في اليوم الخامس من معركة عرسال بين الجيش اللبناني ومسلحي "داعش" و"النصرة" السوريين حصلت هدنة هشة رافقتها خروقات ومحاولات لإخراج جرحى ومحتجزين عسكريين من البلدة، في حين استنفرت الأطراف السياسية لمنع بعضها بعضاً من استثمار الحدث في خلط كبير للأوراق.

Ad

وشكّل إعلان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمساعدة عاجلة للجيش قدرها مليار دولار، إشارةً مهمة إلى مسارعة "14 آذار"، وعلى رأسها "تيار المستقبل"، إلى تأكيد أن السُّنة المعتدلين هم رأس المواجهة مع الإرهاب. وذلك في موازاة قيام "14 آذار" نفسها إثر اجتماع عام لها أمس الأول في "بيت الوسط" في بيروت، بتحميل "حزب الله" جزءاً من مسؤولية قدوم الإرهاب إلى لبنان بفعل تدخله المسلح في سورية منذ سنتين.

ورصدت مصادر في "14 آذار" ما اعتبرته مؤشرات سبقت معركة عرسال. وقالت إن شخصية أمنية رفيعة التقت مسؤولاً كبيراً في "حزب الله" قبل عشرة أيام، وذكّرت بلقاء النائب وليد جنبلاط المفاجئ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وخصوصاً تصريحه إثر اللقاء والذي يخوِّف فيه المسيحيين والدروز من أنهم تحولوا إلى هنود حمر موشكين على الانقراض.

وربطت هذه المصادر ما تقدم بكلام رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أمس الأول الداعي إلى التنسيق مع الجيش السوري، ثم بزيارة جنبلاط لعون أمس واتفاق الرجلين على رفض تحميل "حزب الله" أي مسؤولية عن تمدد المسلحين السوريين إلى لبنان.

ورأت تلك المصادر أن العناصر المذكورة تشكل هجوماً واضحاً يهدف إلى الإتيان بقائد الجيش الجنرال جان قهوجي رئيساً، وهو على علاقة وطيدة بحزب الله، اضافة الى قائد جديد للجيش على علاقة قوية بحلفاء الحزب هو صهر عون قائد فوج المغاوير شامل روكز، وكل ذلك على وقع سخونة الأحداث في عرسال التي تفرض على الجميع، وخصوصاً مسيحيي "14 آذار" التضامن المطلق مع الجيش في معركته.

ولاحظت هذه المصادر أن "14 آذار" استفاقت أمس الأول من هول الصدمة، وبدأت هجوماً سياسياً مضاداً تمثَّل في اجتماع "بيت الوسط" وإعادة تأكيد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، باسم هذا الفريق، أن "حزب الله" مسؤول عن الأزمة ويجب أن ينسحب من سورية، الأمر الذي قد يعيد ترتيب الأوراق ويردها إلى ما قبل اندلاع معركة عرسال.

وجاءت خطوة الملك السعودي بدعم الجيش بمليار دولار تضاف الى هبة المليارات الثلاثة السابقة، لتصب في مجرى إعادة التوازن السياسي، ومنع استثمار "8 آذار" للحدث الأمني الخطير الذي يجري في البقاع.