في الوقت الذي سيطر مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على مناطق جديدة في مدينة الرمادي، يرى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنه يستطيع أن ينهي تلك السيطرة على الأنبار من خلال تسليح رجال القبائل وعمليات جوية للجيش.

Ad

وقال المالكي إن «قضية الأنبار ليست وليدة الساعة أو تفجرت فجأة وكنا ندرك ماذا يجري في الأنبار لاسيما في ظل ما يحدث في سورية وما أعلن عنه ما يسمى دولة العراق والشام (داعش) وعمليات التواصل بين المنظمات الإرهابية والمخططات التي كانت تجري للسيطرة على الأنبار والسيطرة على الشريط الحدودي العراقي-السوري لتكوين هذه الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مضيفا ان «الشيء الذي جعلنا نتأخر هو أن المسلحين دخلوا مدخلا فيه حساسية وهو التظاهرات وبعنوان مطالب».

وأوضح خلال لقائه برويترز أمس، ان «المراقب الحاذق كان يعلم أن هذه لم تكن مطالب واقعية، وعندما كنا نستعرض المطالب كان الأمر يبدو شيئا آخر حيث رفعت لافتة القاعدة في ساحة الاعتصام وكل الناس كانت تراها وخرجت قيادات القاعدة على منصة الاعتصام وقالت نحن تنظيم اسمنا القاعدة نقطع الرؤوس ونقيم الأحكام هذا كان على المنصة»، مبينا أن الحكومة المحلية في الأنبار «أكدت لنا أن الوضع خطير وطلبت مساعدتنا والعشائر استنجدت بنا، وتأكد لنا ذلك من خلال اعتراف أحد مسؤولي القاعدة الذي اعتقل، وقال إنكم لو صبرتم علينا ثلاثة أسابيع لأعلنا الدولة ولاعترفت بنا دولتان عربيتان».

وأشاد رئيس الوزراء بموقف المجتمع الدولي الذي تفهم الوضع بشكل جيد وأشاد بحكمة الحكومة العراقية في رفع ساحة اعتصام طولها كيلومتران بلا قطرة دم واحدة، لافتا إلى أن ما يجري حاليا هو تصد في أعلى درجات المشروعية والتعاون والالتفاف المحلي في الأنبار.

دخول الفلوجة

وحول عدم دخول الجيش الفلوجة أجاب المالكي: «نريد أن ننهي وجود داعش بلا دماء، ولأن أهل الفلوجة عانوا كثيرا في حربين في 2004 والآن هم خائفون جدا من اقتحام الجيش، وقد طمأنتهم وقلت لهم الجيش لن يقتحم المدينة ولكن نطلب منكم انتم ألا تسمحوا لهؤلاء بأن يسيطروا على المدينة، مبينا «سنطوق الفلوجة ولا نسمح بخروج هؤلاء المقاتلين، وسنعمل على إثارة حساسية وغيرة وشهامة أبناء الفلوجة وعشائرها حتى يطردوهم، اذا طردوهم من المدينة فسيكونون من حصة الجيش العراقي خارجها».

معلومات أميركية

وحول دور أميركا في ذلك قال المالكي: «خلال زيارتي الأخيرة لواشنطن طلبنا صواريخ الهلفاير لأنها الوسيلة الوحيدة لمعالجة معسكرات في الصحراء، وهذه الصواريخ وصلت الى العراق، وحطمنا بها مبانيهم ومعسكراتهم ثم جاءت الطائرات الروسية ودخلت المعركة الى جانب الطائرات الموجودة».

وأضاف: «بصراحة قدم لنا الأميركان صورا جوية لبعض المعسكرات في الأنبار ومعلومات استخبارية قليلة لكن بعد زيارتي لواشنطن اتفقنا على ضرورة التعاون وتبادل قاعدة المعلومات حول القاعدة ومع دول أخرى حتى مع الهند وروسيا ودول عربية»، مشددا «نحن سنلاحق هذا التنظيم في كافة محافظات العراق من خلال جيشنا ومن خلال مجالس الصحوات بعدما سلحناهم وسنستمر في عملية تسليحهم ليكونوا مع الجيش العراقي في ملاحقة القاعدة، كذلك نحن بصدد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في العراق وشجعنا على ذلك المجتمع الدولي الداعم والساند لنا».

وحول خوضه للانتخابات لولاية ثالثة قال المالكي: «بالتأكيد سنخوض الانتخابات، أما (الولاية الثالثة) فهذا ما يقرره الشعب العراقي حينما يقف أمام صندوق الاقتراع وتقرره الكتل السياسية حينما تنتهي الانتخابات وكل يعرف رصيده ومع من يتحالف، لذا أتصور أن الحديث عن ولاية ثالثة سابق لأوانه.

سيطرة جديدة

في غضون ذلك تمكن مسلحون من داعش وآخرون مناهضون للحكومة من السيطرة على مناطق جديدة في الرمادي غرب بغداد بعد اشتباكات مع القوات العراقية أمس.

وقال نقيب في شرطة مدينة الرمادي إن «مسلحين من تنظيم داعش سيطروا بعد الاشتباكات، على أحياء جديدة في وسط وجنوب المدينة وهي الضباط والعادل والبكر والحميرة وشارع 60 وجزء من حي الملعب»، مشيرا الى احتراق ثلاث عجلات للشرطة خلال الاشتباكات.

وأكد مقتل اثنين من عناصر الشرطة وإصابة خمسة بجروح جراء الاشتباكات.

مباحثات ظريف

بحث رئيس الوزراء نوري المالكي التطورات الأمنية في محافظة الأنبار، والتطورات في المنطقة وسورية، وقال المالكي إن «الجميع بدون استثناء يجب أن يتحملوا المسؤولية في إيجاد حل سلمي للأزمة المتفاقمة في سورية، وإن الوضع يدعو إلى حشد الجهود ومشاركة كل من له تأثير في حل الأزمة لا إلى تسجيل نقاط من طرف على طرف آخر»، وأضاف «أن أزمات المنطقة لا تحل بمعزل عن حل الأزمة السورية».

من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ضرورة «بذل كل الجهود كي لا تتحول سورية إلى قاعدة للتطرف والإرهاب».

كما بحث رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي مع ظريف التطورات الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة وتداعيات أزمة محافظة الأنبار.

يذكر أن وزير الخارجية الإيراني وصل أمس، الى العراق في زيارة رسمية هي الثانية له منذ توليه منصبه.

إلى ذلك، وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، الى مدينة أربيل للاطلاع على أحوال اللاجئين السوريين الموجودين في إقليم كردستان وكان في استقباله رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البرزاني كما التقى في وقت لاحق رئيس الإقليم مسعود البرزاني.

إلى ذلك، قتل عشرة أشخاص بينهم قاض في هجمات متفرقة استهدفت أمس، مناطق متفرقة في بغداد، أعنفها كان في مدينة الصدر.

فيما قتل ثلاثون شخصا وأصيب العشرات بجروح في انفجار أربع سيارات مفخخة وهجوم مسلح، استهدفت مناطق شيعية متفرقة في بغداد وجنوبها مساء أمس الأول.