لم يكن "سعد الحرامي" واحداً من أشهر بائعي الأكلة الشعبية المصرية، (الفول المدمس)، في منطقة وسط القاهرة، فقط، بل اعتُبر على نطاقٍ واسع، واحداً من معالم المنطقة، التي تشهد بؤرة الأحداث في القاهرة، على الأقل، منذ ثورة 25 يناير 2011.

Ad

عربته الخشبية "المزينة" بعبارة "يا ناس يا عسل سعد الحرامي وصل"، هي أول رزقه من هذه المهنة، لكنها باتت الآن، من أشهر معالم المنطقة، التي يقع فيها "دكان" الفول الشهير الآن بجوار مقر حزب "التجمع" القريب من ميدان التحرير، وهو الدكان الذي شهدت موائده الصغيرة، المفروشة في عرض الشارع الضيق، حوارات أشهر الشخصيات السياسية والفنية والثقافية والرياضية، وهي تتناول وجبتها المفضلة، في الصباح الباكر.

سعد، الذي يعتبر نفسه سياسياً بالفطرة، يريد أن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة، نظراً إلى أنه يعمل في الأكلة الشعبية الأولى في مصر، ما يعتبره ضمانة كافية لجمع أصوات المصريين، وهو لا يخفي سعادته بالتخلص من حكم "الإخوان"، فقد شارك في ثورة "25 يناير" وأصيب في أحداث يوم 28 يناير بخمس طلقات خرطوش ورصاصة مطاطية، أدت إلى إجراء عمليات جراحية أقعدته سنة كاملة عن العمل.

من أشهر زبائن سعد، كما يؤكد لـ"الجريدة"، الرئيس الراحل أنور السادات وزوجته جيهان، والذي يعد أكثر الرؤساء المقربين إلى قلبه، وكان سعد في سن 15 عاماً، فضلاً عن صداقته للفنان خالد صالح والمخرج خالد يوسف والمطرب ريكو، وفرقة وسط البلد، وكذلك الفنان والسينمائي القدير الراحل فريد شوقي (وحش الشاشة)، الذي أطلق عليه اسم "سعد الحرامي"، بعدما كشف أنه يسرق ويغش، حينما لعبا معاً قبل سنوات طويلة لعبة "الدومينو" الشهيرة في مصر، شاركه إياها أكثر من مرة.