قبل أسبوعين من بدء جولة مفاوضات جديدة، أعلن خبراء في شؤون العلاقات المصرية الإفريقية مخاوفهم من أن تخسر مصر جولة مفاوضات سد النهضة الإثيوبي بين مسؤولين مصريين وإثيوبيين، والمقرر انعقادها في العاصمة السودانية الخرطوم 25 أغسطس الجاري.

Ad

وتعترض القاهرة على إقامة السد، الذي تتمسك أديس أبابا بإقامته، وتعول على الكثير من الآمال عليه، لتحقيق طفرة في معدلات التنمية، وتهدف المفاوضات بين البلدين إلى تقليل حجم المخاطر المائية الناتجة عن إنشاء السد على حصة مصر من مياه النيل والمقدرة بنحو 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

مخاوف الخبراء جاءت بعدما أثارت تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تفاصيل الموقف المصري من المفاوضات، حيث أشار خلال خطابه يوم إطلاق مشروع حفر قناة السويس الجديدة الثلاثاء الماضي إلى أن المفاوضات ستتطرق إلى سنوات ملء السد، الأمر الذي اعتبره الخبراء تراجعاً للموقف المصري، يطرح مخاوف بشأن ما يمكن أن تحرزه مصر من هذه الجولة.

رئيس وحدة «دراسات حوض النيل» في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، هانئ رسلان، اعتبر ما ورد في خطاب السيسي بشأن مفاوضات سد النهضة و»سنوات الملء» لم يكن له داعٍ، إذ إنه يستبق المفاوضات المقررة في الخرطوم ويلحق بها الضرر.

وتابع رسلان، أن تصريحات وزير الري المصري حسام مغازي تقصر التفاوض على سياسات التشغيل والملء، بما يعني سقفاً منخفضاً جداً لن يسفر عن شيء يذكر، وهذا الموقف التفاوضي يتسم بالضعف وفقدان القدرة على المناورة، ويخسر قبل أن يبدأ، لأن السد لم يصبح حقيقة واقعة بعد، فارتفاعه المقرر ١٤٥ متراً، فيما لايزال قريباً من الأرض بأمتار في الوقت الحالي.

الخبير في الشؤون الإفريقية، خالد الحنفي، اعتبر أنه من المبكر الحكم على مسار مفاوضات لم تبدأ بعد، مع الوضع في الاعتبار التغير في موقف التفاوض المصري بوصول السيسي إلى سدة الحكم، ونجاح مصر في استعادة مقعدها في مجلس «السلم والأمن» الإفريقي، فضلاً عن أن نتائج مشاركة الرئيس المصري في القمة الإفريقية الأخيرة وما تضمنها من لقاءات مع رئيس الوزراء الإثيوبي، والبيان المشترك بين الرجلين، يعتبر تمهيداً جيداً للمفاوضات.