«بدهاش تخرب أكتر من هيك»!

نشر في 05-07-2014
آخر تحديث 05-07-2014 | 00:01
 يوسف عوض العازمي أثناء الغزو العراقي الغاشم لبلدنا ذهب وفد شعبي كويتي لزيارة الأردن الذي كان ضد الحق الكويتي، وكان الدعم الأردني الكبير للغزاة العراقيين والطاغية صدام حسين ماثلاً للعيان، أيامها كان الأردن الداعم لصدام ملكياً أكثر من الملك، لن أتحدث عن أحداث الزيارة، لكنني سأتوقف عند موقف حصل مع الدكتور أحمد الربعي (رحمه الله )، حينما ذهب إلى أحد المخيمات الفلسطينية هناك، وأظنه مخيم الوحدات، ليلتقي بأحد أصدقائه القدامى، فلما رأى صديقه الفلسطيني وبعد التحية والسلام عاتب الربعي صديقه الفلسطيني على مواقف المنظمة وجزء كبير من الفلسطينيين ضد الكويت، ليرد صديقه الفلسطيني بيأس وخيبة أمل قائلاً وبلهجة فلسطينية "بدهاش تخرب أكتر من هيك"!

تذكرت هذه العبارة البليغة وأنا أتفكر في أوضاعنا هذه الفترة من الزمان، في سورية الأمويين القتل وسفك الدماء، لهما مواعيدهما اليومية منذ ثلاث سنوات حالكة السواد، وأرض العراق تخرج من معركة لتدخل الأخرى، وكل معركة لها وجه وسيناريو يختلف عن الآخر، وفي لبنان أصبح القرار من الخارج، وأهل لبنان المهاجرون إلى الخارج أكثر من الماكثين بيأس في الداخل، وغزة تقصف ولا بواكي لها.

 وأقرأ لأحد المغردين الخليجيين مهللاً لقصف غزة باعتباره قصفاً للإخوان المسلمين! والله لو كانت في نفس هذا المغرد ذرة عروبة وإسلام وإنسانية لما تجرأ وكتب سواد وجهه في تغريدته الكالحة!

هنيئاً لنا في هذا الزمان الفاحش، زمان "داعش" و"القاعدة"، زمان المجاهدين في سورية والعراق، وكأن فلسطين لا توجد على الخريطة، فلن أقتنع بحركات جهادية لا تظهر بطولاتها ومفخخاتها إلا في سورية والعراق، ألا تعرفون طريق الأقصى؟

وإيران تلك البائسة الفقيرة في المصداقية، واللعب على مشاعر الشيعة بفيلق القدس، وغيره من ميليشياتها الطائفية النتنة، لا تظهر إمكاناتها إلا على مناوئيها العرب، سنة وشيعة، ولا تعادي إسرائيل إلا إعلامياً، وعلى صفحات الجرائد!

الأمة الإسلامية والعربية حالها لا يسرّ الصديق، وصدق الفلسطيني "بدهاش تخرب أكتر من هيك"!

back to top