وسط ضغوط غير مسبوقة وآمال عريضة في وقف طبول الحرب، تلتقي إيران والقوى الكبرى مجدداً غداً في جنيف سعياً للتوصل إلى اتفاق يبدو أقرب من أي وقت مضى بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

Ad

ويحاط هذا الاجتماع الثالث خلال خمسة أسابيع بضغط هائل على قدر التحديات، فمن شأن أي فشل جديد في المفاوضات أن يعزز موقف معارضي الاتفاق بين القوى الكبرى وإيران في كلا الجانبين.

ففي الأسبوع الماضي، تبددت الآمال بالاتفاق الموعود بعد ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة، وذلك بسبب تحفظات أبدتها فرنسا. 

ويواجه الرئيس الايراني حسن روحاني، الذي أعطى توليه مهامه الرئاسية في أغسطس الماضي زخماً للمفاوضات، إمكان خسارة دعم المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي إن لم تثمر مساعيه لإقناع الغرب بصدق نوايا بلاده.

كذلك من شأن عدم التوصل الى اتفاق أو بلوغ اتفاق يعتبر أنه شديد التساهل مع إيران، ان يعقد مهمة الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي يسعى إلى ثني الكونغرس عن تشديد العقوبات ضد طهران. وإسرائيل التي تشدد على ضرورة عدم استبعاد احتمال مهاجمة المنشآت الإيرانية، تتهم طهران باستخدام المفاوضات كذريعة لكسب الوقت في انتظار تعزيز قدراتها النووية. كذلك يبرز بين أسباب القلق الاخرى مفاعل أراك الذي تواصل إيران انشاءه والمصمم أساساً لتوفير البلوتونيوم بدرجة عالية كفيلة بتصنيع القنبلة النووية.

والهدف من محادثات هذا الاسبوع التوصل الى تفاهم «موقت». وفي حال تم، ستتوقف ايران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وستقلص حجم مخزونها منه، وستوقف أعمال الانشاء في مفاعل أراك، وتحصل في المقابل على تخفيف أول للعقوبات.

وخلال هذه المرحلة الأولى التي تستمر بضعة أشهر، سيتم التفاوض على اتفاق نهائي يتم على إثره تقليص حجم البرنامج النووي الايراني بشكل دائم وإلغاء العقوبات.

وغداة الشروط الأربعة التي حددها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في اليوم الأول من زيارته لاسرائيل للتوصل الى اتفاق انتقالي بين القوى العظمى وإيران، «الأول: وضع كامل المنشآت النووية الايرانية تحت رقابة دولية والثاني: تعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%. والشرط الثالث: خفض المخزون الموجود حاليا. وأخيراً وقف بناء مفاعل اراك»، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، ظهور «فرصة حقيقية لحلّ هذه المشكلة التي عمرها عدة سنوات».

بدوره، حذر روحاني من «المطالب المبالغ فيها». وقال في المكالمة إن «تقدماً جيداً تحقق أثناء المفاوضات الأخيرة (في جنيف)، لكن يتعين أن يكون في أذهان الجميع أن المطالب المبالغ فيها يمكن أن تعقد المسار نحو اتفاق مفيد للجميع».

إلى ذلك، أعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي المنتهية ولايته، يعقوب عميدرور، أن بلاده تملك قدرات أكثر بكثير من الولايات المتحدة، ومستعدة لضرب إيران بمفردها ومنعها من تنفيذ طموحاتها النووية فترة طويلة جداً، كاشفاً أن المقاتلات الاسرائيلية «أجرت مناورات على العمليات البعيدة المدى في جميع أنحاء العالم كجزء من الاستعدادات لمواجهة عسكرية محتملة مع إيران».

في المقابل، وبينما أعلن أمين اللجنة الطلابية لحفظ وتطوير الإنجازات النووية الإيرانية، مهدي زينالو أمس أنه سيتم تشكيل سلسلة بشرية حول موقع «فردو» النووي اليوم تحت شعار»فردو قلبنا»،  كشفت إيران أمس عن طائرة بلا طيار يمكن تجهيزها بالصواريخ، معلنة أن مدى عملها يبلغ 2000 كيلومتر. 

وقدمت طائرة «فطرس»، التي يمكنها التحليق على ارتفاع 25 ألف قدم مدة تتراوح بين 16 و30 ساعة، على أنها الطائرة بلا طيار الأبعد مدى بين تلك التي بنتها إيران حتى الآن. وهذا المدى يسمح لها ببلوغ اسرائيل التي تقع على بعد ألف كلم من عدوتها اللدودة.

(طهران، جنيف- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)