فرقة التلفزيون... ذاكرة التراث الشعبي الوطني (1-3) قدمت ألحاناً فلكلورية من تطوير الفنان غنام الديكان
تعتبر الفنون الشعبية أحد أبرز المقومات التي تدخل في تشكيل الشخصية القومية، والجزء الأخص من التراث الشعبي الذي يعكس أصالة القيم والعادات والتقاليد التي تنظم حياة الشعوب.
إدراكاً من وزارة الإعلام لأبعاد هذه الحقيقة، بادرت، من خلال أجهزتها الإعلامية، إلى العمل على جمع التراث الشعبي الكويتي، على غرار مبادرة تلفزيون الكويت المتمثل بالإعلامي محمد السنعوسي واقتراح الفنان شادي الخليج بإنشاء {فرقة الفنون الشعبية} للمساهمة في تطوير الفنون الشعبية تحمل اسم {فرقة التلفزيون للفنون} (1978).
اجتماع موسع بعد عقد اجتماعات عدة، أعلن عن تكوين الفرقة في حضور أعضاء اللجنة المشرفة عليها والمكونة من الفنانين: فيصل الضاحي (رئيس الفرقة، رئيس إداري ومخرج تلفزيوني)، غنام الديكان (مشرف ومدرّب أصوات وملحن)، مرزوق المرزوق (مشرف ومدرب أصوات وملحن)، نجم العميري (مشرف ومدرب ايقاعات)، بدر الجويهل (مشرف ومدرب وملحن)، مرجان عبدالله (مشرف ومدرب حركة/ نحو سنتين)، سلوى طلب (مدربة حركة ومصممة)، علاء الشربيني (مدرب حركة ومصمم).أثمرت جهود غنام الديكان ونجم العميري في البحث في الفنون التراثية فقُدم السنكني أول مرة بلحن جديد على هذا الإيقاع الصعب، بعد تدريب الشباب على عزفه.كذلك قُدم قالب الشابوري الذي لم يتطرق إليه أي من الفنانين القدامى بشكله الصحيح، ثم استخدمه البحارة بعد ذلك في أغنية {سلموا لي} شعر فهد الخشرم، لحن جديد للفنان غنام الديكان، وقُدم الإيقاع راس طبل بنص (يا زين روض الوفاء) وأعيد تلحينه وإعداده لفرقة التلفزيون للفنون، ثم اختاره الفنان شادي الخليج، ولحن الحدادي المخالف (من عيني الثنتين) غناء الفنان محمد المسباح. أهداف الفرقة ضمت الفرقة في بداية التأسيس أربعين عضواً تم اختيارهم من بين كثر تقدموا للاختبارات التمهيدية. تهدف الفرقة إلى خدمة برامج تلفزيون الكويت، والمشاركة في الاحتفالات الوطنية، وتمثيل الكويت في الخارج. الانطلاقةبدأت الفرقة تدريباتها السبت 25 مارس 1978، وكان نجم العميري ومرجان عبدالله في بداية التمرين على الآلات الإيقاعية، ومن ثم تابع أعضاء الفرقة تدريباتهم على الآلات المختلفة ليتشربوا الايقاعات التي تم، من خلالها، اكتشاف مهارات الشباب المتميزة على كل آلة، وتدريب الأصوات الصالحة تحت إشراف غنام الديكان ومرزوق المرزوق، ودرب كل من: بدر الجويهل، غنام الديكان، مرزوق المرزوق، نجم العميري، سلوى طلب، علاء الشربيني، مرجان عبدالله وبدر الجويهل أعضاء الفرقة على الإيقاعات والحركات.اختير أحمد القطامي بعد فيصل الضاحي لرئاسة الفرقة، ثم مدالله الفرج، ثم حبيب اليحيوح مسؤول الفرقة، بصفة مؤقتة، وحالياً عاد المشرف العام غنام الديكان لقيادة الفرقة، وبعد وفاة مرزوق المرزوق رشح الفنان الملحن خالد الزايد. الاشراف الفني والإداري: أحمد القطامي، نجم العميري، بدر الجويهل، أحمد البقشي وعبداللطيف الرباح.لوحات من الماضيأحد الأمور المهمة التي تفتخر بها الحركة الغنائية والموسيقية في الكويت تكوين «فرقة التلفزيون للفنون الشعبية» التي اجتازت مرحلة التأسيس بعد رحلة عطاء امتدت سنوات، قدمت خلالها أعمالاً مميزة تعتمد على التراث والفولكلور في مجال الأغنية الشعبية والوطنية ولوحات من الماضي مرتبطة بالحاضر. قدمت أعمالها داخل الكويت وخارجها، في المحافل والملتقيات والمهرجانات العربية والأجنبية، وحققت نجاحاً بفضل أصالة أعمالها التي كانت مدروسة وتعتمد على الكلمات واللحن الأصيل... إذ كتب للفرقة أكبر الشعراء والمؤلفين من بينهم: بدر بورسلي، د. عبدالله العتيبي، مبارك الحديبي، عبدالله الحبيتر، عبدالله الدويش، منصور الخرقاوي وسالم ثاني وغيرهم.جمع الشبابحققت {فرقة التلفزيون للفنون الشعبية} الهدف من إنشائها وهو جمع الشباب هواة الأغنية الشعبية ليمارسوا نشاطهم بإشراف فنانين كبار أمثال: غنام الديكان، مرزوق المرزوق، علي العميري، بدر الجويهل مع الاستعانة بفنانين معروفين، كما حدث عندما تعاونت الفرقة مع عناصر من الفنانين المبدعين، مثل أحمد باقر، يوسف المهنا، ويعتبر هذا التعاون إضافة جديدة للفرقة ستثمر بلا شك عطاءً مميزاً يمنحها استمرارية في مستوى جيد.إنها فرقة شعبية متطورة كويتية تجدد نفسها لتشرف على الفن الكويتي من خلال ما تقدمه في كل مناسبة وملتقى، من هذا المنطلق نتابعها ونساندها، كلما حققت جديداً للأغنية الكويتية المتطورة، وسط الإسفاف الذي يقدمه البعض باسم هذه الأغنية ظلماً، هنا نطالب أن تضاعف وزارة الإعلام دعمها لهذه الفرقة، مالياً ومعنوياً، لمزيد من النجاح والاستمرارية.