نيويورك تتحول من زيت التدفئة إلى الغاز الصخري

نشر في 27-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 27-10-2013 | 00:01
No Image Caption
ارتفع إنتاج الغاز في شمال شرقي الولايات المتحدة أكثر من 500 في المئة منذ 2005، ويستخدم نحو 29 في المئة من المساكن في ولاية نيويورك الزيت للتدفئة، مقارنة بالمتوسط الأميركي البالغ 6 في المئة.
منطقة تعليب اللحوم في نيويورك، أصبحت ملتقى للزوار في العقد الماضي، وموطناً للبنوك الخاصة والفنادق ومنتزه هاي لاين المرتفع المشهور. 

وفي 1 نوفمبر ستصبح المنطقة وجهةً من نوع مختلف، إذ ستكون هذه المنطقة المحطة النهائية لأول خط أنابيب رئيس ناقل للغاز الطبيعي في المدينة منذ 40 عاماً، والتي ستقع جنباً إلى جنب مع متحف الفن، الذي يجري إنشاؤه حالياً من تصميم رينزو بيانو. 

ويبين خط الأنابيب كيف أن طفرة التكسير في المناطق الريفية في الولايات المتحدة تعمل على تغيير وجه أكبر مناطق المدن. ويستخدَم زيت التدفئة في نيويورك على نطاق واسع للغاية، إلى درجة أن صفقات العقود الآجلة للوقود تتم تسويتها في الخزانات المصطفة في مينائها، لكن هناك أوضاعا بيئية وسوقية تفرض على المدينة أن تتحول إلى الغاز. 

 

تحسين نوعية الهواء

 

مايكل بلومبيرغ، عمدة نيويورك وضع الغاز على رأس أولوياته، في مسعى منه لتحسين نوعية الهواء. وعلى بعد بضع مئات من الأميال إلى الغرب، توجد لدى حقل مارسليوس للغاز الصخري في بنسلفانيا أسرع الإمدادات نمواً في الولايات المتحدة، مما يدفع بالأسعار إلى الأدنى نسبة إلى الزيت. 

وكلَّف خط الأنابيب 1.2 مليار دولار، وهو من تنفيذ شركة سبيكترا إنيرجي من هيوستن، وسينقل 800 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً من بنسلفانيا ومن مناطق أخرى عبر نهر هدسون إلى مانهاتن، وهي كمية تكفي لتدفئة مليوني مسكن. 

وقال رجل حامل للعلَم يوجه حركة المرور في الوقت الذي كان فيه العاملون يطلون الأنبوب بأكياس حارة من المادة العازلة، عند محطة النهاية في الأسبوع الماضي: «المستقبل هو الغاز. كثير من الناس ينتقلون من الزيت إلى الغاز». 

وهناك شركة أخرى، وهي شركة وليامز اقترحت تمديد خط جديد من خطها القائم ترانسكو إلى داخل بروكلين. وتسعى شركتا ليبرتي ناتشرال جاز وهونيغ إل إن جي النرويجية، الى إنشاء ميناء للغاز الطبيعي المسال في المنطقة المغمورة لتسليم كميات عن طريق البحر، أثناء فترات البرد الشديد. 

 

التحول إلى الغاز

 

وحددت إدارة بلومبيرغ ملامح «حاجة ماسة للمزيد من طاقة الغاز الطبيعي الإضافية» في خطتها للمدينة. وقد حظرت المدينة حرق زيت الوقود الثقيل، المعروف باسم: «رقم 6» بعد 2015، ما دفع بكثير من أصحاب المساكن إلى التحول إلى الغاز. 

وتنص الخطة على أنه «حيث إن أسعار الغاز عند مستويات دنيا تاريخية، ومن المتوقع أن تظل متدنية دون أسعار الزيت لفترة طويلة، فإن مُلاَّك المباني أمامهم فرصة فريدة لتحديث أنظمة التدفئة، وفي الوقت نفسه توليد عائد على استثماراتهم». 

ويأتي التعطش الذي تشعر به نيويورك للغاز في الوقت الذي توازن فيه حكومة الولاية ما إذا كان من المناسب رفع الحظر عن التكسير الهيدروليكي، الذي يقول النقاد إنه يهدد بتلويث إمدادات المياه وتسريب الميثان. 

وحتى دون مساهمات من ولاية نيويورك، فإن إنتاج الغاز في شمال شرقي الولايات المتحدة ارتفع أكثر من 500 في المئة منذ 2005، في الوقت الذي يزداد فيه التكسير في حقل مارسيلوس، وفقاً لشركة بينتيك للطاقة، وبالتالي أصبح الخط الجديد طرفاً في جدالات أوسع حول التكسير. ويقدر مكتبٌ استشاري في المدينة أن حقول الشمال الشرقي ستزود مدينة نيويورك بـ90 في المئة من احتياجاتها من الغاز بحلول 2030، من 13 في المئة فحسب، في 2005. 

وكتب «مشروع سين للطاقة»، وهي مجموعة تشكلت لمعارضة خط الأنابيب، في رسالة إلى الأجهزة التنظيمية الفدرالية في السنة الماضية: «هذه معادلة بسيطة للغاية. كلما ازداد عدد المباني التي تتحول إلى التدفئة بالغاز، سيحدث المزيد من التكسير». 

 

سعر أفضل للغاز

 

ويشار إلى أن هناك نحو 29 في المئة من المساكن في ولاية نيويورك تستخدم الزيت للتدفئة، مقارنة بالمتوسط الأميركي البالغ 6 في المئة، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة، لكن الزيت كان يخسر حصته أمام الغاز، الذي يباع مقابل خصم يصل إلى 65 في المئة لكل وحدة حرارية، وفقاً لشركة المنافع كون إديسون في نيويورك. 

وقال جون مانيسكالكو، من رابطة التدفئة بالزيت في نيويورك: «من الواضح أن الأمر صعب، لأننا في أسواق تنافسية. في الوقت الحاضر، يتمتع الغاز الطبيعي بالسعر الأفضل». 

وأضاف في معرض إشارته إلى مشاريع تصدير الغاز الطبيعي المسال التي وافقت عليها إدارة أوباما في الفترة الأخيرة: «لكن لا يخطر على بالك أن هذا الوضع سيظل إلى الأبد. حين يبدأون بتصدير الغاز الطبيعي، فسوف ترى انقلاباً تاما». 

بالنسبة الى صناديق التحوط والبنوك والتجار المشاركين في أسواق الغاز بالجملة، فإن وصول خطوط أنابيب جديدة يهدد تجارتهم المتخصصة المجزية. من الناحية التقليدية كان مركز السوق المسمى «منطقة ترانسكو رقم 6» عند طرف نيويورك يتسم بالتقلب، حيث ارتفعت الأسعار الفورية في أحد الأيام في يناير الماضي بنسبة 1000 في المئة عن السعر القياسي للغاز. 

وقال تنفيذي كبير في إحدى شركات تداولات الطاقة: «لن يكون الوضع متطرفاً كما كان في الماضي، بسبب الإمدادات الجديدة».

(فايننشال تايمز)

back to top