«الجريدة» بدورها تسلط الضوء على أسباب خروج الأزرق من بطولة كأس آسيا وأول هذه الأسباب سوء التخطيط أو غياب الخطة طويلة الأجل، التي لابد ان يعمل وفقها اتحاد اللعبة على الصعيدين الداخلي والخارجي لمشاركات المنتخبات الوطنية في البطولات الدولية.

Ad

تخطيط طويل الأجل

لو أخذنا المنتخب الأول كمثال فإن لديه استحقاقا واحدا مهما أو اثنين على الأكثر كل عامين، أبرزها كأس آسيا المؤهل لكأس العالم أو التصفيات الآسيوية المؤهلة للأولمبياد أو بطولة الألعاب الآسيوية "الآسياد"، لذلك كان على الاتحاد وضع "خطة طويلة الاجل" مدة عامين على الأقل منذ خروج المنتخب من بطولة آسيا السابقة التي اقيمت في السعودية، وحصل فيها على المركز الثامن بعد خسارته من الامارات ايضا، والتي أقيل على اثرها ماركوفيتش المدرب السابق للمنتخب، نظرا لسوء النتائج، من أجل الاستعداد للبطولة الحالية وهذا لم يحدث، فجنينا ثمرته المعطوبة حاليا.

كما ان التركيز على إعداد المنتخبات السنية يكاد يكون معدوما، والمشاركات الخارجية والاحتكاك بالبطولات الدولية المصغرة أصبح في طي النسيان، وأصبحت المنتخبات السنية تعامل كالمنتخب الأول بفترة إعداد قصيرة ومعسكرات تسبق البطولات، وهو ما لا يعود بالنفع، إذ نحتاج إلى احتكاك مستمر لهذه المنتخبات التي هي الرافد الأساسي للمنتخب الأول.

اختيار المدرب

أما النقطة الثانية فتتمثل بطريقة اختيار مدرب المنتخب، التي كان يجب أن تتم عقب إقالة ماركوفيتش مباشرة، حتى يمنح الوقت الكافي للعمل على مراقبة اللاعبين قبل اختيارهم، تمهيدا لاعدادهم، لكن عدم وجود الخطة أخر كالعادة فكرة التعاقد مع مدرب مميز حتى تعذر ذلك، ليجد الاتحاد نفسه مرغما على البحث في دفاتره القديمة والعودة إلى المخضرم زوران الذي لا نستطيع أن نشكك في تاريخه مع الكويت أو العديد من منتخبات العالم، لكنه بلغ من السن ما لا يستطيع معه تقديم الاضافة اللازمة للمنتخب.

وكان من الأحرى الخروج من نطاق المدرسة الشرقية "صربيا، سلوفينيا، روسيا"، والبحث بين مدربي المدارس الجديدة التي ظهرت على الساحة مثل الفرنسية والاسبانية، لكن نعود لنقول إن سوء التخطيط والنظرة القصيرة وضعا الازرق أمام هذا الاختيار الإجباري ظاهرياً والاختياري عملياً.

نظام المسابقات المحلية

ولعل النقطة الثالثة، وهي نظام الدوري المحلي، من أهم النقاط التي يجب على الاتحاد أن يركز عليها ويدرسها بجدية، لما لها من تأثير مباشر على مستوى المنتخب الوطني، لاسيما أنه من المعروف على مستوى أي لعبة رياضية أنه كلما ارتفع مستوى الدوري ارتفع مستوى مخرجاته من اللاعبين الذي يشكلون المنتخبات الوطنية.

ونحن في الكويت نعتمد منذ فترة على نظام الدمج الذي أثبت فشله مع مرور الوقت، حتى وإن نجح في البدايات، لان انحصار المنافسة بين فرق المقدمة وغياب الهدف لدى فرق المؤخرة يؤثر سلبا على المردود الفني للبطولة، ويقتل الحافز عند اللاعبين لرفع مستواهم، وبالتالي يقضي على طموح البروز والتألق، ما يحصر المنافسة في الانضمام إلى المنتخبات بمجموعة محدودة من اللاعبين، لذلك لابد من إعادة النظر، وأن يطبق الدوري نظاما يمنح الجميع فرصة للمنافسة حتى تستفيد أكبر قاعدة من اللاعبين.

مشاكل إدارية

النقطة الرابعة الأخيرة هي تأثير المشاكل الإدارية التي عصفت بالاتحاد ومجلس إدارته، ووضعته في دوامة كبيرة خلال الفترة السابقة، وها نحن اليوم نجني ثمار هذه المشاكل لأن الجميع انشغل فيها، وترك المهمة الأساسية له ولوجوده في الاتحاد، وهي إعداد المنتخبات الوطنية.

وهنا نعود للمربع الاول، لان الاتحاد لو كان يعمل وفق خطة طويلة الأجل، لا يجرؤ أحد على الخروج عنها أو التعديل عليها، لتمت بدون أن تغير المشاكل فيها شيء واستعد المنتخب بشكل لائق.

ولمناقشة مشكلة المنتخب على نطاق أوسع دون التفرد برأي، ولضمان التوصل الى حلول جذرية استعرضت "الجريدة" آراء بعض المهتمين باللعبة والنقاد.

الخشتي: عدم وجود الذياب

أكد مدرب فريق الساحل خلدون الخشتي أن مشكلة أزرق اليد متشعبة، ولها ثلاثة جوانب رئيسية، وهي أولاً غياب الاداري القوي وبالتحديد تأثير الحرب، التي شنت لفترة طويلة على جاسم الذياب مدير المنتخبات الوطنية لفترة طولية، والتي دفعته في النهاية لترك منصبه، مما اثر سلباً على سير العمل داخل الجهاز الإداري للمنتخب، مشيراً إلى أن وجود الذياب في السابق كان له تأثير مباشر على انضباط اللاعبين سواء في فترات الإعداد أو خلال البطولات، وهذا لم يكن موجودا في هذه البطولة بدليل الاستهتار الذي ظهر عليه اللاعبون في لقاء الامارات، وقبل البطولة خلال فترة الاعداد سواء الداخلية أو الخارجية.

وثانياً اختيارات اللاعبين التي لم تكن موفقة بالقدر الكافي، وشابها الظلم لبعض اللاعبين الذين كان لابد من وجودهم في قائمة الازرق، وثالثا توقف الدوري العام الذي اثر على الاندية والمنتخب، وكان الافضل أن تستمر البطولة حتى قبل لقاء قطر الودي أواخر ديسمبر بأسبوع واحد، لأن استمرار المباريات الرسمية سيعطي اللاعبين مزيدا من الاحتكاك، وأخيراً فترة التوقف الدولي الذي اثر سلباً في اللعبة بشكل عام كان له تأثير مباشر على اعداد المنتخب.

بوخشبه: سوء التخطيط

من جانبه، قال المحلل التلفزيوني المدرب السابق نواف بوخشبة: "مشكلة المنتخب إدارية في المقام الأول وسببها سوء التخطيط، خصوصاً بالنسبة للاستحقاقات الدولية التي يلعب فيها الازرق بطولة كل عامين، ولو كان التخطيط الاداري جيدا لتعاقد الاتحاد مع مدرب جديد فور إقالة ماركوفيتش عام 2012".

وأضاف بوخشبة: "ثم تأتي مشكلة الاعتذارات التي ضربت الأزرق في مقتل، خاصة عبدالله الغربللي، الذي أؤكد ان وجوده كان سيصل بالمنتخب إلى المباراة النهائية في البطولة، والدليل أن مكانه، (الباك الأيمن)، ظل نقطة ضعف المنتخب طوال البطولة، وكان على الاتحاد حل مشكلته مع ناديه أو ضمه حسب اللائحة التي تسمح له بذلك ثم ايقافه مع ناديه وهذا لم يحدث ويتحمله مسؤولو الاتحاد".

وأكد أن غياب إدارة المنتخب القادرة على ردع اللاعبين المتغيبين طوال فترة الاعداد الداخلي إلى درجة أن يتواجد في التدريب 7 أو 8 لاعبين في الغالب، مما اهدر الوقت في المعسكر الداخلي بدون فائدة ولم يحرك الاتحاد ساكنا وهذا يثبت أن هناك سوءا في الناحية الادارية.

جاسم: المصلحة العامة

بدوره، أكد اللاعب الدولي السابق عبدالله جاسم أن خروج المنتخب من كأس آسيا ليس نهاية العالم، لكنه كارثة حقيقية وغير مقبولة، وعلى الاتحاد كشف أسبابها والبحث في كيفية علاج القصور بدون أن يكون الهدف منه تصفية حسابات.

وقال جاسم: "لابد من وقفة جادة للجميع يكون الهدف منها المصلحة العامة وليس إقصاء طرف على حساب الآخر"، مطالباً بضرورة عدم هدم هذا الجيل من اللاعبين لأنهم يتمتعون بمستوى جيد، لكن هناك مشاكل لابد من حلها ثم بعد ذلك محاسبتهم.

واستطرد: "نحن بحاجة لوضع حلول لعودة كرة اليد الكويتية مرة اخرى الى موقعها الطبيعي وليس هذا وقت الهدم، كفانا مشاكل في الرياضة الكويتية وفي اتحاد كرة اليد بصفة خاصة الذي كان الأفضل بين جميع الاتحادات".

وتابع: "أمامنا جيل جيد يمكن أن يحقق الكثير من الانجازات لو تم حل المشاكل المحيطة به ثم إعداده بالشكل الامثل"، مضيفا: "علينا فقط العمل على المصلحة العامة ونبذ الشخصانية لرفع راية الكويت".

المحترفون الأجانب ضرورة

اللاعب المحترف أصبح وجوده ضرورة ملحة في الوقت الراهن في كرة اليد الكويتية، ويكفي أن اتحاد اليد أصبح هو الاتحاد المحلي الوحيد حالياً ضمن اتحادات الألعاب الجماعية الذي لم يعتمد مشاركة المحترفين الأجانب حتى الآن.

والغريب في الأمر أن مسؤولي الاتحاد حاولوا تطبيق الاحتراف الأجنبي أكثر من مرة، لكن دائما ما كانوا يصطدمون بمعارضة بعض الاندية بحجة أن اللاعب الأجنبي سيأخذ مكان لاعب وطني، أو التعلل بعدم وجود ميزانية مالية لذلك.

والمطلوب الآن أن يتم العمل بهذا النظام دون تأخير، فالمحترفون الاجانب يمثلون الاضافة الفنية اللازمة في جميع الألعاب ويساعدون على رفع المستوى التنافسي، ويستفيد منهم الشباب الصاعدون في أغلب الاحيان، خصوصاً من الأسلوب الاحترافي والنواحي الفنية الأخرى في اللعبة.