بعد ساعات من إعلان الداعية السعودي عبدالله المحيسني فشل وساطته بين تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية «(داعش) و»جبهة النصرة لأهل الشام»، قالت «القيادة العامة» لتنظيم «القاعدة» في بيان منسوب إليها نشر على الانترنت أمس إنه لا صلة لها بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

Ad

وجاء في البيان الذي نقلته مؤسسة «سايت» المتخصصة في رصد المواقع الإسلامية: «تعلن جماعة قاعدة الجهاد أنها لا صلة لها بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، فلم تخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها ولم تستشر، ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها»، وأضاف البيان أن «الدولة الإسلامية ليست فرعا من جماعة قاعدة الجهاد، ولا تربطها بها علاقة تنظيمية، وليست الجماعة مسؤولة عن تصرفاتها».

وشدد بيان «القاعدة» على «البراءة من أي تصرف ينشأ عنه ظلم ينال مجاهدا أو مسلما أو غير مسلم»، مشيرا بشكل خاص الى البراءة «من الفتنة التي تحدث في الشام بين فصائل المجاهدين ومن الدماء المحرمة التي سفكت فيها من أي طرف كان».

ودعا البيان «كل ذي عقل ودين وحرص على الجهاد أن يسعى جاهدا في إطفاء الفتنة بالعمل على الإيقاف الفوري للقتال ثم السعي في حل النزاعات بالتحاكم إلى هيئات قضائية شرعية للفصل فيما شجر بين المجاهدين».

حصيلة

وقتل 1747 شخصا في شهر من المعارك في سورية بين «داعش» ومقاتلين من كتائب المعارضة السورية بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. وكان المرصد السوري أفاد أمس الأول بأن انتحاريا من «داعش» فجر نفسه في سجن بلدة الراعي شمال محافظة حلب والذي يشكل مقرا لفصائل «الجيش الحر»، بعدما حضر إليه للتفاوض من أجل تنفيذ هدنة بين الجانبين، مؤكداً أن الهجوم أوقع ستة عشر قتيلا، بينهم قادة في «الجيش الحر».

وأفادت وكالة أنباء الأناضول أمس أن أربعة قادة تركمان في المعارضة السورية قتلوا في هجوم انتحاري تبناه «داعش» في بلدة شوبان بيه التابعة لمحافظة حلب التي تقطنها غالبية تركمانية والواقعة على الحدود السورية التركية.

غارات البراميل

الى ذلك، استمرت الطائرات العسكرية السورية بقصفها الجوي «العنيف» بالبراميل المتفجرة على أحياء حلب التي تخضع لسيطرة المعارضة، واتسعت الغارات لتصل إلى مناطق في ريف حماة بعد تقدم حققته المعارضة المسلحة هناك، كما تعرضت عدة مناطق في ريف دمشق ومنها داريا لغارات مماثلة.

وكان المرصد السوري أعلن عن مقتل 26 شخصاً في غارات بالبراميل على حلب أمس لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ يوم السبت الماضي إلى 149 قتيلاً.

هدنة

في سياق آخر، أعلن مقاتلون معارضون أمس التوصل الى اتفاق مرحلي يقضي بوقف إطلاق النار وادخال مواد إغاثية الى بلدة ببيلا بريف دمشق، التي شهدت عمليات عسكرية وأحداثا وحصارا محكما منذ أشهر.

ونص الاتفاق الذي عقد بين كتائب المعارضة والحرس الجمهوري الموالي للنظام على الوقف الفوري لاطلاق النار، وانسحاب الجيش من المواقع والمناطق التي يتمركز فيها ضمن البلدة، والافراج عن المعتقلين لدى المعارضة، وإدخال المواد الاغاثية والطبية الى البلدة، وفتح الطرق بشكل دائم، بإلإضافة الى إخراج الجرحى واصحاب الحالات المرضية الخطيرة لعلاجهم خارج المنطقة، واصلاح البنى التحتية، وإعادة الخدمات الرئيسية للبلدة.

«مؤتمر روما»

وعقد أمس في روما مؤتمر لبحث الوضع الإنساني في سورية في العاصمة الايطالية روما بحضور مساعدة الامين العام للامم المتحدة فاليري اموس والمفوضة الاوروبية للمساعدات الانسانية كريستالينا جورجييفا.

 واعتبرت وزيرة خارجية ايطاليا ايما بونينو أن المجموعة الدولية «فشلت الى حد كبير» على الصعيد الانساني في سورية، واصفة الأزمة في هذا البلد بـ»أسوأ مأساة» في عصرنا. ولاحقا اختتم الاجتماع بمجموعة من التوصيات والتمنيات.

«التنسيق»

سياسياً، أعلن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي المعارضة في سورية حسن عبدالعظيم أن مسألة توجيه دعوة رسمية للهيئة من الامم المتحدة للمشاركة في الجولة القادمة من مؤتمر «جنيف 2 «سيظهر قريبا جدا بعد عودة مدير مكتب المبعوث العربي الاممي لسورية مختار لماني الى دمشق.

وأشار عبدالعظيم الى إمكانية مشاركة الهيئة مع مواصلة المطالب بتوسيع وفد المعارضة خلال جولات التفاوض، مشددا على اهمية عامل الوقت ونجاح المؤتمر بسرعة من خلال اتخاذ القرارات الملحة لانقاذ سورية ووقف القتال.

العربي

وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس إلى ان «الشعب السوري لم يشعر بأي تغيير على الأرض بعد انعقاد مؤتمر جنيف 2»، لافتاً إلى ان «الهدف من انعقاد مؤتمر جنيف 2 هو إيقاف الصراع المسلح الدائر في سورية، والذي لا يدفع فاتورته وثمنه إلا الشعب السوري الذي أصبح يشكل أزمة كبيرة بسبب إرتفاع أعداد اللاجئين بالدول العربية والأوروبية، ولكن العمليات العسكرية على الأرض لم تقف بل إنها زادت»، مؤكداً أن «الهدف من جنيف 2 لم يتحقق».

وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر الجامعة العربية في القاهرة، رأى ان «مشاركة ممثل النظام السوري في المؤتمر وأشخاص من المعارضة السورية هو انتصار للمعارضة».