بثت «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سورية ليل الجمعة- السبت شريطاً مصوراً على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت يظهر فيه تسعة عناصر من قوى الأمن اللبنانية المحتجزين لديها منذ مطلع اغسطس، وهم يطالبون بانسحاب «حزب الله» من سورية ليتم الإفراج عنهم.
وبدا في الشريط تسعة عسكريين يرجح استنادا الى البزات التي يرتدونها، انهم جميعهم من قوى الأمن الداخلي، بينما ارتدى أحدهم لباس الجيش، وهو الوحيد الذي عرف عن نفسه بأنه المجند محمد معروف حمية.وتم خطف هؤلاء إلى جانب عدد آخر من عناصر قوى الأمن والجيش خلال هجوم، شنه مسلحون قدموا من منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان الشهر الجاري، على بلدة عرسال اللبنانية، واشتبكوا مع الجيش لخمسة أيام قبل أن ينسحبوا من البلدة.وقال المجند حمية: «أناشد أهلنا في قرية طاريا (في قضاء بعلبك ذي الأغلبية الشيعية في منطقة البقاع في شرق لبنان) ان يردوا هذا الحزب الكافر (حزب الله) اناشدهم ان يقوموا بتظاهرات ضده، ان يتحركوا، لأنهم اذا لم يتحركوا سنقتل».وصرح آخر: «أناشد أهلي وسكان قرية البزالية (منطقة البقاع، قرية ذات أغلبية شيعية) ان يقطعوا الطريق ضد حزب الشيطان، (حزب الله) فقط ليوقف اعماله الإرهابية التي يقوم بها في سورية».وأكد ثالث متوجها الى عناصر الحزب: «اذا لم تخرجوا، سيقتلوننا بالتأكيد»، مضيفا أنه شيعي.ونشرت صحيفة «السفير» اللبنانية للمرة الأولى أمس أسماء المخطوفين نقلاً عن «مراجع عسكرية لبنانية»، وتُبيِّن ارقامها أن عدد الجنود عشرون.سلامفي السياق، أمل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام «من الجميع التعامل مع ملف العسكريين الرهائن بدقة»، ووجه الشكر لـ»هيئة العلماء المسلمين» لأنه «لم يظهر لديهم أي رغبة بتسجيل أي مكاسب خلال تعاطيهم مع هذا الملف»، الذي شدد على كونه «ليس وقفاً لأحد ولا حكراً على جهة، بل كل من لديه إمكانية للمساهمة فيه يجب عليه أن يضعها في إطارها الصحيح بعيداً عن التداول الإعلامي».وعمّا يتردّد عن وساطة تركية وقطرية في سبيل إطلاق العسكريين آثر سلام عدم الإفصاح عن أي معطى من معطيات هذا الملف، موضحاً أنه يفضّل «التكتم حرصاً على نجاح الجهود المبذولة في هذا الصدد».واعلنت «هيئة علماء المسلمين» التي كانت تتولى التفاوض مع ممثلين للخاطفين حول الإفراج عن العسكريين أمس الأول «تعليق وساطتها» لحين «إنضاج ظروف أفضل وإفساحاً في المجال لأطراف أخرى».وذكرت صحيفة «السفير» المقربة من «حزب الله» والقوى المتحالفة معه نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية في أنقرة أن «مدير المخابرات التركية حقان فيدان ومدير الاستخبارات القطرية غانم خليفة الكبيسي والمدير العام للامن العام في لبنان عباس ابراهيم دخلوا على خط أزمة العسكريين الأسرى».قهوجي يردوبعد أن شنت وسائل إعلام «قوى 8 آذار» (حزب الله وحلفائه) هجوما متزامنا على قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي على خلفية أحداث عرسال، أشار قائد الجيش في حديث صحافي نشر أمس الى أن «الهجمة كبيرة علي شخصيا، علما انني قلت وأكرر انني لا أرضى بنقطة دم واحدة لعسكري او مدني توصلني الى الرئاسة اذا كان لدي حظ بالرئاسة».وأكد أنه في غرفة العمليات خلال احداث عرسال «كان هناك جميع الأركان وجميع الضباط الكبار المعنيين فأين الغلط؟ اذا أراد بعضهم التحقيق ولجنة تحقيق فليتفضلوا أنا مستعد وليأتوا بملف التقصير».وأوضح أن «الهجوم المسلح شارك فيه 190 فصيلا من المسلحين السوريين وسواهم، لكن رد الجيش كان حاسما فكفى تسخيفا للمعركة التي لو نجحت مع المسلحين لكانت نتائجها مخيفة على لبنان».وسأل قهوجي «في عرسال 120 ألف شخص بين أهالي البلدة والنازحين السوريين، فهل كان بعضهم يريدني ان أدمر عرسال وأقتل لبنانيين ونازحين سوريين؟».اقتراح عونفي سياق آخر، أوضح عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النائب علي عمار أنّ «حزب الله» سيدرس «في الأيام القليلة المقبلة» اقتراح تكتل «التغيير والإصلاح» حول تعديل الدستور لانتخاب رئيس مباشرة من الشعب.في المقابل، أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمام عدد من الزوار عن «تحفظه عن طروحات العماد ميشال عون الاخيرة والتي لا تتناسب مع الخطر الوجودي الذي يواجهه لبنان».
دوليات
«النصرة» تبث شريطاً لـ 9 جنود لبنانيين مختطفين يطالبون بانسحاب «حزب الله» من سورية
24-08-2014