«جنيف 2» يبدأ أعماله وسط إجماع على «الحكومة الانتقالية»

نشر في 22-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 22-01-2014 | 00:01
طهران تشكك في فرص نجاح المؤتمر بعد استبعادها... وموسكو لا ترى غيابها كارثياً

رغم المخاض العسير، ينطلق اليوم مؤتمر «جنيف 2» بشأن سورية، في ظل إجماع دولي، تشترك فيه روسيا، على أن المفاوضات بين النظام والمعارضة يجب أن تفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية بسلطات كاملة.

كتب استبعاد إيران في اللحظات الأخيرة عن المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» ولادة عسيرة للمفاوضات التي من المقرر أن تبدأ اليوم بعد قرابة ثلاث سنوات من اندلاع الثورة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية قتل فيها أكثر من 150 ألف سوري، وأدت إلى تشريد الملايين من أرضيهم التي باتت ميداناً لصراع إقليمي ودولي.

وينطلق المؤتمر اليوم في مدينة مونترو، وسط إجماع دولي تحقق بعد استبعاد إيران، على أن المفاوضات يجب أن تسفر عن تشكيل حكومة انتقالية بسلطات كاملة.

ومن المقرر أن يجري وفدا المعارضة والنظام لقاءات منفردة مع المسؤولين الدوليين، وفي مقدمتهم المبعوث العربي والأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، الا أن اللقاءات المباشرة بين الوفدين ستجري بعد غد حسب جدول الأعمال المقرر.

وبين الشروط والشروط المضادة التي يضعها الطرفان تتجه أنظار السوريين الى المؤتمر، آملين أن ينهي حرباً باتت مكلفة على الجميع.

وفي وقت ظهر أن المعارضة السورية باتت تتمسك بشرط واحد لتحقيق السلام وهو رحيل بشار الأسد شخصياً عن السلطة ومحاسبة المرتكبين خلال الصراع، لا يزال النظام على موجة اخرى، حيث عبر الرئيس السوري بشار الأسد عن تمسكه بالسلطة ورغبته في الترشح للانتخابات المقبلة المقررة بعد شهور، معتبرا أن المعركة في سورية الآن هي بين الدولة والإرهاب، رافضاً مشاركة المعارضة في العملية السياسية.

 وكان السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون قرر مساء أمس الأول استبعاد إيران، بعد أقل من 24 ساعة على دعوتها، وبرر المتحدث باسمه مارتن نسيركي هذا القرار برفض طهران دعم تأليف حكومة انتقالية في سورية كما ينص إعلان «جنيف1» الذي صدر في 30 يونيو 2012.

وأوضح نسيركي أن «مسؤولين إيرانيين كبارا كانوا أكدوا للسكرتير العام أن ايران تتفهم وتؤيد قاعدة المشاورات وهدف المؤتمر، لكن كي مون أصيب بخيبة أمل كبيرة لتصريحات إيران الأخيرة، والتي لا تنسجم البتة مع الالتزام الذي أعلنه المسؤولون الإيرانيون خلال اتصالاتهم معه».

وتابع أن «بان كي مون لا يزال يحض إيران على الانضمام الى التفاهم الدولي حول تأييد اعلان جنيف 1، وكونها اختارت البقاء خارج هذا الاتفاق الأساسي، قرر أن يعقد اجتماع اليوم الواحد في مونترو من دون مشاركتها».

موقف المعارضة

ورحب الائتلاف المعارض بقرار السكرتير العام، مؤكداً، في بيان، «مشاركته في مؤتمر جنيف 2 الهادف لتحقيق الانتقال السياسي بدءاً بتشكيل هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة على كل مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش والأمن والمخابرات، لا يشارك فيها القتلة والمجرمون».

وقالت السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور أمام مجلس الامن في نيويورك إن «الهدف من جنيف 2 هو تأليف حكومة انتقالية بموافقة متبادلة (بين النظام السوري والمعارضة) تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة تشمل أيضاً الكيانات العسكرية والأمنية».

روسيا

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية والغربيين من «خطأ لا يغتفر» في حال غابت إيران عن المؤتمر، مضيفاً: «لقد شددنا على الدوام على أن كل الأطراف الخارجية يجب أن تكون ممثلة».

وانتقد لافروف التبريرات التي أعطاها بان كي مون بشأن تغيير موقفه وسحب دعوته، قائلاً: «حين يقول السكرتير العام للأمم المتحدة إنه اضطر إلى سحب دعوة إيران لأنها لا تشاطر مبادئ التسوية الواردة في بيان جنيف1، فإن هذه برأيي عبارة ملتبسة». لكن الوزير الروسي اعتبر مع ذلك أن غياب إيران «ليس كارثة».

ظريف

بدورها، نددت إيران أمس بالأمم المتحدة، معتبرة أن سكرتيرها العام رضخ لضغوط خارجية، كما توقعت أن تكون فرص نجاح المؤتمر قليلة.

وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف: «نأسف لقيام السكرتير العام بان كي مون بسحب دعوته تحت الضغط»، مضيفاً: «من المؤسف أن بان كي مون لا يتحلى بالشجاعة اللازمة لإعلان الاسباب الحقيقية لسحب الدعوة وهذا السلوك لا يليق بكرامته». وبين ظريف أنه أكد «في عدة مكالمات هاتفية مع السكرتير العام ان ايران لا تقبل أي شروط مسبقة لحضور المحادثات»، لكنه حاول التقليل من شأن عدم دعوة ايران، قائلا ان طهران «لم تكن حريصة جدا على الحضور أساساً».

فشل المفاوضات

من ناحيته، اعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس أن فرص وقف النزاع في سورية خلال مؤتمر «جنيف 2» ليست كبيرة» بدون مشاركة بلاده، مشيراً إلى أنه «من الواضح انه لا يمكن التوصل الى حل شامل للمسالة السورية اذا لم يتم اشراك جميع الأطراف النافذة في العملية». وقال عراقجي: «كنا على استعداد للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 ولعب دورنا، لكننا لا نقبل بشرط مسبق يحد أي حل بمعطيات معينة».

حكومة كردية

من جهة أخرى، أُعلِن ظهر أمس تشكيل «المجلس التنفيذي المؤقت للإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة السورية». وأوضح المرصد أن المجلس، الذي مركزه مدينة القامشلي، يضم رئيساً ونائبَين و22 هيئة بمنزلة وزارات، من أبزرها الدفاع والحماية، والعدل، والداخلية، والعلاقات الخارجية، والتربية والتعليم، والثقافة، والزراعة، والإدارة المحلية والشؤون الدينية.

(نيويورك، جنيف، دمشق، واشنطن، موسكو- أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ، كونا)

لقطات

رغم الظلال التي ألقتها التجاذبات حول دعوة إيران في اللحظة الأخيرة إلى المؤتمر الدولي حول سورية والتي كادت تهدد انعقاده، تواصلت التحضيرات على قدم وساق في مدينة مونترو السويسرية الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان، والتي يقطنها نحو 15 ألف شخص، وفي ما يلي لقطات عن هذه الاستعدادات:

• قبل ساعات من سحب الدعوة التي وجهها الأمين العام للامم المتحدة إلى إيران لحضور المؤتمر، كان اسم إيران بالإنكليزية مكتوباً بالأسود على لوحة صغيرة بيضاء على طاولة الى جانب اسماء الحكومة والمعارضة السوريتين و42 دولة أخرى ومنظمة مدعوة.

• في فندق «لو بوتي باليه» (القصر الصغير)، كان تقنيون ينشطون طوال الأيام الماضية لإجراء تجارب صوتية على مكبرات الصوت في القاعة الكبيرة التي ستحصل فيها الاجتماعات، ويتحققون من إمدادات الكابلات الكهربائية.

• في القاعة الواقعة في الطابق السفلي من الفندق الفخم، تمتد طاولات مستطيلة عليها أسماء الدول بحسب التسلسل الأبجدي بالإنكليزية: من جهة الأردن، واليابان، وإيطاليا، والعراق، وايران، واندونيسيا، والهند، والفاتيكان، واليونان، والمانيا، وفرنسا، ومصر، والدنمارك، والصين، وكندا، والبرازيل، وبلجيكا، والبحرين، وأستراليا والجزائر.

• في الجهة المقابلة، الكويت، ولبنان، ولوكسمبورغ، والمكسيك، والمغرب، وهولندا، والنرويج، وقطر، وجمهورية كوريا (الجنوبية)، والسعودية، وجنوب افريقيا، واسبانيا، والسويد، وسويسرا، وتركيا، والامارات العربية المتحدة، وبريطانيا، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي.

• في عمق القاعة طاولة تربط بين الجهتين سيجلس عليها الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الخاص الى سورية الأخضر الإبراهيمي وممثل الأمم المتحدة في جنيف.

• عند طرفي الطاولة، سيجلس رئيس الوفد الروسي من جهة والى يمينه طاولة الحكومة السورية، ورئيس الوفد الأميركي من جهة اخرى، وإلى يمينه وفد المعارضة السورية، بينما تقع وراء الطاولات الأساسية، كراس لأعضاء كل وفد.

• انتشرت في الشارع خيم زرقاء وبيضاء ينشط فيها عناصر شرطة وموظفون من الأمم المتحدة، بالإضافة إلى حواجز حديدية.

• في مقاهي المدينة وشوارعها، يمكن رؤية عشرات الصحافيين القادمين لتغطية المؤتمر، وبينهم العديد من دول عربية.

• على مقربة من مقر المؤتمر، جهز مركز إعلامي في قصر المؤتمرات. ووضع 500 كرسي مع مكاتب وتجهيزات تقنية وإنترنت.

back to top