في الوقت الذي يترقب المصريون، تنصيب قائد الجيش السابق المشير عبدالفتاح السيسي، رئيساً للبلاد، غداً استعادت الأذهان أجواء السباق الانتخابي، وما تخلله من حرب تصريحات بين السيسي صاحب رمز النجمة في الانتخابات ومنافسه الخاسر، القطب الناصري حمدين صباحي، صاحب رمز النسر، قبل أن ينتهي الصراع إلى حالة وئام مُعلن من الطرفين.

Ad

خلال فترة المنافسة الانتخابية اختلف تقييم السيسي وصباحي كل منهما للآخر باختلاف مراحل السباق، بدءاً من الهجوم اللاذع، مروراً بالسجال بين حملات دعمهما، قبل أن تصل إلى "نهاية سعيدة" رسمت ملامحها تصريحات عبّر كل منهما فيها عن تقديره للآخر.

صباحي نظر بعين الشك إلى قدرات السيسي بشأن إحلال الديمقراطية محملاً الأخير مسؤولية وقوع انتهاكات حقوقية شهدتها البلاد خلال الفترة الانتقالية التي تلت عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو 2013.

ورأى صباحي أن السيسي كان جزءاً من نظام مرسي، وفي الوقت الذي كان يعارض فيه صباحي جماعة "الإخوان" كان المشير يؤدي التحية لمرسي، كما اعتبر صباحي أن بعض أنصار السيسي هم رجال الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ودون ذكر اسم صباحي رد السيسي على تلك الانتقادات، قائلاً: "بغض النظر عمَنْ تحدث في الأمر، فإن الدولة لا تُقاد بهذه الطريقة"، وتابع: "وقتها كنت أمثل جزءاً من الدولة وكان الخيار أمامي، إن رفضت تأدية التحية، أن أستقيل وأفعل في الشارع ما أريده".

في المقابل، رأت حملة السيسي أن صباحي لم يخترع مبدأ "الانحياز إلى الفقراء"، حيث قال عضو الحملة حسام حازم في تصريحات له: "صباحي يتحدث عن بند الانحياز للفقراء، كأنه سجله لنفسه كبراءة اختراع، بينما الانحياز للفقراء يشغل بال الإنسانية منذ آلاف السنين".

ومع انتهاء الانتخابات تبدلت التصريحات المتبادلة، حيث هنأ صباحي منافسه الفائز، عبر اتصال هاتفي قال عنه المخرج خالد يوسف: "صباحي كلم السيسي، وقال له أتمنى لك التوفيق، ونحن معك"، بينما وجه السيسي الشكر علانية لصباحي في أول خطاب له بعد انتهاء الانتخابات، معتبراً أن صباحي "وفّر فرصة جادة للمنافسة الانتخابية".

من جانبه، وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أحمد عبدربه، التحول في لغة التصريحات المتبادلة بين السيسي وصباحي بـ"الأمور البروتوكولية"، وقال إنها لا تعبر عن تغير في المواقف.