لبنان: تفجير انتحاري مزدوج على تخوم «الضاحية الجنوبية»

نشر في 20-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-02-2014 | 00:01
No Image Caption
• «كتائب عبدالله عزام» تتبنى وتجدد مطالبها: انسحاب «حزب الله» من سورية وإطلاق سراح «الإسلاميين»
• المشنوق يتفقد الموقع برفقة صفا ويدعو إلى إقفال «معابر وبؤر الموت» في البقاع
• صواريخ من «النصرة» على البقاع
بعد أيام من إعلان حكومة لبنانية ائتلافية جديدة تضم حزب الله، ضربت كتائب «عبدالله عزام» مجددا أمس، مستهدفة المصالح الإيرانية، في عملية إرهابية ستشكل أول تحد أمام الحكومة الجديدة التي تضم أحزابا مناهضة لتدخل حزب الله في سورية.

 

وقع انفجاران انتحاريان استهدفا «المستشارية الثقافية الايرانية» في منطقة بئر حسن جنوب بيروت على تخوم الضاحية الجنوبية التي تعتبر معقلا لـ«حزب الله»، قرب السفارة الكويتية صباح أمس، أديا الى سقوط 6 قتلى وجرح أكثر من مئة شخص بينهم 11 طفلا.

وأكدت قيادة الجيش، في بيان أمس، أنه «بنتيجة الكشف الأولي للخبراء العسكريين المتخصصين على موقعي الانفجارين في منطقة بئر حسن، تبين أن الانفجار الأول ناجم عن كمية من المتفجرات وقذائف الهاون زنتها نحو 75 كلغ، موزعة داخل سيارة مرسيدس تحمل اللوحة رقم 121363/ز مزورة عائدة لسيارة نوع سيتروين مسجلة باسم المدعو سهيل ادوار عبدالله».

وقالت القيادة: «الانفجار الثاني ناجم عن كمية من المتفجرات وقذائف الهاون زنتها نحو 90 كلغ، موزعة داخل سيارة نوع ب.م x5 لون أسود تحمل اللوحة رقم 158298/ص، والتي كانت قد سرقت من طريق المطار ومعممة أوصافها سابقا، وتعود ملكيتها للمدعو محمد علي عيسى ومبيعة بموجب وكالة للمدعو مصطفى اسماعيل».

المشنوق

وشدد وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي واجه أمس أول تحد أمني منذ تعيينه، خلال تفقده موقع الانفجارين يرافقه رئيس لجنة الامن والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، على ان «الحكومة ستتخذ كل الاجراءات الجدية الامنية والسياسية لإنهاء الظاهرة المجرمة الانتحارية، واقفال معابر الموت».

وأضاف المشنوق: «هناك معابر لبنانية للسيارات المسروقة التي ترسل الى سورية وتفخخ، وعندما تدخل الى الاراضي اللبنانية هي مسؤوليتنا، وبالتالي على كل القوى السياسية التعاون لانهاء بؤر الموت الموجودة في مناطق البقاع في اكثر من منطقة، اهمها مناطق الحرامية والمزورين».

أبو فاعور

كما اعلن وزير الصحة وائل ابوفاعور ان «العدد الاجمالي للشهداء هو 6 شهداء، اضافة الى اشلاء يعتقد انها تعود الى الانتحاريين المفترضين او لعابري سبيل، والعدد الاجمالي للجرحى هو 103 بينهم 11 طفلا، كما اعلنت دار الأيتام التي تمتلك مبنى قرب الموقع المستهدف»، متمنيا على «وسائل الاعلام مراعاة مشاعر عائلات الجرحى والشهداء، اذ لا يعقل ان يسمعوا أسماء ضحاياهم في وسائل الاعلام».

«كتائب عبدالله عزام»

في السياق، تبنت كتائب عبدالله عزام، عبر حسابها على «تويتر»، التفجيرين الانتحاريين أمس، معلنة أن «سرايا الحسين بن علي هي التي قامت بالتفجير»، وأطلقت على العملية اسم «غزوة المستشارية الإيرانية في بيروت»، مشيرة إلى أنها «رد على قتال حزب إيران إلى جانب النظام المجرم في سورية وعلى استمرار اعتقال الشباب المسلم في سجون لبنان».

وأكدت الكتائب أنها «مستمرة في استهداف إيران وحزبها في لبنان بمراكزهم الأمنية والسياسية والعسكرية ليتحقق مطلبان عادلان، هما خروج عساكر حزب إيران من سورية وإطلاق سراح أسرانا من السجون اللبنانية». وتوجهت إلى أهل سورية بالقول إن «دماءكم دماؤنا، ولن يهنأ حزب إيران بأمن في لبنان حتى يعود لكم أمنكم في سورية».

سليمان

في موازاة ذلك، أجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان سلسلة اتصالات شملت الوزير المشنوق والسفيرين الكويتي عبدالعال القناعي والايراني غضنفر ركن ابادي والمسؤولين المعنيين، للاطلاع على ما توافر من معلومات عن عملية التفجير الارهابي، طالبا من الاجهزة العسكرية والامنية «زيادة التنسيق لكشف المحرضين والمرتكبين لوقف مسلسل الارهاب والموت الذي يستهدف لبنان واللبنانيين».

وإذ عزّى سليمان بالضحايا الذين سقطوا وتمنى الشفاء للجرحى، كرر الاشارة الى أنه «لا خلاص من هذا الاجرام الارهابي إلا بالتضامن الكامل في مواجهته مهما كانت المواقع والانتماءات السياسية، لأن الارهاب لا يميز بين المناطق والاديان بل يتبع عقيدة وحيدة هي القتل والتدمير».

إلى ذلك، شدد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على أنه «إذا كان الهدف من العملية الإرهابية توجيه رسالة الى اللبنانيين بأن لبنان لن يكون في منأى عن الإرهاب بعد تشكيل الحكومة، فإننا نؤكد اكثر من أي وقت آخر وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن وضرب الجهود القائمة لحماية الاستقرار».

وقال: «هذه مناسبة لتكرار الدعوة الى تحييد لبنان عن اتون النيران السورية، والى انسحاب حزب الله من القتال الدائر في سورية، والتزام مقررات الحوار الوطني في اعلان بعبدا».

طهران

كما اعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية افخم أن «إيران تدين بحزم هذا العمل الارهابي الذي يستهدف استقرار لبنان وامنه ووحدته»، واتهمت اسرائيل معتبرة انها «غير راضية على تشكيل حكومة جديدة تشارك فيها جميع الاطياف السياسية في لبنان».

وكان السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن أبادي دان تفجير بئر حسن، مشيرا الى «سقوط شهيد من القوى الامنية التي تقوم بحراسة المستشارية الثقافية الايرانية»، مؤكدا ان «البوصلة باتجاه فلسطين وكل الاعمال الإرهابية لن تغير توجهنا».

صواريخ على البقاع

وبعد يوم من سقوط 5 صواريخ من الجانب السوري داخل الأراضي اللبنانية، أعلنت جبهة النصرة أمس عن إطلاقها 4 صواريخ على منطقة البقاع، في وقت تتصاعد حركة نزوح السوريين من منطقة يبرود الى لبنان، هربا من العملية العسكرية التي تشنها قوات نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي حزب الله.

back to top