يرى المشاهد قصص حب خارقة، إنما سيتم التطرّق إلى هذه المواضيع في سياق استعراض ذكريات الأبطال، وليس في الحدث اليومي الذي يرتكز على الخوف والانتظار وغموض هويّة القاتل.

ماذا بقي من شخصيات النسخة القديمة؟

لم تتغيّر الشخصيات إنمّا عولجت بطريقة مختلفة، بما أن لغة الزمن بين النسختين مختلفة. سنرى شخصيات عميقة وأخرى تعيش على هامش الزمن. لقد تصرّف الكاتب طوني شمعون بشخصيات آغاتا كريستي التي تنتمي، عادة، إلى الطبقة المخملية، مبسّطاً بعضها فكرياً، وبعضها الآخر مهنياً ومادياً.

تعوّل {أم تي في} على نجاح المسلسل اللبناني راصدة الإعلانات في حملة تسويق واسعة، هل زاد الرهان على الأعمال المحلية برأيك؟

ثمة عطش دائم عند اللبنانيين ليسمعوا لهجتهم الأم ويشاهدوا الممثلين اللبنانيين ويتابعوا القصص اللبنانية، وهذا أمر لن تلغيه الأعمال العربية، وينطبق المبدأ نفسه في مصر وسورية، لأن مواطني أي بلد يحبون متابعة أعمالهم المحلية أولاً. ولكن تسويق العمل المحلي أصعب من المطعمّ عربياً، من هنا ضرورة أن يدرك المنتجون والدولة والمحطات أهمية تسويق العمل المحلي الصرف وتبنّيه وتمويله، خصوصاً أن التذّرع بهوية الممثلين اللبنانيين لم يعد ممكناً، بعدما أصبح بعض الأسماء اللبنانية معروفاً عربياً ومطلوباً، ما يسهّل عملية التسويق. من جهة أخرى، أدعو الممثلين اللبنانيين إلى عدم التفرّغ للأعمال العربية المشتركة على حساب الأعمال المحلية بل التنويع بينهما.

أي شخصية تؤدين في مسلسل {اتهام}؟

أؤدي دور ليلى، امرأة لبنانية متزوجة من رجل أعمال مصري مهمّ، تمرّ علاقتهما بخضة كبيرة بسبب الغربة وعمل الزوج في الخارج، فتبقى ليلى مع بناتها في لبنان حيث يفضّلن العيش، فيما يأخذ الزوج ابنه ويرحل إلى مصر. يؤدي هذا الانفصال والتشرذم إلى إصابة ليلى بالكآبة خصوصاً بعد وقوع الطلاق، إلى أن يقرر الابن لمّ شمل العائلة، فتبدأ الأحداث مع زواج الوالدين مجدداً.

هل سيكون دورك محورياً؟

بالطبع، وأحد الأدوار الأساسية في المسلسل، وستكسب هذه الشخصية تعاطف الجمهور الذي سيحبها كثيراً.

من يشاركك هذا المحور؟

إنها تركيبة جميلة جداً، يؤدي الممثل المصري أحمد خليل دور زوجي، وحسن الرداد ابني وجوي خوري وكارمن بصيبص دور ابنتيّ، فادي ابراهيم دور شقيقي وصلاح تيزاني (أبو سليم) دور والدي.

  أديّت مراراً شخصيات من كتابة كلوديا مرشليان، فكيف ترين نصوصها الدرامية؟

مميزّة بابتكارها محاور عدّة في المسلسل، تكون كلها أساسية ومهمّة، ما يشجّع أي ممثل على المشاركة، لأنه يشعر بأن دوره، وإن كان ثانوياً، محبوك بجهد وله حيثيته الدرامية القويّة. فضلا عن أن شخصياتها متكاملة وثلاثية الأبعاد تحوي كل المقومات التي تسهّل أداء الممثل.

ما رأيك بما يحققه اللبنانيون على صعيد الدراما العربية المشتركة؟

نفتخر بذلك لأن هذا دليل إلى انكسار الحاجز بيننا وبين مصر. فعندما كنت أصور {مكان في القصر} مع المخرج عادل أديب، أعرب الأخير عن إعجابه بصورة فيليب أسمر وإخراجه في {جذور}. وعلمت من أسمر أنه تلقى عروضاً لإخراج أعمال مصرية، لذا أتمنى له التوفيق لأنه موهوب وينتظره مستقبل واعد. كذلك أتمنى أن ينطلق المخرجون والكتّاب اللبنانيون كلهم في الخارج.

عبّر حسن الرداد عن إعجابه بأدائك في إحدى المقابلات الصحافية، فما رأيك أنت بأدائه؟

يدخل حسن القلب من دون استئذان، عشقته منذ {ديو المشاهير} وعندما تعرّفت إليه شخصياً وجدته رائعاً كإنسان وأروع كممثل، لأنه محترف ومهنيّ وصادق في أدائه، فأحببته وشعرت كأنه ابني في الحقيقة، ما انعكس مشاهد مؤثرة وصادقة وحقيقية، لذا فرحت بتعاوننا معاً.

كيف تصفين الثنائية مع أحمد خليل؟

شكلنا حالة خاصة سيكتشفها المشاهد، وسيلحظ مشاعرنا الصادقة في الأداء. في الحقيقة، أحببت فريق العمل، وكان الاحترام متبادلا بيننا. أتذّكر كيف دأب أحمد على اخباري في الكواليس عن أهمية أمينة رزق في مصر واعتبارهم إياها رمزاً درامياً ومسرحياً مهماً. وبعد أحد المشاهد التي أديتها، بكى من شدة تأثره واصفاً إياي بـ{أمينة رزق لبنان}، ما حمّلني مسؤولية واعتبرها شهادة أعتزّ بها من أستاذ كبير.

ما رأيك بأداء ميريام فارس؟

منذ فيلمها {سيلينا} لمست أنها تتمتع بخامة تمثيلية، لا سيما أثناء تصوير مشاهدنا المشتركة. من الطبيعي أن تكسب مزيداً من الخبرة تدريجاً، لكن هذه المهنة صعبة لا تكفيها الخامة والموهبة، بل يجب صقلها في ورش عمل ودراسة لفهم المعنى الحقيقي للتمثيل. إذا أرادت الاستمرار في مجال التمثيل، فعليها عدم الاكتفاء بموهبتها ومتابعة دورات تدريبية متخصصة.

ما دمت تعيشين أدوارك بعمق، كيف فصلت بين العملين؟

تحضّرت فترة طويلة لأداء شخصية لورا في {عشرة عبيد صغار}، حتى تقمصّتها وصقلتها، لذا عندما بدأت التحضير لشخصية ليلى في {اتهام} كانت لورا موجودة في عمقي، ولم أجد صعوبة في الفصل بينهما معتمدة على مهنيتي وعلى الفاصل الزمني بين تصوير العملين.

في مقابل الحركة الدرامية والسينمائية المسرح في شبه غياب، لماذا؟

ثمة حركة مسرحية، إنما تهملها المحطات التلفزيونية التي لا تسوّق لها ولا تعرضها، وتكتفي بالمهرجانات، مع أنها كانت تولي أهمية للمسرح سابقاً. لذا نشعر بغياب المسرح لعدم التسويق له، وتشجيع جيل الشباب على مجالس النرجيلة والإنترنت والتفتيش عن الغرائز بدلا من الثقافة، للأسف.

ماذا تحضرين بعد رمضان؟

أقرأ نصين دراميين وثلاثة نصوص سينمائية ولم أقرر أياً منها سأقبل بعد.

دراما مشتركة

هل أصبح التنوع بين المحلي (اللبناني) وبين العربي ضرورة فنيّة؟

طبعاً، وأعزو ذلك إلى العروض التي أتلقاها للمشاركة في أعمال عربية، وهذا دليل نجاح يفرحني. من جهة أخرى، رغم أن المردود المادي في الأعمال المحلية محدود، إنما لا أتخلى عنها لأنني ممثلة لبنانية أولا وانطلقت منها، فضلا عن حرصي على قراءة الدور المعروض عليّ وحجمه والإضافة التي سيحققها إلى مسيرتي، ومكانتي فيه وصورتي كامرأة لبنانية في المسلسل العربي.

تقتصر أدوارك في الأعمال العربية على الزوجة والأمومة، لكنك قدمت صورة مغايرة في {عشرة عبيد صغار}، هل هذا مقصود؟

طبعاً، وهذا ما حفزّني على المشاركة فيه. برأيي يتحمّل الممثل بنفسه عملية إبقائه في قالب معيّن، وليس المنتج، لأنه من الضروري أن يدرك الممثل كيفية رسم مسيرته عبر اختيار أدواره. شخصياً، أرسم مسيرتي بنفسي لأنني لو أفسحت في المجال أمام المنتج لتسييرها، لكنت استمريت بالصورة النمطية نفسها منذ سنين، لأنه في كل مرة أؤدي دوراً ناجحاً تنهال عليّ العروض لتقديم شخصية مشابهة، وأنا أرفضها.

لو نُفّذت الأعمال المحلية بمستوى إنتاج الأعمال العربية، هل كنّا سنرى مستوى مغايراً؟

لم يتدخل المنتج مروان حداد في كيفية تنفيذ {عشرة عبيد صغار}، فجاء مستوى إنتاج هذا العمل مشابهاً لـ}اتهام} وليس أقل منه، وتوافرت التقنيات اللازمة للتصوير. في الحقيقة تكمن مشكلة الإنتاج اللبناني في انغلاق السوق العربية بوجهه، فلو بيع العمل اللبناني لمحطات عربية عدّة، لكان الوضع مختلفاً، خصوصاً أن اللبناني سخيّ وذوّاق في أموره الحياتية فكيف الحال بالنسبة إلى الأعمال الفنية؟

هل توافر الإنتاجات العربية عبر شاشاتنا يحفّز على تقديم أعمال محلية بإنتاج ضخم؟

طبعاً، ثمة منتجون واكبوا الإنتاجات العربية وآخرون لم يفعلوا بعد، ولكن من الضروري توافر المنافسة في القطاعات المهنية كلها، ومنها الفن ليتحوّل هذا القطاع إلى صناعة، إذ عندها سيرصد لها المنتج التمويل اللازم، فيرتفع المردود المادي ليستفيد ويسعى بالتالي إلى التطوير أكثر فأكثر.

back to top