على عكس الأجواء التي سادت مساء أمس الأول عن تقدم مساعي التهدئة، بدأت إسرائيل هجوماً برياً على قطاع غزة ووسعت عملياتها العسكرية، وفي وقت توعدت «حماس» بالتصدي للهجوم الذي وصفته بالأحمق، طالب الرئيس الفلسطيني من حركة «الجهاد» إقناع «حماس» بقبول المبادرة المصرية.

Ad

نفذت إسرائيل وعيدها لحركة "حماس" بتوسيع العمليات العسكرية التي تشنها على قطاع غزة بسبب رفض الأخيرة لمبادرة مصرية لوقف إطلاق النار، وأعلنت إسرائيل شن عملية برية بعد عشرة أيام من القصف المتواصل على عدة مناطق ومدن في القطاع، ضمن عملية "الجرف الصامد" التي تقول إسرائيل إن الهدف منها تدمير البنية التحتية لـ"حماس" ووقف إطلاق الصواريخ من غزة.

وصعدت تل أبيب هجومها البري ليل الخميس - الجمعة فقصفت أهدافا بنيران المدفعية على امتداد الحدود الشرقية من بلدة رفح الجنوبية إلى شمال القطاع. واستخدمت الدبابات وقوات المشاة في قتال عناصر حركة "حماس" واستدعت 18 ألفا من جنود الاحتياط لدعم القوات النظامية إضافة إلى 30 ألف جندي قامت بتعبئتهم بالفعل.

وأضاء وهج النيران البرتقالي سماء شرق غزة فيما أطلقت زوارق إسرائيلية قبالة ساحل البحر المتوسط قذائف وطلقات مضيئة وأطلقت طائرات هليكوبتر النار عبر الحدود.

«حماس»

في المقابل، اعتبرت "حماس" أن الغزو البري الإسرائيلي لغزة "أحمق" وستكون له "عواقب مروعة"، وواصل نشطاء الحركة إطلاق صواريخ على إسرائيل باتجاه بلدتي أسدود وعسقلان.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 24 فلسطينيا قتلوا منذ شنت إسرائيل هجومها البري على القطاع الساحلي الذي يسكنه 1.8 مليون نسمة في ليلة هي الأسوأ منذ بدء الهجوم الإسرائيلي قبل 12 يوماً لترتفع حصيلة القتلى إلى 260 فلسطينياً معظمهم مدنيون و1700 جريح.

مقتل جندي إسرائيلي

من جهة أخرى، أعلنت إسرائيل أمس أن جنديا قتل وهو أول قتيل لها منذ بدء هجومها البري وأن جنديين آخرين أصيبا بجراح.

والجندي هو ثاني إسرائيلي يقتل بعد تسبب هجوم صاروخي في مقتل مدني قبل أيام.

نتنياهو يدافع

في غضون ذلك، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس عن قراره بتوسيع العمليات، قائلا إن الحكومة الأمنية المصغرة لجأت الى توسيع عملية الجرف الصامد بعد استنفاد كل الخيارات الأخرى.

وأضاف نتنياهو في كلمة له وبجواره وزير الدفاع موشيه يعالون أن "العملية جاءت بعد قبول إسرائيل لمبادرة وقف إطلاق النار ورفضتها حماس التي واصلت إطلاق الصواريخ"، موضحاً أن العملية هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الأنفاق التي تطلق منها الصواريخ.

وتابع أن الهدف من العملية هو الدفاع عن شعب إسرائيل وعودة الهدوء، متابعا أنه أعطى تعليمات بتوسيع نطاق العملية إذا دعت الضرورة إلى ذلك، مشيراً إلى أن هناك تفاهما دوليا للعملية الإسرائيلية.

وأسف نتنياهو لوقوع ضحايا مدنيين لكنه حمل "حماس" المسؤولية عن سقوط الضحايا قائلا إننا "نعمل ضد أهداف إرهابية".

من جانبه، قال يعالون إن العملية محدودة لكنها لن تتوقف حتى عودة الأمن لشعب إسرائيل، مضيفاً أن هناك احتمالات لتوسيع رقعة العملية.

وفي السياق، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إن هناك "نوعية جديدة" من الأسلحة تستخدمها حركة "حماس" ضد إسرائيل مضيفة أن "على الجانبين أن يتقبلا تنازلات مؤلمة إلا أننا نقف إلى جانب إسرائيل عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن النفس".

عباس يصر

من جانبه، واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس محادثاته في القاهرة من أجل احتواء الأزمة ووقف إطلاق النار، واجتمع عباس مع نائب الأمين العام لحركة "الجهاد" الإسلامي زياد النخالة لبحث التطورات، فيما ابدى عدم ممانعته اللقاء برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل على أساس المبادرة المصرية.

وقال عباس في لقاء مع عدد من الصحافيين والإعلاميين والمثقفين المصريين ونقلته أمس وكالة أنباء الشرق الأوسط انه وجد نوعا من التجاوب من "الجهاد" وطلب منها أن تقنع "حماس" بتأييد المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ووقف القصف والتدمير المستمر حتى اللحظة.

وأضاف أن لقاءه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء أمس الأول كان مهما وتم خلاله بحث تفاصيل المبادرة، مطالبا إسرائيل بوقف العملية العسكرية البرية حتى لا تعقد الأمور.

وأوضح عباس أنه سيغادر القاهرة إلى تركيا، ومنها إلى البحرين ثم قطر من أجل العمل على وقف العدوان "ولنتمكن من حقن الدم الفلسطيني".

وحول مطالب "حماس" بضرورة فتح معبر رفح البري الحدودي قال عباس إن فتح المعبر سيكون على أساس اتفاقية 2005 وليس لمصر أي دور في فتحه أو إغلاقه لأنها ليست طرفا في الاتفاقية وإذا وافقت "حماس" على تنفيذ الاتفاقية سيتم فتحه وستديره السلطة الفلسطينية.

وفيما يتعلق بمطالب "حماس" بشأن ضرورة دفع الرواتب إلى الموظفين التي عينتهم الحركة في غزة قال عباس إن السلطة ليس لديها الأموال الكافية لذلك، موضحاً أنه "حتى إذا قامت أي جهة أو دولة بالتعهد بدفع هذه الرواتب فلن نستطيع إيصاله إلى بنوك غزة بسبب رفض الولايات المتحدة التي تتحكم في النظام المالي العالمي وتحويل هذه الأموال".

وردا على سؤال حول إمكانية لقائه رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل في جولته الحالية أوضح عباس أنه لا يمانع عقد مثل هذا اللقاء لكن يجب أن يكون منصبا على المبادرة المصرية وسبل تنفيذها.

وأكد عدم الموافقة على طرح أي مبادرة أخرى، مشددا على تمسكه بالمبادرة المصرية كأساس للحل، مشددا على عدم قبول أي تعديل أو إضافة لهذه المبادرة التي تنص على وقف فوري لإطلاق النار أولا ثم البدء في المفاوضات.

وفي السياق، طلبت تركيا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بسبب الهجوم الإسرائيلي الذي أدانته أنقرة، وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول هذه الخطوة.