كان حلم جاكسون أن يكون ابنه قساً شهيراً يكسر قاعدة كون معظم رجال الدين المسيحي من البيض في الولايات المتحدة، لهذا كان حريصاً على اصطحاب ابنه إلى الكنيسة كل يوم أحد وجمعة، أما الابن شيرمان فقد كان شغوفا بالقراءة ويتمنى أن يكون مدرساً في علم مقارنة الأديان لهذا بدأ وهو في المدرسة الثانوية القراءة في كل الكتب المترجمة التي تتناول الأديان السماوية الثلاثة. يقول شيرمان أو عبدالحكيم كما يحب أن يناديه الناس إنه ظل يقرأ في علم مقارنة الأديان حتى سماه زملاؤه مفترس الكتب وظل كذلك حتى دخل الجامعة وتحديداً كلية الدراسات الإنسانية وهنا بدأ يتعمق في دراسة كتب الأديان السماوية حتى تم اختياره من قبل أحد أساتذته لعمل بحث عن الدين الإسلامي ووجهه هذا الأستاذ لإدانة الإسلام في بحثه وبقوة، وهنا فكر شيرمان في أن يأتي بأدلة من كتاب المسلمين وهو القرآن ليدينهم بكتابهم نفسه ولهذا استعار نسخة مترجمة من القرآن الكريم.

Ad

يتابع: ظللت لمدة يوم كامل أقرأ في الترجمة وفي كل مرة أقرر الانتهاء أجد نفسي أعود فأفتح القرآن واستمر من جديد حتى وصلت لقوله تعالى في سورة تبارك: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (الملك: 1)، ولا أعلم لماذا شعرت وقتها أنني أقف أمام حياتي الماضية كلها وارتجف جسدي بالكامل واستعاد ذهني كل القصور الذي تحمله الديانتان المسيحية واليهودية وشعرت أنني أمام كتاب سماوي يحتوي على تعاليم وقيم ليست من صنع البشر وأن الإسلام ليس كما يروج له البعض مجرد تعاليم نظرية صماء تسير على غير بصيرة وعلى هامش الحياة، إنما هو يدعو إلى نظام تطبيقي يصبغ حياة البشر، وقوانين الإسلام ليست بالتعاليم الجبرية التي تحتجز الحريات الشخصية، لكنها توجيهات وإرشادات تؤدي إلى حرية فردية منظمة.

يضيف شيرمان: قررت الاستزادة من الإسلام فذهبت إلى المركز الإسلامي الكبير في الولاية التي أقيم فيها وظللت أستمع لدروس الدعاة هناك حتى ترسخ في يقيني أن الإسلام هو الدين الحق وهنا قررت أن أعتنق الإسلام عن قناعة كاملة وبدلاً من أن أصبح قساً أو مدرساً يطعن في الإسلام، أحاول اليوم تبصير الأميركيين بحقيقة الإسلام ذلك الدين الوسطي السمح والحمد لله فقد أسلم على يدي الكثيرون.