شعار حملة... وأمة

نشر في 24-05-2014
آخر تحديث 24-05-2014 | 00:01
 عبداللطيف المناوي من الظواهر التي لاحظناها سنوات طويلة اختفاء تحية العلم. أذكر عندما كان يرتفع صوت أحد التلاميذ من زملائنا صارخاً بصوته الرفيع، متقمصاً إحساساً بالرجولة يسعى لأن يصل إليه سريعاً، وهو يشعر أنه إحساس يليق بمقام ندائه "تحيا جمهورية مصر العربية"، ونرددها وراءه أولاداً وبناتٍ. كان البعض يصرخ بأعلى صوته حتى تنفر عروقه، وهو يكرر النداء بمزيج من الفطرة والحماسة والطفولة التي تحاول تقمص حالة نضج، ولو لحظات.

مرت السنون وتراجعت هذه الظاهرة عن حياة أولادنا بعد أن كبرنا وأصبح لنا أولاد، مثل أمور كثيرة من حياتنا تراجعت قيمة النداء وحل محلها حالة من الاسترخاء العام، الذي هو انعكاس لحالة مجتمعية.

لم يقف الأمر عند التخلي في معظم المدارس عن نداء "تحيا جمهورية مصر العربية"، بل تجاوز إلى حدود استبدال هذه التحية بنداءات أخرى لا ترتبط بالوطن ولا تقوي نسيجه، حل محلها نداءات تعزز الطائفية ونداءات أخرى دينية، وفي الحدود الدنيا نداءات وشعارات تؤكد التجاهل لحضور الوطن في طابور الصباح.

أظن أن اختيار حملة المرشح عبدالفتاح السيسي لشعار "تحيا مصر"، هو أكثر الاختيارات توفيقاً وصدقاً وذكاءً، فالشعار ليس شعار حملة فحسب، لكنه تحول بحق إلى شعار أمة، إلى رغبة أبناء وطن في التحرك نحو إنقاذ هذا الوطن من سقوط يبدو حتمياً لولا تحرك الجموع لتنفيذ عملية الإنقاذ، من الخطأ التعامل مع هذه الحالة بشكل سلبي من أي طرف، حتى لو كان معارضاً لاختيار السيسي رئيساً.

قد يكون أهم ما يميز هذا المرشح هو تلك القدرة على جمع شتات أبناء الوطن خلف هدف رئيسي هو إنقاذه، ولذلك فإن من أهم ما أتوقعه هو أن الجميع بمن فيهم المعترضون، سوف يصطفون في عملية الإنقاذ، فالاختلاف على هذا المرشح ليس اختلافاً جوهرياً والرفض ليس رفضاً قاطعاً، لكنه اختلاف ورفض أراه ثانوياً وليس جوهرياً، ولذلك فإنه بمجرد نهاية الانتخابات أتوقع أن ينضم إليه المعترضون.

وقد تكون هذه الحالة التي تعيشها مصر مناسبة تماماً لإعادة الاعتبار لمفهوم التحية تحية الوطن، المتوقع الآن أن تعود جميع المدارس لتؤكد احترامها لمفهوم تحية العلم، وأن يعود التأكيد مرة أخرى على قدسية احترام وتقدير علم الوطن.

نتمنى أن يعود العلم والتحية إلى كل المدارس والساحات التي تربي أبناء هذا الوطن ليأتي جيل جديد يعلي قيمة الوطن والمواطنة، وأن يرفرف على المؤسسات الحكومية والخاصة والمنشآت التعليمية علم مصر بشكل يليق بوطن ينبغي أن يولد وينطلق من جديد "وتحيا مصر".

back to top