بدأت مدينة بوسطن بتركيب مقاعد طويلة تقوم بدور محطات شحن أجهزة إلكترونية. وقال رئيس بلدية بوسطن الأسبوع الماضي مارتن والش "لماذا تظل مقاعدنا الطويلة مجرد مقاعد فقط؟".

Ad

وتشتمل تلك المقاعد التي تدعى "صوفا" على منافذ "يو اس بي" يتمكن من خلالها مرتاد المتنزهات من استخدامها على شكل مقابس كهربائية لجهازه. وترتبط المقاعد لاسلكياً أيضاً بشبكة الإنترنت من أجل تحميل معلومات بيئية محلية مثل مستويات جودة الهواء والضجة، وكمية الطاقة المولدة. وقد تم حتى الآن تركيب مقعدين في بوسطن كومون ومقعدين في متنزه تيتسسبارو، وسيتم تركيب عدة مقاعد أخرى خلال الأسابيع المقبلة في بوسطن وكامبريدج.

نبعت فكرة تلك المقاعد من مختبر "تغيير البيئة" في معهد ماساشوستس للتقنية الذي تأسس بمشاركة من قبل ثلاث نساء في مطلع الثلاثينات من العمر، مصممة ومهندسة كهرباء وخبيرة تسويق.

وتقول ساندرا ريتشر، وهي مشاركة في المشروع ورئيسة تنفيذية،

"نحن كلنا من ألمانيا حيث تتمتع الطاقة الشمسية بشعبية واسعة. وكنا نفكر في كيفية تغيير الرأي العام بحيث يتقبل المزيد من الطاقة الشمسية... والشروع في حوار حول جودة الهواء في المدن والطاقة المتجددة". وتقوم شركة فيريزون بتزويد المجموعة بدعم تقني كما دفعت سيسكو سيستمز ثمن أول المقاعد في بوسطن.

وقد حظيت هذه المقاعد الذكية بقبول شعبي وتقول ريتشر "نحن نقدر استخدام المقاعد بشكل وسطي من قبل 12 إلى 20 شخصاً في اليوم "ولاحظت أخيراً" وجود ما كنا نظنه زوجين، ربما لأن شخصين كانا يشحنان من الساعة 5.30 إلى الساعة 7.30 صباحاً".

وتخطط "تغيير البيئة" لجعل كل معلومات المقاعد "الصوفا" متاحة للعامة بمجرد تحسينها لخارطتها من معلومات الوقت الحقيقي. وتأمل المجموعة أيضاً في تسريع الإنتاج وتطوير مزيد من النسخ المتقدمة من المقاعد.

وتقول ريتشر "هذه عملية صغيرة تقودها ثلاث نساء في الوقت الراهن، وقد حصلنا على الكثير من الاتصالات من مدن وأشخاص يريدون معرفة موعد حصول مدنهم أو ممراتهم على تلك المقاعد".

تجدر الإشارة إلى أن وصول العامة الى منافذ "يو اس بي" ينطوي على البعض من المشاكل الفريدة. وعندما دشنت نيويورك محطات شحن الأجهزة في السنة الماضية حذر خبراء من أن القراصنة قد يزرعون حواسيب صغيرة لإصابة الهواتف بفيروسات تستطيع سرقة معلومات مصرفية، وكلمات العبور الخاصة بالبريد الالكتروني وربما حتى متابعة تحركات أصحاب الهواتف.

وتقول ريتشر إن المقاعد "الصوفا" المصنوعة من الأسمنت وألواح معدنية وخشبية لن تكون عرضة لمثل تلك الهجمات "وصناديق الاسمنت مثبتة ببراغ أمنية وفي وسعنا نحن فقط فتحها. واذا أراد أحد استخدام فأس ومطرقة لفتحها فإن الإلكترونيات ستصبح عديمة الفائدة".

وبغية تحقيق المال تخطط "تغيير البيئة" لفرض رسوم تركيب واشتراكات شهرية أو تحصيل رسوم من الأفراد والمنظمات والشركات في مقابل نشر أسمائهم أو ماركاتهم على لوحات المقاعد. وتقول ريتشر إن الخيار الآخر يتمثل في استخدام أجهزة استشعار للحركة على المقاعد المذكورة، بغية جمع معلومات للشركات، لتمكينها من احتساب عدد العابرين في المنطقة بشكل أفضل. وهكذا إذا كان لدى الشركة لوحة اعلانات في المنطقة، على سبيل المثال، فإنها ستعرف عدد من يحتمل أن يشاهدها".

(بزنس ويك)