أنقذوا حديقة البلدية!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
لاشك أن مَن أعد قرار تحويل حديقة البلدية إلى مواقف سيارات متعددة الأدوار هو مسؤول لا ينتمي إلى الفكر الحديث في تخطيط المدن والمعايير البيئية، لاسيما، على سبيل المثال، أن أحداثاً احتجاجية شعبية واسعة وقعت في مدينة إسطنبول على خلفية قرار إزالة منتزه عام لبناء مول تجاري، وهو ما يؤكد وعي الناس حول العالم بقضايا البيئة، لذلك فإن قرار إزالة حديقة البلدية يجب أن يُرفَض من المجلس البلدي والقيادات الحكومية المسؤولة عن الشؤون البلدية والمرافق العامة، ويستعاض عنه بالبحث عن مساحات جديدة لتحويلها إلى ميادين عامة مفتوحة تفصل بين المباني المتراصة، فضلاً عن إيجاد مواقع أخرى لاستحداث حدائق عامة، خاصة بعد أن تم تحويل الفراغ أو الساحة التي تتوسط المعهد القضائي ومبنى بلدية الكويت وبرج التحرير والتي كانت تمثل موقعاً فاصلاً ومفتوحاً بين الزحام في قلب العاصمة إلى مبنى ضخم للمكاتب الخاصة بالسادة أعضاء المجلس البلدي!***قضية الحاجة إلى مواقف للسيارات متعددة الطوابق، التي أصبحت بالعشرات داخل مدينة الكويت وفي قلب العاصمة، لن تنتهي، وسنحتاج إلى المزيد والمزيد منها، لاسيما أن أغلب أصحاب البنايات الجديدة الضخمة والعالية لا يلتزمون بتوفير مواقف سيارات كافية في السراديب ويستغلون تلك السراديب لاستخدامات أخرى أو لا ينشئونها من الأساس بسبب تكلفتها، وبلدية الكويت عاجزة عن إرغامهم على تنفيذ الاشتراطات الخاصة بمواقف السيارات، المهم أن عملية بناء المزيد ثم المزيد من تلك المواقف متتالية لن تنتهي ولن تجدي نفعاً، والحل هو إيجاد النقل الجماعي الحديث من الضواحي أو من أطراف العاصمة إلى وسطها، ومنع دخول كل المركبات إليها، وهو الأمر الذي يحتاج إلى مشروع مترو الكويت المعطل منذ عام 2004 في أدراج الحكومة بسبب مساومات المتنفذين وأسباب أخرى غير معلومة، وعليه وبسببه سندفع ثمن ذلك تلوثاً بيئياً وخسائر اقتصادية وإزالة الحدائق أو اللون الأخضر من وسط عاصمتنا.