سكان دمشق يستعيدون بعضاً من مظاهر الحياة الطبيعية

نشر في 19-07-2014 | 16:01
آخر تحديث 19-07-2014 | 16:01
No Image Caption
يذهب زكريا أورشي للقاء أصدقائه كل مساء في أحد مقاهي دمشق، وهي المرة الأولى منذ بدء النزاع السوري قبل ثلاثة أعوام، يتمكن فيها سكان العاصمة السورية من الاستمتاع بامسيات شهر رمضان رغم اعمال العنف في محيطها.

ويجتمع هذا الاربعيني النحيل والطويل القامة مع رفاقة "لتجاذب اطراف الحديث وتدخين النرجيلة حتى وقت متاخر من الليل، خلافا لشهر رمضان الماضي حيث كنا نسرع للتحصن في منازلنا" عند غروب الشمس.

واستعاد الدمشقيون عادة ارتياد المقاهي في شهر الصوم لتمضية امسيات طويلة على الرغم من استمرار اعمال العنف على اطراف العاصمة.

وقامت السلطات باعادة فتح طرق كانت قد اغلقتها منذ صيف العام 2012 لقربها من المباني الحكومية، للدلالة على انفراج امني تشهده دمشق.

واشار زكريا الى ان "اصوات المدفعية تبدو بعيدة، كما تراجع عدد قذائف الهاون التي تسقط على دمشق"، والتي يرجح ان مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة في محيط دمشق.

ويعج مقهى "ستيد" الشهير الواقع في حي القصاع (شرق) بمرتاديه.

ويقول مدير المقهى غسان الحلبي "خلال مباريات المونديال (كأس العالم  لكرة القدم التي اختتمت الاحد) لم يكن هناك أي طاولة شاغرة" في المقهى حيث نصبت ثلاث شاشات تلفزيونية الى جانب صورة الرئيس بشار الاسد.

واوضح ان "العدد انحسر" في الايام الماضية بعيد سقوط بعض القذائف على دمشق. الا انه متمسك "بالتفاؤل لان العام الماضي كان اكثر سوءا".

في فندق داما روز الواقع في حي أبو رمانة الراقي وسط دمشق "المطاعم محجوزة بالكامل كل مساء، والمسبح لا يخلو ايام عطلة نهاية الاسبوع"، بحسب المسؤولة في الفندق ديما دمر.

وتشير دمر الى ان مراسم الزفاف العديدة هذا الصيف "باتت تقام في المساء وتستمر لغاية الساعة الثانية فجرا"، بعدما كانت في الاوقات السابقة تقام حصرا بين الساعة الرابعة عصرا والسابعة مساء.

ويعرب سائق سيارة الاجرة وائل شرابي عن "ارتياحه" في هذه الايام، قائلا "لم اعد اشعر بالخوف... لم تعد القذائف تسقط في دمشق منذ نحو شهر".

ويرى شرابي ان الامور "في تحسن". ويروي مبتسما انه في العام الماضي "كنت اعمل (من الصباح) حتى بعد الظهر ثم اعود الى منزلي (بسبب الاوضاع الامنية)، لكنني بالامس اقليت اشخاصا عند الثانية فجرا".

وباستثناء معارك في بعض الاحياء على اطرافها وسقوط قذائف هاون، بقيت دمشق، المدينة الشديدة التحصين والتي تعد نقطة ارتكاز نظام الرئيس الاسد، في منأى عن اعمال العنف التي شهدتها البلاد منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس 2011، والتي تحولت الى نزاع دام اودى بحياة اكثر من 170 الف شخص.

الا ان العاصمة تشهد باستمرار سقوط قذائف هاون مصدرها معاقل مقاتلي المعارضة في ريف دمشق، والتي تقوم القوات النظامية بقصفها بالطيران والمدفعية، وتسعى منذ اشهر الى السيطرة عليها.

وسقط مساء الثلاثاء وابل من قذائف الهاون على ساحة العباسيين المجاورة لحي جوبر في شرق دمشق، الذي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منه، ويشهد قصفا ومعارك بشكل يومي.

كما سقط الاربعاء عدد من قذائف الهاون وسط العاصمة اسفر عن مقتل اربعة اشخاص بحسب الاعلام الرسمي، وذلك اثر خطاب القسم الذي القاه الرئيس السوري بشار الاسد في القصر الرئاسي امام 1300 مدعو.

واعيد انتخاب الاسد في الثالث من يونيو لولاية رئاسية ثالثة من سبع سنوات، في انتخابات اعتبرها الغرب والمعارضة السورية "مهزلة".

ويرى مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "هذا الهدوء هش. لقد تراجع عدد قذائف الهاون حقا لكن اعادة فتح الطرق امام حركة السير وازالة الحواجز لا تعني شيئا"، مشيرا الى ان "الواقع في واد اخر".

ورأى ان "النظام يحاول ان يجد تسويات باجراء مصالحات (مع مقاتلي المعارضة) من اجل رفع معنويات (الشعب) والايهام بانه يمسك بزمام الامور".

لكن العديد من سكان دمشق لا يعتقدون ان الهدوء النسبي السائد حاليا في العاصمة، قد يستمر ليصبح نمطا دائما.

ويبدو نبيل (50 عاما)، وهو جالس في متجره لبيع المفروشات الخالي من اي زوار، قليل

التفاؤل رغم اقراره بتراجع وتيرة اصوات القصف المدفعي.

ويقوم "لا ندري ماذا سيحصل غدا فالازمة لن تنتهي ولا حتى بعد عشر سنوات"، متحدثا

عن "الدمار والبطالة والمتسولين الذين يملأون الشوارع".

back to top